أسعد عرابي... رحلة «العودة إلى التجريد»

نشر في 16-04-2015 | 00:02
آخر تحديث 16-04-2015 | 00:02
يفتتح غاليري {أيام} في دبي (مركز دبي المالي العالمي)الشهر المقبل معرض {العودة إلى التجريد} للفنان والناقد السوري أسعد عرابي، وهو أحد الرواد في الفن المعاصر. عمل على مدى سنوات ضمن التعبيرية الموسيقية منتجاً سلسلة تصويرية مليئة بالألوان متضمنةً تصوير شخصية أم كلثوم الإبداعية.
ويستند عرابي في ابتكاراته إلى التجريد الغنائي محافظاً على نبض اللوحة وتناغمها ضمن تراكيب متداخلة بشكل انسجامي.
يغمر أعمال أسعد عرابي الأخيرة إيحاء من مؤلفات موسيقية وحياتية ناتجة من مدينتين أثرتا فيه على مدى سنين، صيدا في جنوب لبنان ودمشق موطنه الأصلي حيث ولد عام 1941، وتخرج في كلية الفنون الجميلة. وهو يعتبر أيضاً أن باريس حيث عاش منذ 1975 مصدر إلهام ينبع من غناها المعماري وإرثها الموسيقي. تابع في العاصمة الفرنسية دراسته وحصل على دبلوم في الرسم من المعهد العالي للفنون الجميلة، ثم حصل على الدكتوراه في علم الجماليات من جامعة السوربون.‎

عرابي، الذي تتلمذ على يدي رائد المدرسة التجريدية الحديثة الفنان الإيطالي غويدو لا ريجينا، يستشعر المتفرج موضوعات أعماله من خلال عناوين يبتكرها بعد انتهاء الرسم هادفاً إلى تحقيق سرد حميمي مع المتفرج. مثلاً، في عمل «في مدينة الصمت» 2014، تبدو لافتة المؤثرات البصرية الحياتية رغم تجريدية الأسلوب، وذلك من خلال هيمنة تشكيلات من اللونين الأخضر والأصفر بشكل تناغمي ومتضارب في آن مع خلفية من تعددية لونية عسلية.

أجرى عرابي خلال دراسته الدكتوراه في السوربون مشروعاً بحثياً عمره عشر سنوات، وقدَّم كتابات عدة حول العلاقة الروحانية يين الموسيقى والشكل، وهو ما نلاحظه أيضاً خلال ممارساته الفنية سواء كانت تجريداً أو تشكيلاً، ويظهر إيمانه بتلك العلاقة والارتباط بين المفهومين في لوحاته اللونية التوهجة. وتراه يتلاعب بشكل تناغمي بين ضربات الريشة والتناقضات اللونية، جامعاً بعناية منظومات موسيقية تركيبية من تشكيلات نابعة من إيقاعات مكتنفة في أنحاء المدينة، ما يصنع لحناً انسجامياً يغرس الفنان من خلاله انطباع السلام الداخلي لدى المتفرج.

لحن الغروب

تبرز في هذا المجال لوحة «لحن الغروب» 2014، حيث تتوضَّح معالم البيئة المدينية عبر تشكيلات قرمزية تتداخل فيها مساهمات سوداء، ترسم بورتريهاً متعدد الأبعاد لمدينة تتدفق منها نوتات موسيقية زاهية.

ينبغي هنا أن نتطرق إلى الشكل العمودي في عمل «ذاكرة من الأخضر» 2014 ، حيث يلمح عرابي من خلاله إلى العملية الإبداعية المستخدمة في مجمل أعماله وهي تستند إلى فكرة أن اللوحة يجب أن تبتكرها ذكريات الفنان أكثر من الطبيعة المتاحة، ذلك أنه يؤمن بقوة التنقية الذاكراتية التي تستبقي المكونات الجديرة بالديمومة لأنها ما زالت موجودة وقائمة ضمنياً.

يتحوَّل عرابي عن رسم المباني نحو الموسيقى والرموز ظاهرياً من التصوير نحو التجريد ولكن بشكل سلس للغاية راجع إلى الإنسيابية بالطرح الجديد، حيث تكثر النغمات السامية للمشاهد المرسومة، مترجماً الحالة المدنية المنظورة إلى لحن موسيقي يكاد يكون مسموعاً عند مشاهدة لوحاته.

معارض

قدَّم عرابي معارض فردية عدة، من بينها: {أيام} 2013، {أيام} المركز المالي- دبي 2011، {أيام}بيروت 2010، {أيام} دمشق 2009، بينالي القاهرة 2004، غاليري سيركوف، بريست- فرنسا 2003، متحف الكويت 2003. وتتواجد أعماله في مقتنيات متاحف كثيرة، أبرزها: المعهد العربي للدراسات الفرنسية- فرنسا، متحف برشلونة المعاصر للفنون، المتحف الوطني في نيو دلهي، متحف كوريا الجنوبية في سيؤول، ومتحف الفنون في لوس أنجلس (لاسما).

back to top