عندما سقط الجدار
خلال الخمسينيات، تفاعل الرئيس الأميركي أيزنهاور ووزير خارجيته دالاس مع المعسكر الشرقي ومحاولاته للانتشار أيديولوجياً، فتم تحويل مسار السياسة الخارجية الأميركية لدعم أوروبا الغربية، ولم تكن واشنطن متحمسة للدبلوماسية الناعمة أو الأدوات الاقتصادية أو حتى خطة مارشال آنذاك، بل لسياسة الانتقام الشامل أو سياسة حافة الهاوية.
![د. ندى سليمان المطوع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/388_1685038963.jpg)
أما فترة الخمسينيات، فقد تفاعل الرئيس الأميركي أيزنهاور ووزير خارجيته دالاس مع المعسكر الشرقي ومحاولاته للانتشار أيديولوجياً، فتم تحويل مسار السياسة الخارجية الأميركية لدعم أوروبا الغربية، ولم تكن واشنطن متحمسة للدبلوماسية الناعمة أو الأدوات الاقتصادية أو حتى خطة مارشال آنذاك، إنما لسياسة الانتقام الشامل أو سياسة حافة الهاوية، كما تسعى إلى وقف أي توسع سوفياتي تجاه الدول الغربية حتى انتهت بإعلان مبدأ أيزنهاور لمساعدة دول الشرق الأوسط ضد أي عدوان من دول تحكمها الشيوعية بناء على طلب الدولة.وفي الستينيات، تصاعدت تداعيات حصار برلين وتم إنشاء الجدار وإغلاق الاتصال بالعالم الغربي، فتجاهل الغرب الربيع التشيكي رغم حاجته إلى الدعم والمسمى بـ"ربيع براغ"، واحتضن العالم يوغوسلافيا ورغبتها في الحياد، فتصدرت صورالرئيس اليوغوسلافي تيتو الصفحات الأولى من صحف دول الخليج، والتي اختارت بذكاء عدم الانحيازالسياسي، كما اختارت الشراكة الاقتصادية مع المعسكر الغربي، فهربت يوغوسلافيا من هيمنة الاتحاد السوفياتي، ولعلها هي التي مهدت الطريق أمام الدول الراغبة في الاعتدال، وتوّجتها جهود غورباتشوف خلال الثمانينيات عبر الإصلاح (البروستريكا)، والذي بدأ يدق إسفيناً لهدم الجدار الحديدي بعد سنوات من القمع حتى انهار معلناً نهاية الحرب الباردة، وأخيراً، وليس آخراً، وقَف قادة الدول متحدثين عن انتهاء ثقافة العزلة الإجبارية والجدار، فهل تطرق أي منهم إلى الجدارالعازل الذي قطَّع أوصال فلسطين؟! وللحديث بقية.