راشد السيف... غواص عاد إلى مرسى «الثقافة» في الكويت
مؤسسة جائزة «البابطين» تحتفي بالشاعر في ربيع شعرها الثامن
لا يموت الشاعر عند رحيله... يموت حين تدفن أوراقه، ويحيا بالذكرى مع إعادة قراءته وتسليط الضوء على نتاجه.
لا يموت الشاعر عند رحيله... يموت حين تدفن أوراقه، ويحيا بالذكرى مع إعادة قراءته وتسليط الضوء على نتاجه.
الشاعر الذي غاب منذ أكثر من 45 عاماً... بُعث حيا، وكان حاضرا بشعره وصوت ابنه وحفيده في الجلسة الأدبية الأولى التي أقامتها مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري يوم أمس الأول، احتفالا بالشاعر الكويتي الراحل راشد السيف وطباعة أعماله لأول مرة، ضمن الموسم الثامن لمهرجان ربيع الشعر العربي.وتضمنت الجلسة الأدبية والأمسية الشعرية في اليوم الثاني لملتقى "راشد السيف وعبدالله الخليلي" حديثا للمؤرخ د. يعقوب الغنيم، وحفيد الشاعر الراحل نائل عبدالله راشد السيف، وأدارتها د. فاطمة العازمي، التي اعتبرت شعر الراحل "عملا أدبيا وسجلا توثيقيا مهما للكويت".
دفاتر الصندوق الأسودوعن "الشاعر المعلم والغواص" راشد السيف، تحدث حفيده عن قصة عثوره على دفاتر جده الشعرية، والتي كانت بأوراق صفراء قديمة جدا ومعرضة للتهتك والتلف، وبخط يد الراحل الذي جفت خطوطه حتى أوشكت على الاختفاء، وهي مكونة من 8 كراسات مجلدة يدويا على الطريقة المعهودة قديما، ومحفوظة في صندوق أسود.وأكمل السيف: "قدمت لي عمتي الديوان الذي كان مكونا من تسعة مجلدات، ولكن التاسع مفقود مع الأسف، لذا وجدت مهمة حفظه وإخراجه مسؤولية كبرى أتحملها قبل أن تندثر كتاباته التي تشكل سجلا يوثق المناسبات العائلية والمجتمعية والأحداث المحلية العالمية، حيث كان حريصا على تدوين شعر المناسبات، "فهو تارة الغيور على وطنه وعروبته، وتارة يحذر، وتارة يذكر، وتارة يحزن على ما جرى".كما تحدث السيف عن الشاعر الراحل معلما، حيث تولى التدريس فترة طويلة، وكان أحد تلاميذه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد وعدد من رجالات الدولة. «السيفيات»"وأخيرا هذه هي السيفيات"، بهذه العبارة ابتدر المؤرخ د. يعقوب الغنيم كلمته عن "الحلم القديم" الذي تحقق بإصدار الديوان أخيرا بعناية شخصية من رئيس مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين، وباختيار عنوانه الذي طالما حلم به الراحل "السيفيات"، على غرار "شوقيات" الشاعر العربي الكبير.وتحدث د. الغنيم عن علاقة التلميذ بمعلمه المغلفة بالجد والرعاية والحرص على العلم في مدرسة الأحمدية، وعن العلاقة الممتدة والمراسلات التي تضمنت النقاشات الجادة وتبادل الشعر، واستذكر ما كتبه في العتاب على الانقطاع، وفي رثاء الراحلين، وفي تشجيع الإبداع الكويتي، مستشهدا بقصيدة وجهها الشاعر إلى "معجب الدوسري، أول فنان كويتي درس الفنون في القاهرة"، ودعما للثقافة والعلم، ومديحا للانتصارات العربية، إضافة إلى حرصه على نظم الشعر دعما للقضايا الإنسانية.أمسية شعريةوبمشاركة 10 شعراء من الوطن العربي؛ كان للشعر نصيب من تنوعات الإنشاد والإلقاء الصادح، إضافة إلى الحضور الإنساني الشجي ختام اليوم الثاني لفعاليات مهرجان ربيع الشعر، وهم: عبدالعزيز سعود البابطين، فاروق شوشة، سعيد الصقلاوي، مشعل الزعبي، خلف الخالدي، محمد خميس، إياد أحمد هاشم، طلال الخضر، عبدالمنعم سالم، حيدر العبدالله.