دعا الرئيس التونسي المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي الاربعاء الى "التهدئة" خصوصا في جنوب البلاد حيث تشهد بعض المناطق أعمال عنف احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها منافسه الباجي قائد السبسي.

Ad

وأعلن المرزوقي (69 عاما) انه سيسلم السلطة في "أقرب وقت" إلى قائد السبسي (88 عاما) مؤسس ورئيس حزب نداء تونس المعارض للاسلاميين.

وتسليم السلطة متوقع الاسبوع القادم.

وقال الرئيس المتخلي في خطاب توجه به الى التونسيين "مرة أخرى، أتوجه أليكم جميعا بخصوص الاحداث الجارية الان والتي لها علاقة بنتائج الانتخابات. بقدر ما أتفهم مشاعر البعض، غضبهم أو انهم لم يجدوا النتائج التي يريدونها، بقدر ما لا اقبل ولا افهم أن تكون هذه الاحتجاجات عنيفة وأن تؤدي الى حرق مقرات دولة أو أحزاب أو لا قدر الله تهديد حياة المواطنين. هذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا".

وأضاف "أود أن أدين كل ما له علاقة بالعنف. أنا تلميذ (نلسون) مانديلا و(المهاتما) غاندي ولا يمكن أن أقبل بالعنف كوسيلة للتعبير عن المشاعر السياسية. (اتبعوا) الطرق السلمية" للتعبير.

وقال محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية لفرانس برس ان محتجين أحرقوا مركز الحرس الوطني (الدرك) والمعتمدية في منطقة "سوق الأحد" من ولاية قبلي (جنوب).

وأوضح ان قوات الامن استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين وأن عددا من عناصر الامن أصيبوا خلال مواجهات معهم.

وأضاف المرزوقي في خطابه "أريد أن أتوجه الى أهلي في الجنوب وخاصة ولاية قبلي التي أنا منها لأقول لهم: طلبي الملح لكم ان توقفوا كل الاحتجاجات محبة في تونس قبل ان يكون محبة في، محبة في تونس وفي الولاية".

وفي سيدي بوزيد (وسط غرب)، احرق محتجون ليلة الثلاثاء/الاربعاء ثلاثة مكاتب بمبنى تابع لوزارة الزراعة، واغلقوا بعجلات مطاطية محترقة طريقا تقع أمام مكتب "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات"، بحسب مراسل فرانس برس قبل ان يعود الهدوء صباح اليوم الى المدينة.

ومنذ الاعلان عن نتائج الانتخابات، شهدت بعض قرى الجنوب التونسي احتجاجات واعمال عنف.

وقد أحرق محتجون مركزيْ الشرطة والحرس وحاولوا اقتحام مديرية الامن الوطني في الحامة التابعة لولاية قابس (جنوب) التي شهدت اعمال عنف الاحد والاثنين، وفق وزارة الداخلية.

وفي سياق آخر، قال محمد المنصف المرزوقي "قررت نقل السلطة بأقرب وقت، ان شاء الله يوم الثلاثاء، وعدم الذهاب الى الطعون (أمام القضاء الاداري) رغم كل ما يدفعني إليها".

وأضاف "إذا قررت القيام بالطعون (أمام القضاء الاداري) فهذا يمْكن ان يمدّد المرحلة الانتقالية الى اسابيع والبلاد لا تتحمل هذا".

ومضى يقول "هشاشة الوضع الاقتصادي وهشاشة الوضع الامني والحرب الموجودة على حدودنا (في ليبيا) كل هذا لا يسمح بيوم فراغ سلطة، فما بالك باسابيع؟".

وأفاد أنه سيقيم دعاوى لدى "القضاء العدلي" بشان "الخروقات" الانتخابية التي قال انها حصلت خلال عملية الاقتراع الاحد الماضي.

وأضاف "أنا آمل ان القضاء العدلي سينصفني وينصف الديمقراطية والديمقراطيين".