الحمدالله في غزة رغم تحذيرات أمنية
«حماس» دعت إلى محاكمته... و«فتح» دانت التهديدات
رغم التحذيرات الأمنية، أصر رئيس حكومة التوافق الفلسطينية رامي الحمدالله، على زيارة قطاع غزة أمس، الذي تسيطر عليه حركة حماس عبر معبر «إريتز» بيت حانون، في زيارة هي الثانية له منذ توليه رئاسة الوزراء.ودانت حركة فتح، التهديدات التي أطلقتها قيادات في حركة حماس ضد الحمدالله، وحيّت إصراره على التوجه لقطاع غزة، رغم كل تلك التهديدات بعد تشاوره مع الرئيس عباس.
وقال الناطق باسم حركة فتح أحمد عساف: «بالرغم من التحريض الكبير الذي مارسته قيادات من حماس ضد الحمدالله وزيارة وفد الحكومة إلى القطاع، هذه الحملة التي شاركت فيها وسائل إعلام حماس، فإن رئيس الوزراء أصر على التوجه إلى قطاع غزة».وقال عساف: «فضائية الأقصى والإذاعة المحلية لها نشرت خط سير الحمدالله، ودعت الناس إلى الوجود والاعتداء عليه والخروج بتظاهرات ضده»، وأضاف «بالرغم من التحذيرات الأمنية الخطيرة، بل الخطيرة جدا، التي وصلت إلى الحمدالله، فإنه أصر على التوجه إلى غزة».وكان القيادي في حركة حماس يحيى العبادسة، دعا إلى تقديم الحمدالله للمحاكمة، بسبب ما أسماه «تقصيره وعلى ما أحدثه من دمار للقضية الفلسطينية»، مضيفا الحمدالله أداة للتعذيب، وليست أداة لإغاثة الشعب الفلسطيني، على حد قوله. وتأتي زيارة الحمدالله في وقت يرزح قطاع غزة في الأزمات، بدءا من أزمة الكهرباء ومشكلة الوقود المستخدم لتشغيل محطة التوليد الوحيدة في غزة، مرورا بأزمة الإعمار، وأزمة موظفي حكومة غزة السابقة. وزار الحمدالله غزة في أكتوبر الماضي، قبيل انعقاد مؤتمر المانحين الذي عقد في العاصمة المصرية.وقال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبوزهري، في بيان صحافي، إن غزة لم تعد تحتمل أي زيارات بروتوكولية، في إشارة إلى زيارة رئيس حكومة التوافق إلى القطاع.وأكد أبوزهري، أن نجاح زيارة الحمدالله مرهون بتوافر الإرادة السياسية وإنهاء سياسة التهميش والتمييز التي تتعرض لها غزة من قبل الحكومة، محذرا في السياق ذاته، من نتائج عكسية ستترتب على الزيارة في حال لم تقدم حلولا حقيقية لمشكلات غزة.ومن المقرر أن يلتقي الحمدالله نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، لمناقشة ملفات داخلية مهمة، وفي مقدمتها الورقة السويسرية. ويرى مراقبون أن الحمدالله لا يملك عصا سحرية لحل مشكلات قطاع غزة المتفاقمة، دون إنهاء الانقسام.