غضب «الجائلين» يهدِّد بعودة الزحام
على الرغم من مرور نحو أسبوع على قرار رئيس الحكومة المصرية إبراهيم محلب بنقل الباعة الجائلين من شوارع رئيسية في القاهرة إلى منطقة "الترجمان"، مازالت هناك أزمة بسبب غضب عدد من الباعة، مما اعتبروه استبعاداً لهم، معلنين تمردهم على القرار، الأمر الذي يهدد بعودة الازدحام إلى شوارع العاصمة.وكان نحو 150 منهم تجمهروا الاثنين الماضي، أمام مقر النائب العام بدار القضاء العالي، بعد يوم واحد من تنفيذ قرار نقلهم إلى منطقة "الترجمان"، معترضين على إبعادهم عن أماكن وجودهم التي شغلوها بشكل غير قانوني في أعقاب ثورة يناير 2011، ما أدى إلى إصابة حركة السير في القاهرة بالشلل.
في أعقاب ذلك، تحوَّلت مناطق وسط القاهرة إلى ما يشبه ثكنة عسكرية، ومازالت تسود حالة من الهدوء الحذر ميدان "الإسعاف" قرب دار القضاء العالي، وشارع طلعت حرب المؤدي إلى ميدان "العتبة"، منذ إجلاء قوات الأمن الأحد الماضي مئات الباعة الجائلين إلى منطقة جراج "الترجمان". الهدوء كان مصحوباً بالتوتر، نظراً إلى ظهور عدد محدود من الباعة في شوارع القاهرة، وسط ترقب لرفض بعضهم قرار الحكومة بحجة أن "الترجمان" بعيد عن التجمعات السكنية، وأن المكان المخصص لهم مساحته صغيرة.وقبيل ثورة يناير 2011 بسنوات، حوَّلت مجموعات من الباعة مناطق الإسعاف وشوارع رمسيس وبولاق أبوالعلا وسط القاهرة إلى محال تجارية كبيرة تحتل شوارع كاملة يفترض أن تمر فيها السيارات، ما جعل حركة المرور بطيئة جداً في كثير من هذه الشوارع."الجريدة" استمعت إلى عدد من الباعة الذين أبدوا غضبهم من القرار الحكومي، فقال أحدهم إن الحكومة ظلمتهم ونقلتهم إلى مكان بعيد، مضيفين: "عايزين يودونا حته ميتة، يعني هاندفع إيجارات ومحدش هيشتري بضاعتنا"، بينما وصف بائع آخر النقل بـ"محاولة للتخلص منهم"، مؤكداً: "ده خراب بيوت".في المقابل، صرَّح رئيس شرطة المرافق العقيد عادل صيام بأن تحرير منطقة وسط البلد من قبضة الباعة سيعود بتأثير جيد على الوضع الاقتصادي، مشدداً على أن الشرطة لن تتراجع عن قرار الحكومة الصارم الذي اتخذته لاستعادة سيولة المرور.