الحوثيون يخرقون الهدنة... وإيران تهدد بإشعال المنطقة

نشر في 14-05-2015 | 00:07
آخر تحديث 14-05-2015 | 00:07
No Image Caption
● الملك سلمان يخصص مليار ريال إضافية للإغاثة

● مجلس الأمن يدعو إلى بدء حوار يمني
خرق المتمردون الحوثيون الهدنة الإنسانية في اليمن، بعد ساعات من بدء سريانها ليل الثلاثاء - الأربعاء، وبينما أعلنت السعودية تخصيص مليار ريال إضافي لإغاثة اليمنيين، قالت إيران إنها لن تسمح بتفتيش سفنها المتجهة إلى اليمن، محذرة الرياض وواشنطن من اعتراضها.

انتهكت الميليشيات الحوثية الهدنة الإنسانية التي بدأ سريانها في اليمن ليل الثلاثاء - الأربعاء، ويفترض أن تستمر 5 أيام، وقصفت عدة مناطق في عدن وتعز، إلا أن وقف إطلاق النار صمد إلى حد كبير في أغلب المحافظات التي شهدت اشتباكات على مدار الأسابيع الماضية.

وقامت العناصر الموالية للميليشيات الحوثية مدعومة بالجيش الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح بقصف جبل صبر وجبل الشماسي وحي الروضة، في محاولة لاستعادة السيطرة على معسكر جبل العروس الذي سيطرت عليه اللجان الشعبية الموالية للشرعية في تعز، التي تعد ثالث كبريات مدن اليمن.

وأكدت مصادر أن الميليشيات الحوثية لم تلتزم بأي هدنة، واستمرت في قصف تعز حتى بعد إعلان سريان الهدنة مباشرة، الأمر الذي تسبب في سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.

من ناحية أخرى، أفادت مصادر من مدينة عدن بأن عناصر الحوثي استمرت في قصف المنازل حتى بعد سريان الهدنة، مشيرة إلى سقوط قتيل مدني.

وقالت المصادر إن اشتباكات تدور من حين لآخر في عدد من المديريات الواقعة في عدن، في الوقت الذي أحكم الحوثيون سيطرتهم على معظم المديريات في المحافظة، بينما شهدت المحافظة تحليقا مكثفا لطيران التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين صباح أمس.

وشهدت محافظات شبوة والضالع ولحج وابين اشتباكات عنيفة بين اللجان الشعبية الموالية للشرعية والمتمردين، في حين شهدت مأرب مناوشات بسيطة بعد بدء تطبيق الهدنة.

نجران وجازان

ولاحقا، اتهمت وزارة الدفاع السعودية الميليشيات الحوثية بانتهاك الهدنة الإنسانية عبر إطلاق مقذوفات باتجاه منطقتي جازان ونجران، كما تم رصد رماية قناصة من قبل عناصر الميليشيا الحوثية. وقالت إن موقف القوات المسلحة السعودية كان «ضبط النفس التزاما بالهدنة الإنسانية».

غارات التحالف

من جهته، شن التحالف ضربات جوية أثناء الليل، استهدفت وقف تحركات الميليشيات الحوثية التي انتهكت الهدنة في جنوب اليمن، في وقت اتهمت قناة المسيرة الموالية للمتمردين قوات التحالف بشن غارات على محافظتي صعدة والحجة معقل الحوثيين.

وكان المتحدث الرسمي باسم قيادة التحالف العميد ركن أحمد عسيري، قال في وقت سابق مساء أمس الأول إن التحالف سيرد إذا استمرت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران بالمراوغة، خاصة أن قيادة التحالف التزمت بالهدنة الإنسانية رغم عدم الثقة بالتزام الميليشيات المتمردة.

هدوء حذر

في غضون ذلك، ساد هدوء حذر العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين، بعد توقف المدافع المضادة للطائرات وغارات التحالف لأول مرة منذ انطلاق العمليات العسكرية ضد الميليشيات الحوثية في 26 مارس الماضي.

مساعدات سعودية

إلى ذلك، أعلن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز تخصيص مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية، إلى جانب مليار آخر خصصها سابقا لإغاثة الشعب اليمني.

وجاء إعلان خادم الحرمين الشريفين المساعدات الإضافية خلال حفل أقيم في قصر اليمامة أمس، بمناسبة تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ووضع حجر الأساس للمقر الدائم للمركز.

وقال العاهل السعودي، في كلمة له خلال الاحتفال، «سيكون هدفنا ورسالتنا السعي جاهدين لجعل المركز قائما على البُعد الإنساني بعيدا عن أي دوافع أخرى، وحرصا منا على إخواننا في اليمن، وفي إطار عملية إعادة الأمل فسيولي المركز أقصى درجات الاهتمام والرعاية للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني».

تحذير إيراني

في هذه الأثناء، هدد مساعد رئيس الأركان العامة المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري بإشعال الخليج في حال تعرضت القوات السعودية والأميركية لسفنها التي أرسلتها للحوثيين، والتي تقول السلطات الإيرانية إنها تشمل سفينة تحمل مساعدات إنسانية ترافقها سفن حربية.

وقال جزائري، في حوار مع قناة «العالم» الإخبارية الإيرانية، مساء أمس الأول، «إنني أعلنها صراحة أن ضبط النفس الإيراني له حدود، وعلى السعودية وساستها الجدد، وعلى أميركا والآخرين أيضا، أن يعلموا أن محاولة خلق المتاعب للجمهورية الإسلامية الإيرانية على صعيد إيصال المساعدات لدول المنطقة قد تقود الى إشعال نار سيكون احتواؤها خارجا عن سيطرتهم».

وجاء التصعيد اللفظي من قبل المسؤول الثاني في الجيش الإيراني غداة تحذير واشنطن لطهران من القيام بأي «لعبة خطرة» قد تهدد وقف إطلاق النار في اليمن، ومطالبتها لها بتسليم المساعدات التي تعتزم إرسالها إلى مقر الإغاثة التابع للأمم المتحدة في جيبوتي.

في السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم إن بلادها لن تسمح لقوات تحالف «إعادة الأمل» التي تحاصر سواحل اليمن بتفتيش سفينة المساعدات التي أرسلتها. ومن المنتظر ان تصل السفينة الإيرانية إلى ميناء الحديدة اليمني، الواقع تحت سيطرة الحوثيين في غضون خمسة أيام.

وكان عسيري شدد مساء أمس الأول على أن التحالف لن يسمح لأي سفينة مساعدات بالوصول إلى اليمن دون تنسيق مع قيادة التحالف.

منظمات دولية

على الصعيد الإنساني، بدأت المنظمات الدولية عملية واسعة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الصراع في اليمن، بالتزامن مع بدء الهدنة التي تستمر خمسة أيام.

وأشارت الامم المتحدة إلى سقوط 828 قتيلا من المدنيين منذ بدء العمليات العسكرية للتحالف، كما ادى النزاع إلى تدهور الوضع الإنساني في البلاد، حيث يعاني 12 مليون شخص من نقص المواد الغذائية.

مجلس الأمن

في سياق آخر، دعا أعضاء مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة في بيان، جميع أطراف الأزمة اليمنية إلى بدء حوار وطني لإنهاء الأزمة دون شروط، بينما التقى أمس المبعوث الأممي إسماعيل ولد شيخ، المتواجد في صنعاء، شخصيات سياسية وحزبية من أجل التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة التي تعصف باليمن.

(الرياض، عدن - أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top