قوات الأسد تهاجم "النصرة"... وقتلى الثورة إلى 215 ألفاً

نشر في 15-03-2015 | 17:35
آخر تحديث 15-03-2015 | 17:35
No Image Caption
* "موسكو2" في أبريل *"هيئة التنسيق" تحضّر لمؤتمر القاهرة *باريس تتظاهر ضد الأسد و"داعش"

ضربت تداعيات الصراع متعدد الجبهات في سورية، الذي دخل أمس عامه الخامس بكارثة إنسانية متفاقمة ونظام متمسك بالسلطة في مواجهة معارضة مشتّتة وأسرة دولية منشغلة بفظائع تنظيم "الدولة الإسلامية - داعش"، جميع السوريين، في موازاة إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 215 ألف شخص منذ اندلاع الثورة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في 15 مارس 2011، بينما أشارت إحصائيات منظمات الأمم المتحدة إلى أرقام صادمة جراء هذه الأزمة.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: "أحصينا 215 ألفاً و518 قتيلاً خلال أربع سنوات من الحرب بينهم 66 ألفاً و109 من المدنيين"، موضحاً أن أكثر من خمسة آلاف قتلوا في أعمال العنف منذ فبراير الماضي.

ووفق المرصد، فإن بين القتلى عشرة آلاف و808 أطفال و39 ألفاً و227 من مسلحي المعارضة وبينهم المقاتلون الأكراد السوريون، أما قوات النظام فقد خسرت 46 ألفاً و138 جندياً و30 ألفاً و662 من قوات الدفاع الوطني إلى جانب 674 من مقاتلي حزب الله اللبناني الشيعي و2727 مقاتلاً شيعياً جاؤوا من دول أخرى.

تعذيب ونزوح

وذكر المرصد، أن نحو 13 ألف سوري قضوا تحت التعذيب داخل معتقلات النظام، في حين لا يزال عشرات الآلاف معتقلين في سجون الحكومة أو لدى المتشددين، في بلد كان يبلغ عدد سكانه قبل الحرب نحو 23 مليون شخص.

وقبل أيام، أكد تقرير أصدره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الحرب دفعت 4 ملايين شخص إلى اللجوء للدول المجاورة وأجبرت 7 ملايين و600 ألف على النزوح داخل بلادهم.

ووسط الغياب التام لأي أفق للحل، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، إن أكثر من 5.6 ملايين طفل داخل سورية يعانون ظروفاً "بائسة" في مناطق شبه معزولة عن المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى التغيب عن المدارس.

ومع استمرار المعارك وأعمال العنف والقصف والغارات التي تشنها القوات السورية، أشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن "أكثر من 12 مليون شخص داخل سورية بحاجة إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة".

انهيار وتمسك

وعلى الصعيد الاقتصادي، تراجعت الليرة من 47 مقابل الدولار الواحد عشية الحرب في عام 2011 إلى 220 ليرة، وسط تزايد التضخم ومعاناة الاقتصاد الذي يعاني عقوبات فرضتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية على دمشق.

وبالرغم من الاستياء الدولي من العدد الكبير لضحايا ما يعتقد أنه سلاح كيميائي استخدمه النظام في منتصف عام 2013، فإن الأسد لا يزال وربما أكثر من أي وقت سبق متمسكاً بالسلطة.

أما الدول الغربية التي طالبت برحيل الأسد عن السلطة في العام 2011 فأصبحت اليوم أقل حدة تجاهه، بسبب انشغالها بصعود "داعش"، الذي ينظر إليه اليوم على أنه التنظيم "الارهابي" الأكثر خطورة والأكثر تمويلاً في العالم.

الجهود الدبلوماسية

وراوحت الجهود الدبلوماسية مكانها بعد جولتين من المفاوضات بين النظام والمعارضة لم تسفرا عن أي نتيجة تذكر. وقد تخلى موفدان خاصان عن مهمتهما بينما يحاول الثالث من دون جدوى التوصل إلى تجميد القتال في حلب كبرى مدن الشمال السوري.

وفي محاولة جديدة من أجل التوصل إلى حل سياسي، تنظم موسكو -حليفة الأسد- في أبريل المقبل جولة جديدة من المحادثات، المشكوك بنتائجها، بين ممثلين عن النظام في دمشق وآخرين عن جزء من قوى المعارضة.

ويثير عجز الأسرة الدولية عن وقف حمام الدم شعوراً بالمرارة والتخلي لدى السوريين الذين يواجهون بحسب الأمم المتحدة "أخطر وضع إنساني طارئ في عصرنا".

مؤتمر القاهرة

في هذه الأثناء، بدأ رئيس هيئة التنسيق الوطنية المعارضة حسن عبدالعظيم أمس، زيارة إلى القاهرة على رأس وفد تستغرق عدة أيام لبحث التطورات الأخيرة في سورية.

وأفادت مصادر مطلعة بأن الوفد السوري سيلتقي خلال زيارته مع كبار المسؤولين المصريين وفي جامعة الدول العربية لبحث التطورات الأخيرة في سورية ودعم جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وبحث الاستعدادات الخاصة بعقد مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية المقرر خلال شهر أبريل المقبل أيضاً لفصائل المعارضة السورية بما يضمن خروجه بالنتائج المرجوة ويدفع الحل السياسي للأمام ويسهم في توحيد رؤى وصفوف المعارضة.

تظاهرات باريس

ورغم انتهاء صورة الاحتجاجات السلمية منذ فترة طويلة في سورية، تظاهر مئات الأشخاص مساء أمس الأول في باريس تحت شعار "لا للأسد، لا للدولة الإسلامية".

وهتف المتظاهرون، الذين قدرت الشرطة الفرنسية عددهم بنحو 700 شخص، "كلنا معكم، اصمدوا أيها السوريون". ودعت منظمات غير حكومية إلى هذه التظاهرة في ساحة "لاريبوبليك"، وسار المتظاهرون حتى مقر البلدية في العاصمة الفرنسية.

وحمل شبان علماً ضخماً للثورة السورية، في حين رقص عدد آخر على أناشيد مناهضة للنظام السوري انتشرت خلال التظاهرات السلمية الأولى في سورية.

معركة القنيطرة

وعلى الأرض، استهدف الجيش النظامي مجموعة من مقاتلي جبهة النصرة في وقت متأخر أمس الأول. وأوضحت وكالة الأنباء (سانا) أن "وحدة من الجيش والقوات المسلحة، استهدفت تجمعاً لما يسمى لواء العز التابع لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي في السويسة بريف القنيطرة، ما أدى إلى مقتل العشرات من أفراده بينهم ثلاثة من المتزعمين". وذكر بيان صادر عن الجيش أن عمليات نفذت بمحافظة القنيطرة لكنه لم يتطرق إلى الخسائر البشرية.

وفيما أكد المرصد السوري أن سلاح الجو النظامي أسقط عشرات البراميل المتفجرة ونفّذ أكثر من 150 على المنطقة، التي تشهد معارك دامية عدة ألوية إسلامية معارضة وجبهة النصرة منذ عدة أسابيع، واصل سلاح الجو الإسرائيلي أمس، حالة الاستنفار لليوم الثاني عقب رصده لنشاط الطائرات السورية قرب الحدود.

(دمشق، نيويورك- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top