الحوثيون يحلون البرلمان... واليمن في عهدة لجنة ثورية

استولت جماعة «أنصار الله» الحوثية أمس، على مقاليد الحكم في اليمن بشكل كامل ومنفرد، وأصدرت إعلاناً دستورياً مؤقتاً لمرحلة انتقالية نصّ على تشكيل مجلس وطني بديلاً عن مجلس النواب الشرعي ومجلس رئاسي لإدارة شؤون البلاد، وكان أبرز ما جاء به النص على وجود لجنة «ثورية عليا».

نفّذ المتمردون الحوثيون تهديداتهم أمس، باتخاذ "إجراءات ثورية" لإنهاء الفراغ الرئاسي الذي يعيشه اليمن منذ أسبوعين، وقاموا بإصدار "إعلان دستوري" من جانبهم بعد يومين من المهلة التي منحوها للأطراف السياسية الأخرى، لكي تتفق على إجراءات تخرج البلاد من الأزمة التي دخلتها بعد استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح.

وجاء إعلان اللجنة الثورية لجماعة "أنصار الله" الحوثية عما اسمته "إعلاناً دستورياً مؤقتاً" خلال اجتماع عقدته أمس، داخل دار الرئاسة الذي استولت عليه في 21 يناير الماضي في صنعاء ليكون بمنزلة إعلان صريح عن الاستيلاء على مقاليد الحكم في البلاد بشكل كامل.

وتضمن الإعلان الدستوري تشكيل مجلس رئاسة من خمسة أعضاء ينتخبهم "المجلس الوطني"، وتصادق عليه اللجنة"الثورية"، إضافة إلى حلّ البرلمان وتشكيل "المجلس الوطني" الانتقالي من 551 عضواً.

وذكر الإعلان، أن مجلس الرئاسة يكلف من يراهم أصحاب كفاءة تشكيل حكومة كفاءات، وحدد الفترة الانتقالية بعامين.

وقال بيان الإعلان الدستوري، إن اللجنة "الثورية" تتخذ القرارات والتدابير الضرورية كافة لحماية سيادة الوطن والمواطنين، وأشار إلى استمرار العمل بإحكام الدستور النافذ "ما لم يتعارض مع أحكام هذا الإعلان".

وتضمن الإعلان الدستوري، أن الحقوق والحريات مكفولة وتلتزم الدولة بحمايتها. والتزام الدولة بسياسة حسن الجوار، وبعدم تدخل دول الجوار في شؤون الوطن.

 وتوعّد الحوثيون خلال اجتماعهم أمس، بمواجهة القوى التكفيرية وتحسين وضع المؤسستين العسكرية والأمنية.

وقام مليشيات "أنصار الله" أمس، بإغلاق الطرق المؤدية إلى دار الرئاسة في العاصمة صنعاء، وحلّقت مروحيات بشكل مكثّف في سماء العاصمة التي خيّمت عليها أجواء من التوتر.

تعز تنتفض

في المقابل، خرج عشرات الآلاف من أبناء مدينة تعز عصر أمس، إلى وسط المدينة رفضاً لـ"الإعلان الحوثي" ورفضاً للانقلاب على شرعية الدولة، وطالبوا أبناء الشعب وحركاته وأحزابه السياسية بسرعة التحرك وانقاذ البلاد من التفكك والانهيار، وناشدوا قيادة الجيش التي وصفوها بالوطنية والشريفة سرعة حماية الشرعية الدستورية ممثلة بمجلس النواب والحكومة والرئيس المنتخب.

كما رفضت قبائل محافظة مأرب، الغنية بالنفط، الخطوات الحوثية وأعلنت عن عقد اجتماع تنسيقي للنظر في الخطوات التي ستتخذها في الأيام المقبلة.

ردود فعل جنوبية

في موازاة ذلك، وفي أول رد فعل من جانب الفرقاء السياسيين، وصف رئيس كتلة الجنوب في البرلمان الشرعي إعلان الحوثيين بـ"الانقلاب الكامل".

واجتمعت العديد من القوى السياسية وقيادات في محافظات عدن ولحج وأبين أمس في محافظة عدن لتحديد موقف القوى الجنوبية من "الإعلان الحوثي".

وأوضحت مصادر أن الاجتماعات تضمنت مقترحات بإعلان استقلال إقليم عدن وإعلان الانفصال والتواصل مع جهات دولية لدعم هذه الخطوة.

بن عمر يغادر

وفي وقت سابق، غادر المبعوث الأممي جمال بن عمر العاصمة صنعاء أمس إلى السعودية، وذلك بعد ساعات من إعلان جماعة "أنصار الله" اعتزامها إصدار إعلان دستوري لإدارة مرحلة انتقالية.

وكان جمال بن عمر قام برعاية مفاوضات عقيمة بين القوى السياسية بشأن الأزمة الحالية، وجاءت مغادرته بشكل مفاجئ حيث اعتاد أن يعقد مؤتمرا صحافياً أو يقدم إيجازاً صحافياً بشأن زيارته.

وعلّقت القوى السياسية جلسة الحوار الذي يتم برعاية أممية مساء أمس الأول، وكان يفترض أن تعقد جلسة اليوم بهدف التوصل إلى اتفاق، إلا أن الخطوة الحوثية قطعت الطريق أمام جلسات الحوار.

تركيا

في غضون ذلك، طلبت تركيا من مواطنيها مغادرة اليمن نظراً لتفاقم الوضع الأمني هناك.

ونشرت وزارة الخارجية التركية تحذيراً مساء أمس الأول، هو الثالث منذ شهر أغسطس الماضي وقالت "الاحتجاجات والمظاهرات العامة مستمرة. هناك إمكانية حدوث ما يؤثر على الأمن العام".

(صنعاء، عدن ــ أ ف ب، د ب أ، رويترز)

وزير الدفاع حضر مجبراً

اتهمت ابنة وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمود الصبيحي، ميليشيات جماعة "أنصار الله" الحوثية بإجبار والدها على حضور الاجتماع الذي عقد في دار الرئاسة بصنعاء أمس وقالت، إن "أغلب من حضر الاجتماع من السياسيين والقادة العسكريين، تم احضارهم بالقوة وجبروت السلاح".

وذكر شهود عيان، أن الصبيحي تمّ أخذه بالإكراه وإجباره على حضور جلسة "الإعلان الدستوري" بواسطة كوادر في الجماعة الحوثية.