شنّ انتحاري من تنظيم «داعش» هجوماً على قوة من المتطوعين الشيعة في منطقة جرف الصخر الاستراتيجية جنوب بغداد، مستخدماً آلية «همر» أميركية مفخخة، ما أسفر عن مقتل 27، في وقت أكدت الحكومة أنها ستدعم عشائر الأنبار في مواجهة الإرهاب، مخففة من كلمة تسليح العشائر واستبدلتها بكلمة «إسناد».  

Ad

بعد إعلان الجيش العراقي تحرير منطقة جرف الصخر في محافظة بابل الواقعة على الطريق إلى كربلاء لتأمين طريق الزوار الشيعة إلى المدينة المقدسة لديهم خلال عاشوراء، فجّر انتحاري ينتمي إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ»داعش» نفسه وعربته المفخخة من طراز «همر» الأميركي في مجموعة من المتطوعين الشيعة الذين ينتمون إلى قوات «الحشد الشعبي»، ما أسفر عن مقتل 27 منهم.

واستحوذ تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال معاركه مع القوات العراقية، لاسيما سيطرته على مدينة الموصل (شمال) في يونيو، على العديد من الآليات العسكرية الأميركية التابعة للجيش العراقي، وبينها عربات مدرعة.

وأوضح مصدر أمني أن الهجوم وقع في منطقة الفاضلية في ناحية جرف الصخر التي تبلغ مساحتها نحو 200 كلم مربع، وتشكل حلقة وصل بين محافظات بغداد والأنبار (غرب وسط) وبابل (جنوب وسط).

وتعد منطقة جرف الصخر استراتيجية لقربها من العاصمة، إضافة إلى وقوعها على الطريق المؤدي إلى بلدة عامرية الفلوجة، التي يحاول تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ مدة السيطرة عليها، عبر شن هجمات متلاحقة وخوض معارك مع القوات العراقية وأبناء العشائر الموالية لها. كما تقع جرف الصخر على مقربة من الطريق بين بغداد وكربلاء المقدسة لدى الشيعة، والتي يزورها الالاف خلال شهر المحرم، الذي بدأ أمس الأول لدى شيعة العراق، وصولا إلى إحياء ذكرى عاشوراء في العاشر منه.

ويعبر الطريق مئات الآلاف الشيعة من بغداد متوجهين إلى مرقد الإمام الحسين في كربلاء، للمشاركة في ذكرى العاشر من المحرم في مواكب راجلة وسيارة، كما يعودون لزيارتها في ذكرى أربعين الإمام الحسين.

العبادي والعشائر

في سياق آخر، وبعد تقارير صحافية عن تأكيد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن الحكومة ستسلح عشائر الأنبار لمواجهة «داعش» خلال لقائه بوفد من ممثلي هذه العشائر في الأردن، أكد المتحدث الرسمي باسم مكتب العبادي، رافد جبّوري أمس، أن «رئيس الوزراء اعتبر خلال زيارته الأخيرة للأردن ولقائه بشيوخ العشائر هناك، أن للعشائر دوراً مهماً في تحرير مناطقهم»، مبينا أن «النهج العام للحكومة هو إسناد أي جهد يقاتل الإرهاب».

وأضاف جبّوري أن «العبادي لا يضيع فرصة للحوار سواء كان مع دول الجوار أو العشائر»، موضحاً أن «العبادي أكد للأردن أهمية التنسيق الإقليمي لدول الجوار وموقف العراق على كل الصعد، وأن الأردن تعهد بدوره دعم العراق».

وأكد السفير العراقي في الأردن جواد هادي عباس، أن شيوخ عشائر الأنبار الذين التقاهم العبادي في عمان أكدوا وقوفهم الكامل مع الحكومة ضد تنظيم «داعش».

إلى ذلك، قال شيخ عشائر شمر في العراق وضاح الصديد أمس، إن «العبادي لديه رجاله من شيوخ العشائر ممن ينفذون أجنداته دون مراعاة لمصالح عشائرهم»، مؤكداً أنهم» لا يمثلون إلا أنفسهم، ولا توجد لديهم أية قاعدة جماهيرية لدى عشائرهم».

وحول اجتماع العبادي بشيوخ عشائر الأنبار في الأردن، أكد وضاح المقيم في عمان أن هؤلاء الشيوخ هم من دمروا العراق، وأنهم لو كانوا زعماء بحق لما سمحوا بقصف مناطقهم السكنية بالبراميل المتفجرة»، مشيراً إلى أن «العبادي حين تسلم منصب رئاسة الوزراء، طلب اللقاء بهم لكونهم من العشائر المعارضة لحكومته، وقد رفضوا ذلك اللقاء».

وأضاف الصديد: «نحن نرفض الحضور إلى اجتماعات العبادي، لأننا نعلم أنه هو نفسه ليس صاحب قرار حتى الآن»، وذكر: «العبادي يحاول كسب ولاء شيوخ عشائر الأنبار، بهدف إظهار مساعيه إعلامياً فقط».

وعقد شيوخ عشائر وأعضاء مجالس محلية بمحافظة الأنبار، أمس مؤتمراً تشاورياً مع مستشار الأمن الوطني فالح الفياض في مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية في المنطقة الخضراء وسط بغداد، وخرج المؤتمر بعدة توصيات وإعلان قرب تشكيل «جيش العشائر المنتفضة ضد داعش».

رئيس الجمهورية

إلى ذلك، كشف رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، أمس، عن عزمه زيارة السعودية خلال أيام، لبحث الملفات المشتركة بين البلدين. وقال معصوم خلال لقائه عدداً من وسائل الإعلام العراقية، إنه «سيقوم خلال الأيام القليلة المقبلة بزيارة السعودية، للقاء المسؤولين السعوديين على رأسهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز»، وأضاف أن «الهدف من هذه الزيارة بحث الملفات المشتركة بين البلدين».

إلى ذلك، قرر معصوم اتخاذ خطوتين لأول مرة يتخذها رئيس عراقي على مر تاريخ الجمهورية العراقية المعاصرة، وأعلنها خلال لقائه بوسائل الإعلام العراقية أمس.

وقرر معصوم مرافقة الصحافيين له في جميع رحلاته إلى دول العالم، كما ألغى كلمة الفخامة عند مناداته، وطلب من الصحافيين ألا يلفظوا اسمه بهذه الطريقة.

(بغداد ـ أ ف ب، رويترز، كونا)