أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، خلال حفل تكريم رسمي للشرطيين الثلاثة الذين قتلوا في الاعتداءات على صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة، أن «فرنسا لن تخضع أبداً ولا تنحني أبداً، بل ستكون في المواجهة»، بينما قال رئيس الوزراء مانويل فالس إن حكومته ستتخذ «إجراءات استثنائية»، مشدداً في الوقت نفسه على أن هذه الإجراءات «لن تخرج عن مبدأ الالتزام بالقوانين والقيم».
وقال فالس، خلال جلسة خاصة للجمعية الوطنية لإحياء ذكرى الضحايا الـ17 الذين لقوا حتفهم خلال الهجمات، إن «فرنسا ليست في حرب ضد الإسلام والمسلمين، بل هي في حرب ضد الإرهاب والإسلام المتطرف».وأعلن عن سلسلة إجراءات بعد «أخذ العبر من هجمات الأسبوع الماضي»، منها «تعزيز أجهزة الاستخبارات الداخلية وقوانين مكافحة الإرهاب».وعمّا تردد عن تجنيد جهاديين داخل السجون الفرنسية، قال فالس إنه سيتم العمل «قبل انتهاء العام (...) على وضع السجناء المصنفين من المتطرفين في أجنحة محددة ستقام داخل السجون».وكشف فالس أنه «سيتم خلال العام بدء الرقابة على السفر جواً للأشخاص المشتبه بقيامهم بنشاطات إجرامية»، مضيفاً أنه طلب من وزير الداخلية برنار كازنوف أن يرفع إليه «خلال ثمانية أيام» اقتراحات حول تعزيز الرقابة على شبكات التواصل الاجتماعي «التي تستخدم أكثر من غيرها للتجنيد والاتصال والحصول على التقنيات التي تتيح الانتقال إلى الفعل».جاء ذلك بينما طبّق القضاء الفرنسي للمرة الأولى، أمس، إدانات بتهمة تبرير الإرهاب، وهو جرم أدرج في القانون الجنائي بعد اعتداءات باريس، حيث حكم بسجن شاب 10 أشهر لتضامنه علناً في ترامواي تولوز مع منفذي الهجوم على «شارلي إيبدو» بقوله لموظفي تدقيق البطاقات: «الأخوان كواشي ليسا إلا البداية، كان ينبغي أن أكون معهما لقتل مزيد من الناس».وفي طولون حُكم على آخر بالسجن عاماً بعدما نشر على صفحته على «فيسبوك» صور جهاديين وتصريحات تبرر هجمات باريس الدامية.وعشية صدور العدد الأول من صحيفة «شارلي إيبدو» بعد المجزرة، دعت أكبر منظمتين لمسلمي فرنسا، المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية واتحاد المنظمات الإسلامية أمس، المسلمين إلى «التحلي بالهدوء وتفادي الردود الانفعالية». وتصور رسوم «شارلي إيبدو» النبي، صلى الله عليه وسلم، بعينين دامعتين يحمل لافتة كتب عليها «أنا شارلي»، على غرار الملايين الذين تظاهروا الأحد في فرنسا تحت هذا الشعار دفاعاً عن حرية التعبير. ويعلو صفحتها الأولى عنوان للكاريكاتير، الذي يحمل توقيع الرسام لوز، «كل شيء مغفور». في عبارة تهدف إلى التهدئة وتتناقض مع أسلوب الصحيفة الهزلية. وفي ألمانيا، حيث تتصاعد المخاوف من ضياع التماسك، تقدمت المستشارة أنغيلا ميركل تظاهرة ضمت آلاف المسلمين، أمس، للإعلان عن رفض الإسلاموفوبيا في البلاد.(باريس، برلين- أ ف ب، د ب أ)
آخر الأخبار
باريس تتشدد في مواجهة التطرف: إجراءات استثنائية لا تخرج عن القيم
14-01-2015