شباب جماعة الإخوان بين «التمرد» و«داعش»
ضرب الارتباك جماعة «الإخوان»، المصنفة إرهابية في مصر، على وقع خلافات شهدتها الجماعة أخيرا، سواء مع شبابها أو مع شركاء وداعمين لها، حيث ظهرت مطالبات شبابية لأول مرة بـ«حل الجماعة»، ما أثار التساؤلات حول مصير هؤلاء الشباب، كونهم «الكتلة الحرجة» الوحيدة داخل التنظيم حاليا.تصدع كبير حدث بين شباب الإخوان وقيادات مكتب الإرشاد، بعد رسالة الأمين العام السابق للجماعة محمود حسين (الهارب في تركيا)، التي نفى فيها وجود كيان باسم «شباب الإخوان»، وهو ما اعتبره الشباب تجاهلا لهم، وتأكيدا على انفراد تلك القيادات بالقرار.
بموازاة ذلك، خرجت إلى العلن مطالبات لقيادات بارزة في الصف الثاني بـ«حل الجماعة»، وهو ما عبر عنه حذيفة زوبع نجل القيادي البارز حمزة زوبع، حيث وجه رسالة للإخوان في مقال له بعنوان «حلّوها يرحمكم الله»، قال فيه: منذ اليوم الأول أنتم تكذبون وتتحرون الكذب علينا وعلى أنفسكم، دون أي استشعار للمسؤولية ودون أي مبرر شرعي أو أخلاقي أو حتى سياسي»، واصفا قيادات الإخوان بـ«الدراويش الذين لا يتمتعون بأي خبرة سياسية». وتوَّقع حذيفة في تصريحات لـ«الجريدة» فشل الجماعة في أي استحقاقات انتخابية مقبلة. والكثير ممن تعتمد عليهم الجماعة داخل الأوساط الشبابية تيقن تماما من الأخطاء التي لا تتوقف القيادات عن ارتكابها.في السياق ذاته، كشف القيادي الشاب وعضو اللجنة الإعلامية بجماعة «الإخوان» عمَّار مطاوع عن «بوادر عصيان لدى شباب الجماعة»، وقال لـ«الجريدة»: «ثمة انفصال كامل بين القيادات والقواعد الشابة»، مشيرا إلى أن «تمرد الشباب تجلى في استمرار مسيرات شرق القاهرة بطابعها الشبابي رغم إلغاء الجماعة فعالياتها على مستوى المحافظات».واعتبر أن مصير الشباب الإخواني ينحصر بين الانزواء والتخلي عن المهام التنظيمية، ومحاولة الانضمام إلى كيان يعارض السلطة الحالية عبر فعاليات احتجاجية، مستبعدا تحولهم إلى مناصرين لتنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ«داعش».