الخاسر الأكبر

نشر في 08-01-2015
آخر تحديث 08-01-2015 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي في اعتقادي أن من الدروس المستفادة من ثورة الياسمين التونسية والربيع العربي بشكل عام أن الحكم البوليسي الدكتاتوري لن يدوم، ومهما استمر من سنين فسوف يصل الشعب إلى نقطة الانفجار التي ستقتلع أركان ذلك الحكم البوليسي، ولكن ليس بالضرورة أن يأتي حكم أفضل منه، وفي اعتقادي أن أفضل سور يحمي الأوطان هو التعليم، ثم التعليم، ثم التعليم.

هل لنا أن نتخيل مقدار ذلك الظلم الذي يدفع الإنسان للإقدام على حرق نفسه؟ وهل لنا أن نتخيل مقدار ذلك الظلم الذي شعر به ذلك الشاب التونسي "بوعزيزي" فأقدم بتاريخ 17/ 12/ 2010 على حرق نفسه في أحد شوارع مدينة تونس؟ وهل خطر على بال ذلك الشاب أن النار التي أكلت ثوبه وجسده سيمتد أوارها لتحرق دولا وأنظمة وتشعل قتالا اختلط به الظالم والمظلوم، فلم نعد نميز بينهما.

 ولكن بالتأكيد إن المظلوم وبشكل قاس هو الأوطان، وتلك الألوف من الأرواح البريئة التي صعدت إلى السماء تشكو لخالقها ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، ومن أجل ماذا؟ وتلك الملايين من البشر التي تقف على أبواب الهيئات الخيرية العالمية تستجدي الطعام والشراب بعد أن فقدت كل شيء بما فيها كرامة الإنسان، فكيف هان ذلك عند قادة تلك الأوطان؟ والخاسر الأكبر في هذا الصراع الذي لن ينتهي هو "الإسلام" الذي غدا غريباً في بلاد العرب تتنازعه أطراف وأحزاب وفئات، وساد مبدأ إما أن تؤمن بمذهبي أو فكري أو تكون عدوي ولا بد من قتلك.

 وفي اعتقادي أن من الدروس المستفادة من ثورة الياسمين التونسية والربيع العربي بشكل عام أن الحكم البوليسي الدكتاتوري لن يدوم، ومهما استمر من سنين فسوف يصل الشعب إلى نقطة الانفجار التي ستقتلع أركان ذلك الحكم البوليسي، ولكن ليس بالضرورة أن يأتي حكم أفضل منه، وفي اعتقادي أن أفضل سور يحمي الأوطان هو التعليم، ثم التعليم، ثم التعليم.

 فالأفكار المتطرفة والأحقاد والكراهية، تنمو في ظل الجهل والفقر والمرض، وهنا لا نعني بالتعليم الحصول على الشهادات والدراسات العليا فقط، ولكن يجب أن يشمل التعليم نفض غبار الأيديولوجيات والأفكار التي عفا عليها الزمن مثل محاربة الاستعمار، والاستكبار العالمي والرجعية والتقدمية والوحدة العربية، فأي وحدة نتحدث عنها وقد وصلت النزاعات إلى مرحلة الغزو والتدمير والتشريد وتقسيم المدن والقرى، وندعو الله أن يزيل هذه الغمة عن أوطاننا العربية جميعا، وأن يحفظ المولى القدير الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

مثلاً

أصدرت وزارة الداخلية بناء على أوامر من نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، ووكيل الوزارة الأخ العزيز سليمان فهد الفهد قرارا يقضي بتطبيق بعض أحكام قانون الإقامة للوافدين الكرام ممن أتى إلى هذا البلد الطيب للمساعدة في البناء والتعمير والعمل الكريم لكسب لقمة العيش، ونقول من القلب "تربت يداكم" على هذا القرار الذي يؤكد هيبة الدولة واحترامها لمن يحترم قوانينها، ولكن تألمنا عندما رأينا نخبة من الأساتذة الكرام وقد انبرى البعض للهجوم

على هذا القرار في الصحف المحلية، ونقول مثلاً... مثلاً لو قام صحافي أو مواطن كويتي بكتابة مقالات يهاجم فيها الحكومة في الدولة التي يقيم فيها، فيا ترى كيف سيكون رد فعل الجهات المختصة في تلك الدولة؟ ومع جل احترامنا للرأي والرأي الآخر نقول للإخوة كتّاب الرأي ممن شارك في هذا الهجوم على قرار وزارة الداخلية: اتقوا الله في وطنكم، اتقوا الله في أهلكم، فحق الوطن أولى وأهم.

back to top