تامر حبيب: دور منى زكي الأصعب في أسوار القمر
عاد السيناريست تامر حبيب إلى الكتابة السينمائية من خلال مشاركته في سيناريو فيلم «أسوار القمر»، وذلك بعد غياب أربعة أعوام منذ أن كتب فيلم «واحد صحيح». أوضح تامر أنه لم يشارك في كتابة السيناريو نفسه، ولكن اقتصرت مشاركته على مشاهد كلام منى زكي في «أسوار القمر»، وأكّد أن تفضيله متابعة الأعمال الرومانسية والدرامية سبب اهتمامه بكتابتها.
حول تجربته الأولى في المشاركة بكتابة فيلم، ودوافع خوضه لها كان لنا معه هذا اللقاء.
حول تجربته الأولى في المشاركة بكتابة فيلم، ودوافع خوضه لها كان لنا معه هذا اللقاء.
كيف جاءت مشاركتك في «أسوار القمر»؟
عرض عليّ كل من المخرج طارق العريان ومنى زكي كتابة كلام ترويه منى في الفيلم، ويعتمد على جمل رومانسية وإنسانية في حياة البطلة التي تمر بأزمات تأخذ العمل إلى جانب تشويقي مثير.ما الذي دفعك إلى قبول أولى تجاربك في الكتابة المشتركة؟إعجابي بقصة العمل التي كتبها المؤلف محمد حفظي حيث يقترب مني في تركيبتي الإنسانية، وتجمعنا وجهات نظر واحدة، ما يسّر كثيراً من تنفيذ العمل. هذا النوع من المشاركات سبق أن قام به كتاب كبار أمثال سيد بدير في كتابة حوار بعض أفلام نجيب محفوظ.كيف تابعت توظيف مشاهد «حكي» منى زكي ضمن الأحداث؟تم توظيفها بشكل جيد، وفقاً للسيناريو. كُتبت نسخ عدة من السيناريو حتى تم الاستقرار على النسخة النهائية. شخصياً، أجريت تعديلات على الحكي الذي كتبته قبل وأثناء التصوير وبعد الانتهاء منه، وكنت أقترحها على المخرج أولاً، واستمرت حتى شهرين قبل عرض الفيلم بعد متابعتي له مرتين.هل ترى أن تأجيل طرح «أسوار القمر» أثر عليه سلباً؟إطلاقاً؛ حقق الفيلم أصداء جيدة من ناحية الجمهور والنقاد والإيرادات، كذلك لم يشعر المشاهدون خلال متابعتهم له بأن فريق عمله توقف عن تصويره وعاد مرات عدة، والفضل في ذلك يعود إلى طارق العريان، والمونتير أيضاً.ما العوامل التي ساعدت في نجاح الفيلم؟عوامل عدة من بينها أبطال العمل منى زكي، وآسر ياسين، وعمرو سعد، كذلك الإخراج الرائع لطارق العريان، إلى جانب صورته، واعتماده على استعراض الجانبين الرومانسي والتشويقي المثير بتوازن شديد. وأعتقد أنه إذا كان أحد العناصر غير الجيدة فإنه سيؤثر على بقية العناصر، وسيقف عائقاً في نجاح العمل.هل يمكن اعتبار نهاية «رشيد» رومانسية؟توفي «رشيد» قبل أن يموت بقليل، تحديداً منذ أن تخدرت مشاعره، واستسلم للإدمان، حتى ضاع وفقد نفسه، وتحكمت رومانسيته وعشقه «زينة» في تصرفاته التي أصبح لا يجيد اختيار صوابها. من ثم، أصبح من الطبيعي أن يموت منتحراً في جزيرة العاشقين، وهي في نظره وفاة رومانسية، ولكنها في الحقيقة رومانسية ساذجة ومريضة.لماذا جاءت نهاية «زينة» و{أحمد» سعيدة كعادة قصص الحب؟ليست نهاية سعيدة، وإنما منطقية بعد رحلة اكتشاف اكتسبوا خلالها خبرات حياتية، وتؤكد أهمية السلام النفسي للإنسان، وهو ما كان يجب أن تصل إليه «زينة» في النهاية، وإن كانت الأخيرة لا تؤكد أن البطلة وصلت إليه تماماً، ولا أقصد أن النهاية مفتوحة ولكن في الوقت نفسه لا يمكن ضمان وجود السلام باستمرار. كيف وجدت أداء أبطال العمل لشخصياتهم؟كانوا رائعين، لا سيما منى زكي، وهذا لا يقلل من المجهود الذي بذله آسر ياسين وعمرو سعد في دوريهما «رشيد» و{أحمد». ولكن دور «زينة» في رأيي هو الأصعب، ومنى قدمت شخصية الضريرة باتقان رائع، إلى جانب حالة الصراع النفسي التي عاشتها بين الرجلين، واكتشافها الضياع مع «رشيد»، وندمها على إنهائها علاقتها السابقة بـ{أحمد».ما سر اهتمامك بالدراما الرومانسية والاجتماعية؟أتذوق الدراما الرومانسية قبل أن تكون لي علاقة بالفن. أستمتع بمشاهدة الأفلام الاجتماعية والرومانسية، وفي المقابل لا أحب مشاهدة أفلام الحركة، وهذا ليس تقليلاً مني لمن يعمل في النوعية الثانية. ولكن أقول ذلك من منطلق ذوقي وتفضيلاتي. حتى إنني عندما دخلت مجال الكتابة لم أخطط أنني سأركز على نوعية بعينها من القصص، وإنما لطالما أحببت قصصاً معينة أكتب في إطارها، وإذا كنت لا أحبها فإنني لن أكتبها باستمتاع ولن يستمتع أيضاً الجمهور بها.هل تأثر «أسوار القمر» بالأحداث السياسية في مصر؟هذا الأمر خارج عن إرادة صانعي السينما عموماً لا صانعي {أسوار القمر» وحدهم. أعتقد أن الموسم الحالي مناسب جداً لطرح الفيلم، حيث المنافسة قوية مع أفلام كثيرة جيدة من بينها «يوم مالوش لازمة» لمحمد هنيدي، و{قط وفار» من بطولة محمد فراج ومحمود حميدة، و{ريجاتا» لعمرو سعد.كيف كان العمل الرابع لك مع منى زكي؟شخصياً أسعد كثيراً بالتعاون معها، وقد سبق أن قامت ببطولة ثلاثة أفلام من كتابتي هي «سهر الليالي»، و{عن العشق والهوى»، و{تيمور وشفيقة»، وهي تعد ممثلة محترفة وتجيد تجسيد مختلف الشخصيات، ورغم الغياب عن شاشة السينما فأنها ما زالت محتفظة بمكانتها وترتيبها وسط بنات جيلها.ماذا عن تعاونك الأول مع المخرج طارق العريان؟العمل مع طارق مرهق للغاية لأن المناقشات معه لا تنتهي حول كل تفاصيل العمل الصغيرة قبل الكبيرة، وهذا يرجع إلى رغبته في خروج العمل على أكمل وجه، وهو ما حدث بالفعل، وجعلني راضياً تماماً عن هذه التجربة.ما بين السينما والتلفزيون، أين تفضل الكتابة؟السينما عشقي، لها سحرها وتعيش مع المشاهد أكثر، رغم أن المسلسلات أصبحت تعيش لدى المشاهد أيضاً. وبفضل دخول السينمائيين أمثال كاملة أبو ذكري، محمد ياسين، هاني خليفة في الدراما التلفزيونية المصرية عادت ريادتها، وكان ذلك واضحاً في الفترة التي عُرض فيها مسلسل «خاص جداً» الذي كتبته، وهو ما صنع منافسة محظوظ بأنني شاركت فيها، إلى جانب تصوير المسلسلات بشكل مختلف من خلال كاميرا واحدة بدلاً من اثنتين أو ربما ثلاث.ماذا عن فيلم «أهل العيب»؟تأجل العمل فيه بسبب انشغالي بكتابة مسلسل «طريقي» من بطولة شيرين عبد الوهاب، إلى جانب انشغال بطلتيه يسرا بأعمال فنية ومنة شلبي بمسلسلها «حارة اليهود» المقرر عرضه في رمضان المقبل.هل تحضر فعلاً عملاً سينمائياً جديداً مع المخرج هاني خليفة؟لم نتفق بشكل واضح على مشروع بعينه، ولكن تحدثنا أننا سنتعاون سوياً إذا ما تواجد مشروع جيد يجمعنا، فهو أحد أكثر المخرجين الذين استمتعت بالعمل معهم، حينما تعاونا في فيلم «سهر الليالي» منذ 10 سنوات.