الهيئة العامة للأراضي
الأهداف التي جاء مشروع (إنشاء هيئة عامة للأراضي) من أجلها تحتاج إلى المزيد من التوضيح كي يمكن فهمها وقياسها، متمنين على مجلس الوزراء إن كان فعلا اطلع على هذه الدراسة أن يقدم تصوره حول هذا المشروع الحيوي، وأن يضع أمام كل هدف الآليات اللازمة لتحقيقه والجدوى منه.
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
في ذلك الوقت لم أتطرق إلى التوسع في الفكرة، ولذلك بقي إيجاد حلول عملية لحل مشكلة غلاء الإيجار الذي يأتي على أكثر من نصف راتب الموظف الحكومي قائماً، لكن وبما أن الفكرة قد أطربت البعض وتوسعت بشكل يخدمها في جانبها التجاري لأن الأراضي التي تملكها الدولة شاسعة فلا بأس؛ بشرط أن يظل المواطن ضمن هذه الدائرة، فهو الأحق بالاستفادة بالأراضي من غيره. الحقيقة كون المقترح ذهب في اتجاه إنشاء "الهيئة العامة للأراضي" التي تتبع مجلس الوزراء فهو دليل على أن الحكومة جادة في الاستثمار بأراضي الدولة بالشكل الأمثل، وقد تكون فكرة تشكيل الفرق البداية نحو تحقيق ضبط إدارة ملفات العقار وجمعها تحت مظلة واحدة بدلاً مما هو حاصل، كما أن هذا المشروع سيوقف بندا مهما من بنود الصرف التي تتكبدها الميزانية العامة من خلال تأجير المباني للدوائر الحكومية. الأهداف التي جاء المشروع من أجلها تحتاج إلى المزيد من التوضيح كي يمكن فهمها وقياسها، متمنين على مجلس الوزراء إن كان فعلا اطلع على هذه الدراسة أن يقدم تصوره حول هذا المشروع الحيوي، وأن يضع أمام كل هدف الآليات اللازمة لتحقيقه والجدوى منه.مشروع بهذا الحجم قد يساهم في إضافة ملايين الدنانير إلى خزينة الدولة، وقد يرفع من نسبة الإيرادات غير النفطية بشكل ملحوظ، وسيحسب للحكومة كإنجاز تنموي يمكنها الافتخار به متى ما وضعت له الأساسات الصحية وبعقلية المستثمر، فالعقار هو سيد الاستثمار الآمن.ودمتم سالمين.