نظمت كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت أسبوع "ثقافة اللاعنف" التي شارك فيها العديد من الجهات المختصة للحد من تفاقم تلك الظاهرة وتأثيرها في المجتمع.

Ad

أكد وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المؤسسات الإصلاحية وتنفيذ الأحكام، اللواء خالد الديين، "أن مادة العنف باتت تهدد شرائح المجتمع، وهو ما أكدت تناميه الاستبيانات والاستطلاعات على مختلف الأصعدة، ما استوجب تشكيل اللجان وعقد اللقاءات وإقامة الورش لتشخيص أسباب تلك الظاهرة والدوافع الداعمة لتناميها، وبسط الحلول الكفيلة بالحد منها".

 جاء ذلك خلال حفل افتتاح أسبوع "ثقافة اللاعنف" الذي نظمته كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت، صباح أمس، برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، الذي ناب عنه اللواء الديين، بحضور عميد الكلية د.عبدالرضا أسيري، على أن تستمر فعاليات الأسبوع الى بعد غد الأربعاء.

وأضاف الديين" أن ظاهرة العنف بين الشباب لم يختص بها مجتمعنا فقط، إنما أصبحت ظاهرة تعانيها المجتمعات كافة"، لافتا الى ضرورة "تحقق الاهتمام وتوحد الأدوات القانونية والثقافية لفرض الوعي والقضاء على الأسباب التي تهيج وتوجّه السلوك نحو العنف".

وحول مسؤولية وزارة الداخلية في مواجهة العنف، قال إن الوزارة تحملت مسؤولياتها، متخذة كافة الإجراءات والتدابير الوقائية والأمنية، وفقا لتوجيهات الوزير الخالد الى الأجهزة الأمنية لمواجهة السلوك العدواني، وخاصة لدى فئة الشباب، إلى جانب دعوته تشكيل اللجان بهدف دراسة القوانين وصياغتها من جهة إدخال التعديلات عليها للحد من هذا السلوك.

التعريف بالظاهرة

وزاد: ان الجهود المبذولة تمثلت بأكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية وكلية الأمن الوطني في تقديمهما المادة العلمية والفنية لمنتسبي وزارة الداخلية، للتعريف بالظاهرة وكيفية وضع الخطط الأمنية لمواجهتها، مضافا اليها مبادرات العلاقات العامة والتوجيه المعنوي وإدارة الإعلام الأمني، وتعاونها مع وزارة الإعلام في طرح الجوانب المتعلقة بالعنف العام، الى جانب الدور المهم لإدارة الشرطة المجتمعية الذي يتجلى من خلال مجموعة من البرامج والمطبوعات والمحاضرات.

من جانبه أكد د. أسيري أن المواضيع التي سيتناولها الملتقى أنه سيبحث موضوعات تتعلق بدور الخدمة الاجتماعية في التعاون مع الأطفال المساء اليهم، وكيفية التعامل مع الحالات السلوكية للأطفال المعرضين للانحراف، الى جانب سبل التعامل مع غضب الشباب والتدابير الوقائية لحماية الأطفال من الانحراف ودور مؤسسات المجتمع المدني في مواجهة العنف عند الشباب وكيفية تمكين المرأة لمواجهة العنف.

مفهوم العنف

وعن مفهوم العنف قال د. أسيري إن "العنف يختلف من طبقة الى أخرى وفق العادات والتقاليد، ووفقا للمكانة الاجتماعية والاقتصادية، مشيرا الى أن من العوامل التي ساعدت على انتشاره المخدرات، وتوافر الأسلحة النارية، وتعاطي المشروبات الكحولية، والبطالة، وانتشار الجريمة، وضعف الوازع الديني، وهو الأمر الذي قد تكون له تداعيات خطيرة على تنمية الأطفال وصحتهم وقدراتهم على التعلم، وقد يؤدي بهم إلى العزوف عن المدرسة والهروب من المنزل، كما يدمر ثقة الأطفال والشباب بأنفسهم".

 وحول سبل معالجة ظاهرة العنف، لفت د.أسيري إلى أن المعالجة لا تكون إلا بمعالجة الأسباب ونشر ثقافة تربوية لدى الآباء والمربين والمدرسين عن كيفية التعامل مع النشء وتوجيههم، بعيدا عن العنف وغرس القيم النبيلة، والحرص على الظهور بسلوك ملتزم ومتزن، بعيدا عن التقليد الأعمى للمجتمعات الغربية التي لا تمت إلى ديننا وأخلاقنا بصلة، والرجوع إلى الدين والسنة، وأن يكون القرآن هو طريقنا ودليلنا ومنهجنا في الحياة والتحلي بصفات السلف الصالح واتخاذ القدوة الصالحة منهم".