طالبت الولايات المتحدة الأميركية كلاً من الكويت وقطر ببذل «المزيد من العمل في مكافحة التمويل الإرهابي»، مشيدة في الوقت ذاته بـ»الجهود المبذولة من السعودية والإمارات في هذا المجال».
واعتبر نائب وزير الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين أن «داعش» بات أحد أغنى التنظيمات الإرهابية في العالم، وأن ملاحقة تمويله ستستغرق وقتاً، مبيناً أن هذا التنظيم «بعكس القاعدة لا يعتمد في تمويله بشكل أساسي على أشخاص، بل على سرقة وتهريب النفط أولاً، فضلاً عن الابتزاز والفدية مقابل إطلاق سراح المخطوفين».وكشف كوهين، في تصريحات نقلتها «العربية» أمس، أن حكومة بشار الأسد تشتري النفط من «داعش»، وأن التنظيم المتطرف «حتى الشهر الماضي كان يبيع النفط بسعر مخفض لمجموعة من الوسطاء في تركيا ليقوموا بنقله وبيعه مرة أخرى، كما بيعت كميات من المناطق التي يسيطر عليها داعش لأكراد العراق، ثم أعيد بيعها لتركيا».وأكد أن تمويل التنظيم الناتج عن تهريب النفط تأثر سلباً بضربات التحالف واستهداف منشآت استخراج البترول لديه، معلناً أن وزارة الخزانة ستلاحق الوسطاء والتجار ومصافي النفط والشركات الناقلة التي تتعامل مع نفط «داعش»، كما «سنستمر في فرض عقوبات على قيادات التنظيم ومموليهم ونعطل قدراتهم على العمل».وتابع: «نعمل على تعطيل تدفق إيرادات التنظيم، ونهدف إلى تقليص قدرته على استعمال هذه الأموال، بالحد من قدرته على الوصول إلى النظام المصرفي العالمي، فضلاً عن استهداف فروع البنوك في المناطق التي يسيطر عليها ومراقبة معاملاتها المالية».وتقدر وزارة الخزانة أن «داعش» يحصل على عشرات الملايين من الدولارات شهرياً، منها مليون دولار يومياً جراء بيع النفط، كما حصل التنظيم على 22 مليوناً دفعتها بعض الدول الأوروبية مقابل إطلاق سراح مخطوفيها.وفي خطوة لمجابهة «الحملات الإلكترونية» لتجنيد «جهاديين للقتال في سورية والعراق» أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الكويت ستستضيف خلال الأسبوع مؤتمراً يبحث سبل الحد من تلك الحملات عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، أن هذا المؤتمر سيكون فرصة لتبادل الأفكار بشكل معمق، بهدف تعزيز التعاون بين الشركاء في التحالف الدولي ضد التنظيم المتطرف.وسيضم المؤتمر مندوبين من البحرين وبريطانيا ومصر وفرنسا والعراق والأردن ولبنان وعمان وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، وسيمثل الولايات المتحدة فيه مساعد وزير الخارجية للشؤون العامة ريك ستنغل، ومنسق التحالف الدولي الجنرال المتقاعد جون آلن.وأضافت بساكي أن «جميع الدول التي ستحضر ستطالب بتحرك أكبر، كما سبق للبعض أن اتخذ تدابير»، مبيناً أن «هناك مفتين تحدثوا في العديد من هذه الدول، وهناك حكومات تحركت».يذكر أن تمويل الإرهاب شكّل محور متابعة بين الكويت والولايات المتحدة منذ أشهر، حيث كشف تقرير أميركي سري، حصلت عليه «الجريدة» ونشرته في 27 أبريل الماضي، تورط جماعات وجمعيات خيرية داخل البلاد في تمويل إرهابيين في سورية بملايين الدولارات.وقال التقرير إن جزءاً مهماً مما يتم جمعه من بعض الأشخاص والجمعيات يذهب إلى جماعات إرهابية بشكل مباشر أو إلى حسابات خاصة في دول الخليج وتركيا وقبرص ولندن، متهماً إحدى المؤسسات بتكوين شبكة معقدة وأسماء مستفيدة متعددة لتجنب رقابة البنك المركزي.
آخر الأخبار
واشنطن تطالب الكويت وقطر بـ «مزيد من العمل» ضد الإرهاب
25-10-2014