الصحة أم المال؟
الصحة أم المال، المال أم الصحة؟ خياران تقف عندهما وتتأمل في شأن حياتك؟ فأيهما تختار؟ وهل يمكن أن تضع أحدهما أولوية بالنسبة إليك؟!قبل يومين ورثت "مبلغاً وقدره" من المال، فرحت به، وحمدت الله عليه ووضعت الآمال والمخططات عليه، ثم نمت؛ لأصحو في اليوم التالي بحال غير التي استقبلتها بالأمس من فرحة وبهجة، فقد صحوت فاقدة لصحتي، حيث مكثت اليوم كله من مشفى إلى آخر لاسترداد صحتي.
وهنا وقفت مع نفسي وقفة للتأمل في سير هذه الحياة المتقلبة الشأن، المتأرجحة الأحوال، الغريبة الأطوار، وفي حال الإنسان بين الصحة والمال، فأدركت أن المال شيء طيب، لكن الصحة أطيب، والمال مصدر بهجة وسرور، لكن الصحة أصله، والمال يمكن كسبه بأي صورة غير أن الصحة هي مصدره، فمتى ما تمتع الإنسان بالصحة والعافية وبالوعي الكامل والإرادة والقدرة على التخطيط والإصرار والمثابرة ومهما خسر المال، فبقدرته ثم بالتوكل على ربه يغدو قادراً على استرداده بإرادته وعزيمته. وها نحن تتناقل أخبار العديد من المشاهير الذين فقدوا أموالهم ولكنهم بالتخطيط والذكاء والالتزام استطاعوا استردادها؛ وذلك بتواجد الصحة؛ فالأصل في الشيء هو أنت ذاتك، وبقدر ما تعطي ذاتك قيمة عالية فإنك تستطيع تحقيق أي شيء تريده، لا ضير في تحقيقه، لأنك أنت الأساس، وأنت الأصل، لذا فأيهما تختار؟!البعض يضع قيمة عالية جداً للمال، إلا أنه لو تفكر في حقيقته منذ بدايته، لوجد أنه لا يعدو أن يكون فكرة تجسدت على أرض الواقع، فتهافت الناس عليه، فأصبح ذا قيمة وأهمية عظمى، وبات الكل يجري وراءه جري الوحوش، إلا أنه لا يُحصِّل منه إلا الفتات، فخفض نظرتك وأهمية المال لك، وآمِن بالوفرة في جميع أحوالها، وأعطِ أهمية لذاتك التي هي مصدر كل شيء، وعش حياتك بالبهجة والسعادة، واقبل حياتك كما هي، لا تقاوم، فقط ابتسم، واسأل الله العافية والوفرة في جميع شؤون حياتك، ورتب أولوياتك بادئاً من ذاتك.