ما الطاقة التي تطلقها؟

نشر في 04-04-2015 | 00:01
آخر تحديث 04-04-2015 | 00:01
No Image Caption
للبعض حضور محفز وناشط، والبعض الآخر ملهم ومهدئ. يصدر عنا جميعنا أمر فريد غير ملموس ندعوه طاقة مميزة. فما الطاقة التي تصدر عنك وكيف يمكنك التحكم فيها؟
الطاقة: كلمة محددة وغامضة في آن تشير إلى وقود كما إلى الإطار العام للشخصية. تحولت الطاقة منذ سنوات العصر الجديد إلى مرادف للهالة، الحالة النفسية المتبدلة، والانبعاثات غير الملموسة لأعماق جوهرنا. صحيح أن أساس هذا المصطلح قد يدفعنا إلى الابتسام، إلا أنه يحمل في طياته انعكاسات نفسية. يذكر علماء النفس: «الطاقة قوة الحياة، وهي ترتبط برغبتنا لأنها قوة نستثمرها بشكل واعٍ أو غير واعٍ في هذا المجال أو ذاك». نتمتع بثلاثة مراكز طاقة: العقل (التفكير)، العاطفة (المشاعر والعلاقات)، والغريزة (المتبع، المتهور...). لكن تركيبتنا الوراثية وتاريخنا يجعلان هذه المراكز تنشط وتُستثمر بطرق مختلفة. يعتبر المعالجون النفسيون أن الطاقة المهيمنة التي نطلقها تبدو أقرب إلى توقيع شخصي، وهي من الميزات الفريدة التي نتمتع بها وتحدد هويتنا. ولا شك في أن تحديد هذه الطاقة وماهيتها يساعدنا أن نعرف أنفسنا بشكل أفضل وأن نفهم بعمق الروابط التي تجمعنا بالآخرين، وخصوصاً أن هذه الروابط، في تفاعل تبادلاتنا، هي ما يقدم لنا المعلومات التي تحدد تصرفاتنا، تفكيرنا، ومشاعرنا. رغم ذلك، لا نملك عن كل هذا سوى معرفة جزئية. ولكن في أي مجال تستثمر طاقتك؟ وما هي العواقب؟

يقسم علماء النفس الطاقة التي تصدر عن الإنسان عموماً إلى أربع فئات: الوقار، العمل، التفكير، والابتكار. ولا شك في أن لكل من هذه الفئات خصائص تميزها، وهي تحمل أوجهاً إيجابية وسلبية على حد سواء. ولا شك في أن معرفة إلى أي من هذه الفئات تنتمي يساعدك في تحديد نقاط ضعفك ومعرفة السبل إلى تحسينها والتغييرات الضرورية التي عليك فعلها لتعزيز طاقتك هذه، والحد من أوجهها السلبية. ولكن إلى أي من هذه الفئات تنتمي؟ وما الطاقة التي تصدر عنك؟ إليك اختبار لمعرفة الجواب.

اختبار

بين الجمل الأربعين التالية اختر ما يناسبك:

1. أحب أن آخذ كل وقتي.

2. أقوم بعشرة أشياء دفعة واحدة.

3. لا أتوقف مطلقاً عن التفكير.

4. يحفل عقلي دوماً بأفكار مختلفة.

5. أكره أن أضيع وقتي.

6. أتمتع بروح مرحة بكل معنى الكلمة.

7. أنا بعيد كل البعد عن الحذر.

8. آخذ دوماً وقتاً طويلاً لأزن السلبيات والإيجابيات في كل المسائل.

9. أحتاج دوماً إلى فسحات واسعة من الوحدة.

10. أسير وأتكلم ببطء.

11. أتأثير كثيراً بنظرات الآخرين تجاهي.

12. أهوى مواجهة التحديات.

13. أحب أن أحلم وأن أستخدم أحلامي.

14. أواجه صعوبة كبيرة في إفراغ رأسي من الأفكار.

15. لا أستطيع أن أصبر على مَن يعيشون في تردد ولا يستطيعون حسم أمرهم.

16. لا أحب المنافسة والتنافس.

17. أقدر كل التفاصيل الصغيرة والعابرة في الحياة اليومية.

18. أتعمق في كل المواضيع التي تثير اهتمامي.

19. أواجه صعوبة في تحمل القيود والضوابط.

20. أنا شخص متهور ومندفع بطبعي.

21. لا يمكنني البقاء جالساً وقتاً طويلاً وأنا لا أملك ما أقوم به.

22. يقول لي الآخرون دوماً إنني أجيد الإصغاء.

23. لا أقع مطلقاً ضحية الروتين.

24. لا أتصرف مطلقاً بشكل مفاجئ من دون أي تفكير أو تأمل.

25. أتفادى الخطوات غير المدروسة.

26. أحب التغيير والتجديد.

27. أهرب من الخلافات.

28. لا أخاف المشاكل أو المواجهات.

29. مزاجي متقلب إلى حد ما.

30. تعكس أعمالي مَن أكون.

31. يثني الناس غالباً على موضوعيتي.

32. أشعر دوماً أن الآخرين لا يصغون إلي.

33. أولي راحتي اهتماماً كبيراً.

34. أنا حساس جداً تجاه الطاقة التي تصدر عن الناس والأماكن.

35. أخصص الكثير من الوقت للمطالعة.

36. لا أتحمل الثرثارين.

37. أشعر دوماً أن في داخلي طاقة تغلي.

38. علي أن أقوم بمزيد من التمارين الرياضية.

39. أواجه أحياناً صعوبة في إثبات نفسي.

40. أميل دوماً إلى السير بعكس التيار.

غالبية {أ}:

طاقتك المسيطرة: الوقار

التأمل، الإصغاء، التذوق... ينبعث منك الهدوء والبطء. تعطي انطباعاً بأنك لم تكن يوماً في عجلة من أمرك، مهما كان الوضع الذي تواجهه. وتتحول هذه القوة الهادئة إلى نوع من التحفظ والكتمان. فأنت شخص يفضل المراقبة والإصغاء على التدخل والعمل. صحيح أن محيطك لا ينجح دوماً في استشفاف ما تفكر فيه، إلا أن الناس يشعرون، رغم ذلك، بالأمان برفقتك، ما يولد جواً يعزز ثقة الآخر فيك ويدفعه إلى إطلاعك على أسراره، معتمداً على التبادلات الصادقة بينكما. فلا عجب إذاً في أنك تجذب القلقين ومَن يعانون فرط النشاط لأنهم، في التعامل معك، يلتقطون أنفاسهم وينعشون مواردهم. ففي التعاطي معك يضع العدائيون سلاحهم جانباً ويكف أصحاب العقول الكبيرة عن التفكير مؤقتاً ليتواصلوا مع مشاعرهم وأحاسيسهم.

• الأوجه الإيجابية: قدرة على المراقبة، تأمل، علاقات بعيدة عن المشاكل والخلافات، غياب الأحكام المسبقة والمجحفة، وقدرة على الاستمتاع باللحظة.

• الأوجه السلبية: صعوبة اتخاذ موقف حازم، فرط التكتم والتحفظ، ما قد يجعلك تبدو خفياً أحياناً وينعكس سلباً على حياتك المهنية، نوع من الاستسلام للقدر بسبب نقص في العدائية الحميدة، ما يمنعك من تقدير حقوقك أو تخطي العقبات والصعاب.

• تغييرات ضرورية: من الضروري أن تثبت ذاتك وتعزز ثقتك بنفسك. عليك أن تأخذ مكانك في المجتمع بطريقة أكثر نشاطاً وحيوية كي تصبح بالتالي مرئياً. ولتحقيق هذا الهدف، عليك، في المقام الأول، أن تقدر كفاءاتك وتتذكرها باستمرار، أن تعبر عن ذوقك، حاجاتك، ورغباتك في كل ظروف الحياة اليومية التي تشمل المقربين منك. كذلك لا تتردد في رفع الصوت والتعبير عن معارضتك وتميّزك. فهذان العاملان يعززان ثقتك بنفسك وبالسلطة التي تمارسها.

غالبية {ب}:

طاقتك المسيطرة: العمل

العمل، التفاعل، الإقدام... بما أنك إنسان نشيط، أو بالأحرى مفرط النشاط، لا تتوقف مطلقاً. أو بالكاد تتوقف لتلتقط أنفاسك. يشكل العمل من وجهة نظرك فلسفة حياة، فأنت انعكاس لما تقوم به. لذلك تركز كل طاقتك الحيوية في «العمل». من تنفيذ المشاريع إلى مواجهة التحديات، تحتاج إلى الأهداف دوماً في حياتك، وتستمد طاقتك من إنجازاتك الملموسة. تتكلم بسرعة، تمشي بسرعة، وتقوم بأمور عدة في آن،  ولا يستطيع أناس كثر في محيطك مجاراة نمط حياتك. لا تملك أي صبر أو تقبل للانغماس في الأحلام والتأملات. طاقتك معدية، مع أنها تصبح متعبة أحياناً للمحيطين بك الذين يواجهون غالباً صعوبة في الاستحواذ على انتباهك فترة طويلة، أو حتى في فهم تصرفاتك أحياناً.

• الأوجه الإيجابية: الشجاعة (لا تتردد مطلقاً في السير في المقدمة)، ترفض الهزيمة وأي شكل من أشكال الاستسلام، الحماسة العامة، حيوية تبدد الكآبة، والقدرة على النهوض بعد أي امتحان أو هزيمة.

• الأوجه السلبية: تعاطف انتقائي (لا تفهم إلا أولئك الذين يتصرفون مثلك)، غياب التركيز أحياناً (تشتت)، تهور مفرط يؤدي بسرعة إلى صراعات، وميل إلى تفضيل الكمية على النوعية.

• تغييرات ضرورية: عليك النظر إلى داخلك. ما هي رغباتك الحقيقية؟ ماذا أفكر أو أشعر حقاً؟ تتطلب الإجابة عن هذين السؤالين التوقف قليلاً بغية تنظيم أولوياتك وفهم مشاعرك بوضوح. عليك أن تخصص الوقت لتنمي رغباتك ولتبني نفسك، لتصغي إلى داخلك، ولتفكر قبل أن تخطو أي خطوة. وهكذا تنجح في جعل علاقاتك أكثر متانة وعمقاً.

غالبية {ج}:

طاقتك المسيطرة: التفكير

تفكير، تحليل، تطوير... هذا أقل ما يُقال عنك. فأنت تعتمد على عقلك إلى أقصى حد ممكن. لذلك تُخضع كل المسائل للتفكير والتعمق. وما من أمر يثير روعك واستياءك بقدرة الخطوات غير المدروسة والعروض التي تفتقر إلى حجج وبراهين قوية. لذلك عندما يكون الناس برفقتك، يدرسون جيداً اقتراحاتهم قبل طرحها، يسعون ليكونوا أكثر صرامة في تفكيرهم وأكثر دقة في تعبيرهم. صحيح أن عمق التفكير هذا قد يكون مخيفاً أحياناً ومتعباً حتى، لكنه يعود عليك بفوائد جمة، لأنه يزيد أفكارك عمقاً ويغني شخصيتك. وبفضل مطالعاتك، حبك للمعرفة، وفضولك المتواصل والمتعدد الأوجه، تتحول إلى مرجع فكري يلجأ إليه الفضوليون، المترددون، والكسالى أيضاً. ونظراً إلى بعدك العاطفي وميلك إلى المنطق والتحليل، تُعتبر شخصاً موضوعياً: لهذا السبب، يرجع إليك الناس بسهولة لحسم أمرهم وأخذ قراراتهم الصعبة أو يطلبون منك أداء دور الحكم في خلافاتهم.

• الأوجه الإيجابية: عمق، صرامة، موضوعية، ثقافة واسعة، ابتعاد عن الأحكام المسبقة والأفكار المتناقلة، ميل إلى التغيير المحفز، كرم في مشاطرة المعارف.

• الأوجه السلبية: نقص في الخفة، استرخاء، ومرح أحياناً، ميل بسيط إلى التعالي أو إلى التصرف بقسوة مع محاوريك الذين لا تعتبرهم على مستواك، وسيطرة مفرطة للعقل على العواطف.

• تغييرات ضرورية: من الضروري أن تنمي الذكاء العاطفي. عليك أن تصغي إلى محاوريك بانتباه وتعاطف (ماذا يقولون؟ وماذا يخفون من مشاعر وراء هذه الكلمات؟)، أن تولي اهتماماً بالتعابير الجسدية عن عواطفهم هذه، وأن تعتاد تحديد هذه المشاعر والتوقف عندها. ولا شك في أن عملية تعزيز التعاطف هذه، مع نفسك ومع الآخر على حد سواء، تساعدك في تطوير علاقات أكثر تفاعلاً ودفئاً. فضلاً عن ذلك، تساعدك هذه الخطوة في منح طريقة تفكيرك طابعاً إنسانياً.

غالبية {ب}:

الطاقة المسيطرة: الإبداع

حلم، جرأة، ابتكار... تشكل مخيلتك أداة تسخرها في أوجه حياتك كافة. فمن الممكن لأمر تافه أن يلهمك. وعندما تكتشف أمراً جديداً، لا يسعك إلا أن تتوقف عنده. ولا شك في أن هذا ما يحبه الناس في شخصيتك ويقدره المحيطون بك. كذلك يمثل الابتكار، الخروج عن المألوف، والانفتاح على وجهات نظر الآخرين جزءاً لا يتجزأ من نسيج شخصيتك. نتيجة لذلك، لا تتحمل الأطر الجامدة ولا التكرار والروتين. وإذا خُيرت بين الأمان الباهت والمغامرة والخطر، تختار الثانية بما تحمل من حماسة. ولا بأس إن كان ذلك يقود أحياناً إلى الفشل أو خيبات الأمل. فلا يمكن لهفوات بسيطة كهذه أن تهز روح الإبداع والمغامرة والإقدام فيك.

• الأوجه الإيجابية: موارد داخلية لا حدود لها ولا تنضب، حس فني مرهف، نظرة مبتكرة إلى الأشخاص والمواقف، استقلال عاطفي، حدس متيقظ، تعاطف كبير، وتأثير تحرري في الآخر (فمعك يتجرأ الناس على فعل ما لا يقوون عليه في الغالب).

• الأوجه السلبية: تشتت التركيز، ميل إلى أحلام اليقظة التي لا تسعى إلىتحويلها إلى حقيقة، نقص في الإدارة المادية الفاعلية، ميل إلى الاكتفاء الذاتي، وأحياناً علاقات «استغلال» (تأخذ من الآخر ما تحتاج إليه).

• التغييرات الضرورية: عليك أن تتحلى بالمثابرة والتصميم. يميل «المبتكرون» عادةً إلى التقلب والتبدل، وخصوصاً في الحياة العاطفية. يدفعهم فضولهم إلى العمل هنا وهناك من دون أن يصبوا كل اهتمامهم على تحقيق الهدف أو بلوغ الغاية المرجوة. لكن التمسك بثوابت محددة في مجال واحد على الأقل من مجالات الحياة يسمح لك بالعودة إلى أرض الواقع والتمتع بقدر أكبر من الاستقرار، وخصوصاً في علاقاتك مع المحيطين بك. أولِ اهتماماً أكبر لما ترغب في تحقيقه في حياتك ولا تدع أحلامك تلهيك عن بلوغه. لا تتخلَ عن هذا الهدف قبل تحقيقه. ولا شك في أن تحقيق إنجازات مماثلة سيمنحك إحساساً لا يُضاهى يدفعك إلى المضي قدماً بطاقة أكبر وتركيز أعمق.

back to top