«الأزهر الشريف» يُعدل مناهجه على استحياء
في وقت تتعرض المؤسسة الدينية الرسمية في مصر للهجوم من تيارات عدة، للمطالبة بضرورة تحديث مؤسسات الأزهر الشريف، بدأت المؤسسة الاستجابة على استحياء لتلك المطالب، عبر بدء إجراء تعديلات على مناهج التعليم في المعاهد الأزهرية (التعليم ما قبل الجامعي)، بما يعيد للأزهر وسطيته التي همشت سياسياً ودينياً، من قبل النظام المصري وجماعات الإسلام السياسي.ووافق الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، الذي تلقى جزءا من تعليمه في جامعة السوربون بفرنسا، في جلسة مجمع البحوث الإسلامية والمجلس الأعلى للأزهر، الثلاثاء الماضي، على ما انتهت إليه لجنة إصلاح المناهج الأزهرية للتعليم قبل الجامعي، من تعديل للمناهج، والتي بدأ تطبيق بعضها في المرحلة الإعدادية هذا العام، ويجري حاليا إعداد بقية مقررات المرحلتين الإعدادية والثانوية. ويأتي إصلاح المناهج في إطار خطة لإعادة النظر في المنظومة الأزهرية التعليمية، والتي تأتي كرد فعل على موجة من الهجوم على أداء «الأزهر» جامعا وجامعة، بعد تورط العديد من أساتذة الجامعة وطلابها في أعمال عنف، فضلا عن التشدد في الفتوى، ما تجلى في موجة عنف قادها طلاب الأزهر على مدار العام الدراسي الماضي، ليكون رد الفعل هو مطالبة العديد من القوى المدنية بالارتقاء بالخطاب الديني.
وقال رئيس نادي أعضاء التدريس بجامعة الأزهر حسين عويضة إن «التطوير كان بالرجوع إلى أمهات الكتب الفقهية التي تم تهميشها لسنوات، وكشف نائب رئيس الجامعة د. توفيق نور الدين، لـ«الجريدة»، أنه لم يتم حذف أي جزء من أجزاء المناهج الأزهرية في مختلف المراحل التعليمية، وما قامت به لجنة التعديلات هو تبسيط المناهج وتخليصها من الحشو والتكرار، حتى يسهل على الطالب فهم واستيعاب المحتوى.من جهته، أكد نائب رئيس جامعة الأزهر السابق د. عز الدين الصاوي، لـ»الجريدة»، أن إجراء التعديلات على المناهج كان ضرورة، ويعد استجابة لمطالب من داخل الجامعة لإعادة النظر في المناهج وتطويرها، مضيفاً: «التعديلات الأخيرة لما يشهده العالم حاليا من تغير، وبما يعطي الطالب الأزهري القدرة على مواجهة الآراء الشاذة وتفنيدها».