يقول أحد خبراء الطاقة إن لدى السعودية قدرة أكبر على تحمل أسعار أدنى للنفط، ولكن الخوف يكمن في الاعتقاد بأن السعودية لن تعمل بمفردها في هذا الشأن.

Ad

يقال في أوساط الطاقة إن الهبوط  الحاد في أسعار النفط في الآونة الأخيرة سوف يفضي ببساطة الى إضفاء مزيد من الضغوط على الدول المنتجة للنفط والتي يبدو جلياً أنها تعيش دوامة القرار الصعب.

ويقول تحليل نشرته صحيفة وول ستريت جورنال إن أسعار النفط كانت مصدر قلق شديد لسنوات طويلة بالنسبة الى شركات الطيران العالمية، ولكن ارتفاع تلك الأسعار كان بمثابة نعمة لشركتي بوينغ وايرباص حيث حصلتا على مزيد من طلبات الشراء للطائرات الأكثر توفيراً للوقود.

لكن غموض مسار الانخفاض الأخير في أسعار النفط – التي تشكل 30 في المئة من تكلفة شركات الطيران – يثير التساؤل حول فترة ومستقبل هذا الانخفاض الحاد في أسعار الطاقة، وحدود البدائل المتعددة الإمكانات والأشكال.

وبحسب التحليل، فإن هذا الوضع قد يقلص عدد طلبات شراء الطائرات من بوينغ وايرباص، وليس العكس، وكان رئيس شركة بوينغ ومديرها التنفيذي جيم ماك نيرني قال يوم الأربعاء الماضي: "إن الجيل الجديد من الطائرات التي نقدمها هي أكثر كفاءة في توفير الوقود بنسبة تراوح بين 16 في المئة و24 في المئة من الأنواع المطلوب استبدالها". ومن الطبيعي أن يقوض الهبوط الأخير في أسعار النفط الحاجة الى شراء مزيد من الطائرات الأكثر توفيراً للوقود.

خسارة جلية

ولا يبدو في الوقت الراهن أن لدى بوينغ وايرباص ما يثير القلق، فقد حصلتا على أكثر من 1800 طلب شراء لطائراتهما في هذه السنة.

وتقول الصحيفة الأميركية إن الأسعار العالمية للنفط حققت أخيراً خسارة جلية للأسبوع الخامس على التوالي مع ازدياد تأثير الإمدادات العالمية العالية على أسعار الطاقة.

وتنتظر الأسواق لمعرفة ما سوف يتمخض عن اجتماع منظمة أوبك المقبل في 27 نوفمبر وما إذا كانت دولها – وخاصة السعودية – سوف تخفض انتاجها من أجل رفع الأسعار. ويقول أحد خبراء الطاقة إن "لدى السعودية قدرة أكبر على تحمل أسعار ادنى للنفط، ولكن الخوف يكمن في الاعتقاد بأن السعودية لن تعمل بمفردها في هذا الشأن". وقد باعت السعودية كمية أقل من الخام في الأسواق المحلية وللتصدير في شهر سبتمبر ولكن انتاجها ارتفع.

وفي الولايات المتحدة هبط سعر الخام الخفيف تسليم شهر ديسمبر بنسبة 1.3 في المئة ليصل الى 81.1 دولارا للبرميل في تداولات نيويورك، وقد انخفضت أسعار مستويات 80 دولاراً للبرميل عدة مرات خلال الأسابيع القليلة الماضية، ولكنها كانت تعاود الارتفاع لتبلغ مستويات أعلى.

هبوط الطلب على النفط

وقال التحليل إن تقديرات شركة إنرجي أسبكتس تشير الى هبوط الطلب العالمي على النفط من 93.3 مليون برميل يومياً في شهر أغسطس الى 92.8 مليون برميل في شهر سبتمبر، فيما ارتفعت الإمدادات بـ92000 في اليوم لتصل الى 93.4 مليون برميل في اليوم.

وقالت الشركة إن الانخفاض في الأسعار أفضى الى زيادة الطلب على النفط بشكل محدد، مع  قدر من تصاعد الطلب من الأسواق الآسيوية، ولكن حتى مع التحسن في الطلب يظل الإمداد متقدماً بصورة جلية.

وخلص تحليل الصحيفة الى القول إن معظم النمو في الطلب في المستقبل سوف يأتي من دول خارج الولايات المتحدة وأوروبا اللتين كانتا المصدر التقليدي للطلب على النفط بصورة كبيرة.

يذكر أن صورة مكاسب قطاع الطاقة كانت قاتمة في الربع الثالث من هذه السنة، بحسب تقرير لوكالة رويترز الانكليزية. كما أن توقعات نمو أرباح شركات الطاقة في مؤشر "اس أند بي 500" هبطت بقدر يفوق أي قطاع آخر حيث تراجعت من 13.8 في المئة في أول يوليو الماضي الى 1.8 في المئة اليوم. ونسب التقرير هذا التراجع الى انخفاض أسعار النفط الناجم عن ضعف الطلب العالمي، والى ارتفاع قيمة الدولار.