يتضمن كتاب «الحرب الباردة الكونية» مناقشة موسعة لجذور الثورات في العالم الثالث وسياقها، وتدخلات القوى العظمى المصاحبة لها، لا سيما فترة السبعينيات وأوائل الثمانينيات، عندما كان لصراع موسكو وواشنطن في تلك المنطقة أبلغ الأثر على الحرب الباردة.

Ad

رصد المؤلف التحولات في سياسات العالم الثالث، والتي عجلت بتدخل موسكو وواشنطن، وعمليات التغيير خلال فترات مشحونة بالحراك، وتسارع الثورة التكنولوجية، وما سمي بالعولمة، والتواصل السريع عبر الميديا.

تتناول الفصول الثلاثة الأولى الجذور الأيديولوجية والسياسية للحرب الباردة في العالم الثالث ودوافع الزعماء الأميركيين والسوفيات، وفترة ما بعد الاستعمار من منظور تاريخي، وتطور الفكر الأميركي عن الشعوب غير الأوروبية وعلاقاتها بالهوية الأميركية والسياسة الخارجية.

يؤكد المؤلف في الفصل الأول أن المناقشات حول الحرية والتقدم والمواطنة في السنوات الأولى من عمر الجمهورية الأميركية، وضعت نموذجاً للتدخل في العالم الثالث، واستمر حتى هذا اليوم.

 يتناول الفصل الثاني جذور الفكر الروسي عن العالم الثالث، منذ بداية الإمبراطورية حتى حقبة ما بعد ستالين، وينهي الفصل الثالث هذه النظرة إلى الجذور التاريخية للأفكار والأيديولوجيات بالتركيز على مقاومة العالم الثالث للاستعمار الأوروبي، وتطور الأشكال المختلفة من الحركات الثورية المناهضة للاستعمار.

يوضح المؤلف كيف اختار بعض زعماء العالم الثالث أن يتحالفوا مع إحدى الإيديولوجيتين المتنافستين، بينما وقف آخرون يعارضون كلتيهما، وطبيعة العلاقة المتبادلة بين النجاح المطرد للمقاومة المناهضة للاستعمار، ونشأة تدخل الولايات المتحدة أثناء الحرب الباردة.

يستعرض الفصل الخامس السياسة الخارجية لكوبا وفيتنام في معارضة السيطرة الأميركية، وكيف أنهما مثلتا بؤرتين لإلهام الحركات الثورية في كل مكان من العالم، وإلقاء نظرة عامة على الحالات الرئيسة للتدخل في العالم الثالث أثناء الحرب الباردة.

 ويتطرق الفصل السادس إلى العوامل الدولية للصراع ضد العنصرية والاستعمار في إفريقيا الجنوبية، والحرب الأهلية الإنغولية، وتدخلات الحرب الباردة المصاحبة لهما، بينما يسلط الفصل السابع الضوءعلى أحداث الثورة الإثيوبية وارتباطها بالولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.

في الفصل الثامن، يوضح المؤلف أن نمو {الإسلاموية} في إيران وأفغانستان ساعد على تحطيم المؤسسات الحداثية في النظامين، ويشرح كيف عزم الاتحاد السوفياتي على التدخل كي يعيد إنشاء نظام تحديثي اشتراكي في كابول.

في الفصلين الأخيرين والخاتمة، نقرأ ملامح الحرب الباردة في العالم الثالث في الثمانينيات وأثرها حتى وقتنا الحالي، ونلقي نظرة على هجوم الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان على الأنظمة الثورية والاتحاد السوفياتي في أفغانستان وانغولا وأميركا الوسطى.

انتهى المؤلف إلى تقييم أثر الحرب الباردة على العالم الثالث، موضحاً كيف أشعلت المقاومة المستمرة ضد الهيمنة الأجنبية، وأضعفت سياسة التدخل من الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة.

يذكر أن المؤلف أود اّرن وستاد مدير مركز دراسات الحرب الباردة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في لندن، وله عدد كبير من المؤلفات، أحدثها {مواجهات حاسمة: الحرب الأهلية الصينية 1946-1950».