لا يفتأ الجمهوريون الذين يفكرون في ترشيح أنفسهم في انتخابات الرئاسة العام المقبل يهاجمون استراتيجية الرئيس باراك أوباما في وقف مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، لكنهم لا يقدمون أي تفاصيل تذكر عن السياسة المختلفة التي قد يتبنونها تحسبا منهم للإرهاق من الحرب الذي يشعر به الأميركيون.

Ad

وبدأ الخطر الذي يمثله المتشددون الإسلاميون يحتل صدارة قضايا السياسة الخارجية في سباق الرئاسة لعام 2016، واشتدت حدة الجدال بعد أن قدم أوباما للكونغرس أمس الأول مشروع تفويض باستخدام القوة العسكرية ضد المتطرفين.

ومع تدفق المقاتلين الأجانب على سورية والعراق للانضمام إلى صفوف «داعش» فرضت هذه القضية نفسها على أكثر من عشرة جمهوريين يفكرون جديا في ترشيح أنفسهم للفوز بترشيح الحزب في انتخابات الرئاسة.

وإلى الآن لم يزد هؤلاء على وصف ما يرون أنه ثغرات في استراتيجية أوباما التي اعتمدت اعتمادا كبيرا على الغارات الجوية، وقالوا إنه بحاجة لمزيد من الجرأة في التصدي للتطرف الإسلامي.

كروز

وقال السيناتور الجمهوري تيد كروز عن ولاية تكساس أمام مركز السياسة الأمنية وهو مؤسسة أبحاث تنتمي إلى التيار المحافظ «فيما يتعلق بالدولة الإسلامية لم نر جدية، بل شهدنا بدلا من ذلك سياسة خارجية تهتم بالصورة: قنبلة هنا وصاروخا هناك.»

ومع ذلك لم يعرض أحد خطة تفصيلية لكيفية التصدي لـ»داعش» الذي استولى في العام الأخير على مساحات من العراق وسورية، وحل محل تنظيم القاعدة في اجتذاب المتطرفين الإسلاميين.

ولأن التعب استبد بالأميركيين من مشاركة بلادهم في حربي العراق وأفغانستان يتحسس المرشحون الجمهوريون المحتملون خطاهم.

وتتراوح الأفكار من دعم أكراد العراق الذين قاتلوا متشددي «داعش» إلى إقناع الدول العربية بالتخلي عن معارضتها لإرسال قوات إلى الخطوط الأمامية إلى إرسال المزيد من القوات الأميركية إلى جبهة القتال.

روبيو

وقال السيناتور ماركو روبيو من فلوريدا: «ما يتعين على الرئيس أن يخرج علينا به هو استراتيجية عسكرية لهزيمتهم، وهو ما أعتقد أنه ينطوي على سبيل المثال على قوة برية لمحاربة الدولة الإسلامية تتألف من جيوش عربية وقوات أميركية خاصة». وأضاف أنه يتعين زيادة الهجمات الجوية لتوفير دعم تكتيكي. وأوضح استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للابحاث في منتصف يناير أن حماية الولايات المتحدة من الإرهاب أصبحت للمرة الأولى منذ خمس سنوات القضية الأولى التي تشغل بال الأميركيين، بل إن 76 في المئة من المشاركين في الاستطلاع قالوا إن هذه القضية تمثل التحدي الرئيسي لسياسات الحكومة.

وهذا يجعل من هذه القضية أرضا خصبة في حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2016 سواء للجمهوريين أو للديمقراطيين.

ومع ذلك، لم يطرح احتمال إرسال قوات برية أميركية لمنطقة الشرق الأوسط سوى السيناتور كروز، وحاكم ولاية ويسكونسن سكوت ووكر.

هاكابي

وقال حاكم أركنسو السابق مايك هاكابي إن «مشروع القرار الذي تقدم به أوباما قصير النظر بالنسبة لحملة تستلزم مجهودا حربيا متواصلا». ويحظر مشروع القرار قيام القوات البرية الأميركية بعملية غزو على نطاق واسع، ويغطي السنوات الثلاث المقبلة.

جيب بوش

وسيكون لموضوع «داعش» حساسية خاصة للمرشح المحتمل جيب بوش حاكم فلوريدا السابق الذي بدأ شقيقه الرئيس السابق جورج بوش حربي العراق وأفغانستان.

وسيؤدي مشروع التفويض باستخدام القوة العسكرية الذي يقترحه أوباما إلى إلغاء مشروع قرار حرب العراق الذي صاغه بوش عام 2002 والحلول محله.

وفي ديترويت الأسبوع الماضي، انتقد جيب بوش أسلوب أوباما في التعامل مع «داعش»، وقال إن ظهور التنظيم كان من نتائج انسحاب القوات الأميركية من المنطقة.

(واشنطن- رويترز)