ارتاح الناخبون اليونانيون أمس من الأخبار السياسية على الإذاعة والتلفزيون، إذ إن القانون ينص على وجوب وقف الحملات عشية انتخابات قد تحدث هزة في اوروبا إذا فاز بها اليسار الراديكالي.

Ad

ولم تتحدث محطات التلفزيون والإذاعة عن الانتخابات إلا بجوانبها العملية، مثل مواعيد فتح مراكز التصويت، أما المرشحون وجريا على العادة فينوون لقاء مناصريهم وأعضاء فرق حملتهم أو صحافيين متخصصين "بعيدا عن الاضواء" بصورة غير رسمية.

وعرض الحزبان المتنافسان "الديمقراطية الجديدة" و"سيريزا" اليساري الراديكالي أمس الأول آخر مواقفهما، بينما أصدرت استطلاعات الرأي توقعاتها الأخيرة عشية الانتخابات التشريعية في اليونان التي تنظم اليوم، ويتم ترقبها في أوروبا وخارجها.

«اربطوا أحزمتكم»

وعنونت الأسبوعية الليبرالية "بروتو ثيما" أمس "اربطوا أحزمتكم"، في إشارة الى النجاح المتوقع لحزب "سيريزا" اليساري الراديكالي، الذي لم يعد أحد يشكك في فوزه، وقد يحمل الى الحكم أول رئيس حكومة أوروبية يرفض صراحة سياسة التقشف.

وأشارت خمسة استطلاعات نشرت نتائجها الى تقدم "سيريزا" على الأقل 2.9 نقطة أو حتى 6.7 نقاط على حزب "الديمقراطية الجديدة"، بزعامة رئيس الوزراء المحافظ أنتونيس ساماراس.

ويبقى عنصر مجهول يتعلق بالخيار النهائي لما بين 10 و15 في المئة من الناخبين لا يزالون مترددين.

انتقادات

وتبادل رئيس "سيريزا" الكسيس تسيبراس وساماراس آخر الانتقادات الشديدة مساء أمس الأول، في هيراكليون في كريت واثينا.

وقال تسيبراس إنه يقود المعركة "من أجل كل شعوب أوروبا، من أجل وضع حد للتقشف، وتفادي نهاية الديمقراطية"، مضيفا: "لهذا السبب تتجه أنظار كل أوروبا الى اليونان وتنتظر جميع شعوب أوروبا 25 يناير".

وأمام قاعة سادها الحماس، وامتلأت بأعلام لوح بها الحاضرون، حرص ساماراس على اتهام "سيريزا" بأنه حزب "لا يعرف ما هي أوروبا ولا يفهم أوروبا، وسيجعلها تقف ضد اليونان".

لكن مهما قال في هذا الصدد فإن كلمته الى اللقاء في آخر الخطاب بدت وكأنها وداع.

ونشرت صحيفة "أي افغي"، المقربة من "سيريزا" أمس، رسما كاريكاتوريا لرئيس الوزراء وهو يلف سجادة حمراء باسمه، والى جانبه حقيبتان جاهزتان.

وتتابع أوروبا وبقية العالم الحدث عن كثب، فقد تم اعتماد 876 صحافيا، بزيادة 35 في المئة عن الانتخابات التشريعية في 2012، في أوج الأزمة، بينهم 497 أجنبيا جاءوا من 45 بلدا بحسب جورج كارايانيس مسؤول مركز الصحافة.

أوروبا

وأكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس الأول أن اليونان "ما زالت تشكل جزءا من التاريخ الأوروبي"، بينما قال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رنزي: "أيا يكن الفائز في اليونان فسنعمل مع رئيس الوزراء الجديد في هدوء وفي اطار احترام المسار المتبع".

وصرح وزير المالية الفرنسي ميشال سابان بأن مجموعة اليورو ستجتمع غدا حول موضوع اليونان، لتبحث خصوصا في "المهلة الزمنية" الواجب إعطاؤها للحكومة "لتكون قادرة على الحوار".

(أثينا - أ ف ب)