تعتبر وفاء عامر الأدوار التي تؤديها، سواء على شاشة السينما أو في التلفزيون، مختلفة عن شخصيتها الحقيقية، ما يضطرها إلى دراسة تفاصيل الشخصية المكتوبة على الورق لتكوّن صورة ذهنية تتخيلها، وتبدأ بعدها مراقبة الشخصيات سواء من المقربين أو الذهاب إلى أشخاص بعينهم للتحدث معهم، والاطلاع على تفاصيل دقيقة في شخصيتهم، إذا استدعى الدور ذلك.

Ad

تضيف أن كل شخصية تصادفها في حياتها اليومية، وكل حالة إنسانية تراها، تختزنها في عقلها الباطن إلى أن يعرض عليها دور مشابه لأي شخصية منها، فتستدعيها من ذاكرتها وتبني عليها تفاصيل الشخصية المكتوبة على الورق لتظهر للجمهور بشكل متكامل.

 عندما يعرض على محمود الجندي دور معين، يبدأ بروفات مع المخرج وكاتب السيناريو للتحضير للشخصية التي يعهد إليه بتجسيدها، والاتفاق مع صناع العمل على مجمل تفاصيلها، ثم يبدأ اختيار الملابس، سواء كانت جلباباً أو ملابس عادية، ولو احتاجت إلى ماكياج معين يجري تجربة أولية، عندها يشعر بأنه تقمص الشخصية الجديدة ويبدأ التعامل معها لعدة أيام حتى يتقنها.

ملامح واقعية

تؤكد أروى جودة  أن لكل شخصية تؤديها  شبيهاً لها في الحياة اليومية، وهو ما تركز عليه أثناء دراستها للشخصية، فعندما تبدأ قراءة سيناريو، تبحث في تفاصيل الشخصية على الورق وما يشبهها في الحياة بين أصدقائها أو الجيران أو مقربين، أو تسأل أصدقاءها عن حالة تتمتع بتلك المواصفات لتتقرب منها وتلتقط مجمل التفاصيل من ملبس وطريقتها في السير أو الكلام...  وتشعر بسعادة عارمة إذا وجدت تلك الشخصية لتستفيد منها في أداء الدور.

بدورها ترى داليا البحيري أن شخصيتها في حياتها العادية لا بد من أن تبتعد عن أي شخصية تؤديها في السينما أو التلفزيون، لذا تعيش أكثر من حالة إنسانية على مدار العام، لا سيما إذا كانت مرتبطة بأكثر من عمل.

تضيف أن لكل شخصية على الورق طابعها الذي يميزها عن غيرها من الشخصيات حتى لو تقاربت القصة، فلا شبه بين الأشخاص  في الواقع، وهو ما تهتم به في تفاصيل الشخصيات ومدى تفاعلها مع شخصيات العمل الفني.

 تتذكر داليا أنها شعرت برهبة، لدى قراءة سيناريو مسلسل «صرخة أنثى» الذي  يتناول المتحولين جنسياً للمرة الأولى، خصوصاً أن الدور مركب ومعقد وقلة جسدته على الشاشة، فقصدت الأطباء للوقوف على الأبعاد الجسدية والنفسية لهذه الحالات، وعقدت جلسات عمل مع المخرج لوضع اللمسات الفنية للشخصية، وبعد ارتداء الباروكة الخاصة بالعمل  بدأت تتقمص الدور، وتزايد الإحساس به مع بداية التصوير والدخول في عمق في الشخصية.

من جهته يرى أحمد فلوكس أن مرحلة قراءة أي عمل سينمائي أو تلفزيوني هي الأصعب  لأنها تحدد ملامح الشخصية التي يجسدها، خصوصاً  أن له طقوسا محددة عند قراءة السيناريو، فيحلل الشخصية بمفردها ثم في إطار العمل ككل، وهو ما يعتبره أهم مراحل رسم الشخصية التي تظهر، الواحدة تلو الأخرى، لتكتمل في النهاية صورة الشخصية بملامحها الداخلية والخارجية والنفسية.

يعتبر دوره في مسلسل «باب الخلق» أمام محمود عبد العزيز، أكبر دليل على تقمص الفنان شخصية غير شخصيته الحقيقية، فشخصية ضابط الأمن الوطني التي جسدها تطلبت منه الجلوس فترات طويلة مع معارف وأصدقاء له من الضباط، وكان يراقبهم أثناء فترة عملهم ليتعلم كيف يتعامل الضابط داخل مكتبه ومع الحالات التي تعرض عليه، خصوصاً  إذا كانت مهمته حساسة مثل ضابط أمن وطني مسؤول عن ملف أحد الإرهابيين.