تقدمت قوات الجيش العراقي داخل مدينة بيجي النفطية بمحافظة صلاح الدين، بينما عاد موضوع تسليح العشائر الغربية إلى نقطة الصفر، بعد إعلان الحكومة أن تسليحها سيتم عبر "الحشد الشعبي"، متجاهلة الحديث عن "الحرس الوطني".
وصلت القوات العراقية، للمرة الأولى منذ إطلاق استراتيجية تطويق جديدة أمس، الى وسط مدينة بيجي، بعد اشتباكات عنيفة بين القوات وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".وقال ضابط في الجيش العراقي برتبة عقيد إن القوات العراقية وصلت إلى وسط مدينة بيجي شمال البلاد أمس، في محاولة لكسر حصار تنظيم داعش لمصفاة بيجي القريبة، وهي أكبر مصفاة نفطية في البلاد، ما أدى الى اشتباكات عنيفة مع عناصر التنظيم قتل خلالها 12 من التنظيم.وذكر العقيد، طالبا عدم ذكر اسمه، أن القوات دخلت من الجنوب والغرب، وسيطرت على حي التأميم ووسط المدينة، مشيرا إلى أن التنظيم زرع القنابل على الطرق في بيجي، ونشر القناصة لمنع تقدم القوات العراقية، وهي أساليب استخدمها في مدن أخرى يسيطر عليها.وأضاف: "هناك عبوات ناسفة بدائية الصنع وقناصة مما يبطئ التقدم، لكن وجود القوات الجوية سهل عملية إبطال مفعول العبوات الناسفة من أجل التقدم"، متابعا: "المناطق التي تمت السيطرة عليها حتى الآن تقع على بعد 6 كيلومترات من المصفاة".وأشار إلى أن التنظيم أرسل مفجرين انتحاريين أيضا لمنع تقدم القوات العراقية، إلا أن القوات العراقية استخدمت طائرات الهليكوبتر لمهاجمة عناصر "داعش" التي تطوق المصفاة.ترحيب بغدادفي السياق، رحبت الحكومة العراقية بزيادة إرسال مستشارين عسكريين من الولايات المتحدة إلى العراق.وقالت الحكومة العراقية، في بيان أمس، إنها "طالبت التحالف الدولي قبل فترة بالمساهمة في تدريب وتسليح القوات المسلحة، لمساعدته في الوقوف بوجه إرهاب داعش، وان التحالف وافق على ذلك"، مؤكدة أنه "تم تحديد أربعة إلى خمسة معسكرات عراقية للتدريب، وبناء على ذلك بدأوا الآن إرسال المدربين".وأشار البيان إلى أن "هذه الخطوة رغم كونها متأخرة بعض الشيء فإننا نرحب بها ونعدها جاءت بالسياق الصحيح"، لافتا في الوقت ذاته إلى أن "تسليح العشائر يتم من قبل الحكومة العراقية حصرا، ضمن منظومة الحشد الشعبي، وتحت إشراف القوات الأمنية العراقية، حسب السياقات المتبعة حاليا"، وشددت الحكومة في ختام بيانها على أنها "لن تسمح لأي سلاح خارج إطار الدولة".واعتبر مراقبون أن هذه التصريحات تنسف موضوع تسليح العشائر، كونها تدرج هذا التسليح في اطار قوات الحشد الشعبي المؤلف من ميليشيات ومتطوعين شيعة، وليس من خلال الحكومة مباشرة الى العشائر أو عبر قوات الحرس الوطني التي تسمح للمحافظات بتشكيل قوات عسكرية.العصائبواعتبرت حركة "عصائب أهل الحق" الشيعية المتشددة، التي تقاتل في العراق وسورية، في بيان أمس، أن "سعي الولايات المتحدة لإرسال 1500 مستشار عسكري الى العراق تغطية على الدور السلبي للمستشارين الأميركيين السابقين"، معربة عن أسفها لترحيب الحكومة العراقية بإرسال المستشارين.وشددت الحركة، في بيانها، على أن "موضوع المساس بالسيادة أمر يرفضه الشعب العراقي، وحذرنا وحذرت المرجعية الدينية منه في أكثر من مرة".في سياق آخر، أعلنت وزارة الدفاع العراقية أمس تحرير عدد من القرى من سيطرة تنظيم داعش في محافظة الأنبار.وقالت الوزارة، في بيان، "تمكنت قوة مشتركة من فرقة المشاة السابعة عشرة، وقيادة فرقة المشاة الرابعة عشرة والفرقة السادسة في الجيش العراقي، وبالتعاون مع قوات الشرطة الاتحادية ومتطوعي الحشد الشعبي، وبإسناد مباشر من قبل صقور القوة الجوية، من تطهير منطقة الرفوش ودويليبة وقرية شنيتر عبر عملية عسكرية كبيرة شنتها القطاعات العسكرية"، مضيفة: "تمكنت القوات العراقية من عبور قناة الثرثار، ومازالت في تقدم مستمر في اتجاه ناحية عامرية الفلوجة غربي بغداد".وفي محافظة صلاح الدين ذكرت مصادر عراقية أمس أن مسلحي "داعش" فجروا قبر والد صدام حسين "حسين المجيد" في مقبرة تكريت التابعة لمحافظة صلاح الدين وحولوه إلى ركام، كما اختطفوا الشيخ كيوان سالم، وهو شيخ بارز من عشيرة الجبور أمس، في صلاح الدين.إلى ذلك، أعلنت الشرطة العراقية أمس مقتل 51 من عناصر "داعش" في مناطق متفرقة بمدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى.(بغداد - أ ف ب، د ب أ، رويترز)
دوليات
العراق: تحرير وسط بيجي... وتسليح العشائر يعود إلى الصفر
10-11-2014