بينما تعيش الحكومة اللبنانية مرحلة «التعطيل المنظم» منذ جلستها الأخيرة الخميس الماضي مع استمرار وزراء تكتل «التغيير والإصلاح» برفض مناقشة أي بند على جدول الأعمال قبل بتّ بند التعيينات الأمنية، صعد رئيس التكتل النائب العماد ميشال عون تهديداته باللجوء الى الشارع وذلك من خلال استقبال و«تعبئة» أنصاره الذين يتوافدون على دارته في الرابية تحت عنوان «الوفود الأهلية».

Ad

وفي أوضح تلميح الى إمكانية «الاعتراض الشعبي»، قال عون خلال استقباله وفداً شعبياً من قضاء بعبدا مساء أمس الأول: «نقف اليوم أمامكم، لنقول إننا قد نحتاج أن تقترعوا بأقدامكم كما سبق أن اقترع أهلكم وأجدادكم في بعبدا عامي 1989- 1990. لسنا متشائمين من الوضع الراهن، ولكننا سنتصدى له، بوقوفكم معنا وإلى جانبنا».

وعن «معركة» التعيينات الأمنية، جدد عون القول إن «حقوق المسيحيين في لبنان اليوم مسلوبة، وهناك من يرفض أن يرجع لنا ما سلبه منا عام 1990 من خارج الاتفاقات التي حصلت»، مضيفا أنهم «يخلقون الفراغ في الدولة، لاسيما في المراكز المسيحية الكبيرة، وكأنهم يمارسون علينا مرحلة تهجير بطيئة».  وقال: «نحن من نمثل المسيحيين في الحكم، ما يعني أن أي موقع سيعين فيه مسؤول مسيحي سيكون لدينا حق الأرجحية في تعيينه».

ورأى أنه «لا يجوز التلاعب بالأمور المصيرية، خصوصا أننا في ظل خطر أمني، لاسيما في ظل تباين الآراء الذي وصل إلى حد الانشقاق تجاه هذه المسألة، فهناك أناس يجاهدون لإبعاد الخطر، وآخرون يعترضون على مواجهة الارهاب التكفيري كما لو كانوا متعايشين ومتآلفين معه».

الجميل

في سياق آخر، دافع رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس أمين الجميل أمس عن ترشيح نجله النائب سامي الجميل لرئاسة الكتائب ردا على انتقادات بـ«التوريث».

وقال الجميل في حديث إذاعي: «يهمنا انتخاب رئيس في أسرع وقت يتمكن من تأدية مسؤولياته»، معتبراً أن «التعطيل الموجود غير مقبول وانتحاري».

وسأل: «لا أفهم كيف يطاوع بعض النواب نفسه لتعطيل الانتخابات؟».

وإذ شجع اللقاء الذي جمع عون مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، شدد الجميل على أن التفاهم الذي حصل بين الخصمين المسيحيين والمتثمل بـ«ورقة النوايا» «ناقص جداً، لأن أي تفاهم من هذا النوع لا يؤدي الى انتخاب رئيس لا يفيد، فمطلب الناس هو انتخاب رئيس»، مؤكداً أن «الشخصين لديهما مسؤولية مباشرة لانتخاب رئيس»، وسائلاً باستغراب: «كيف يمكن ان يلتقيا وألا يكون هذا الموضوع على جدول أعمالهما الرئيسي؟».

عرسال

إلى ذلك، وبالرغم من تفويض الحكومة إلى الجيش اتخاذ اللازم في عرسال، أكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) النائب حسن فضل الله أمس «ضرورة القيام بالاجراءات الكاملة وإعطاء الجيش الغطاء الكامل من أجل تحرير بلدة وأهالي عرسال من الأشرار القتلة الذين يتربصون بشعبنا وأهلنا».

أما نائب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله نبيل قاووق فقد اعتبر في كلمة أمس أن «كل من يرفع شعار حماية أهل عرسال فإنه يريد به الفتنة، وكل من يحرض مذهبيا فهو ليس معتدلا، لأن التحريض المذهبي أشد من القتل، وهو عمل داعشي أكثر من داعش».

وجدد قاووق اتهام «14 آذار» بدعم «التكفيريين»، مضيفاً: «يؤسفنا أن نرى الخيبة على وجوه 14 آذار بسبب انتصارات المقاومة في عرسال».

في غضون ذلك، واصل «الإعلام الحربي» الخاص بحزب الله والمتمثل بقناة «المنار» الحديث عن تقدم الحزب في «حرب التلال» بجرود عرسال، مؤكدة سيطرة مقاتلي الحزب على مرتفعات قرنة التنور.