التعزيزات تصل إلى تكريت... و«داعش» يبني «سور الموصل»
● واشنطن قلقة من السلاح الإيراني
● «رايتس ووتش»: انتهاكات واسعة لـ «الحشد» في آمرلي
● «رايتس ووتش»: انتهاكات واسعة لـ «الحشد» في آمرلي
وصلت تعزيزات من «الحشد الشعبي» مدربة على حرب المدن إلى مدينة تكريت استعداداً لاقتحامها، في وقت تزايدت المؤشرات على اقتراب موعد هجوم لتحرير مدينة الموصل، بينما يواصل تنظيم داعش بناء «سور» من الخنادق حول المدينة.
وسط جمود ميداني متواصل منذ أكثر من 5 أيام، أعلنت مصادر عراقية أمس وصول تعزيزات عسكرية جديدة إلى صلاح الدين، في إطار الاستعداد لاقتحام مدينة تكريت من سيطرة تنظيم «داعش».وقال مصدر عسكري رفيع المستوى، إن التعزيزات الجديدة شملت وصول عناصر من متطوعي «الحشد الشعبي» مدربين بشكل عال على حرب المدن والشوارع، وان فرقا هندسة عسكرية وأخرى مختصة برفع الألغام والمتفجرات والعبوات الناسفة شرعت ترفع العبوات المتناثرة في أرجاء المدينة.اشتباكات سامراءإلى ذلك، أفادت تقارير بأن اشتباكات اندلعت أمس بين عناصر من حراسة مبنى الوقف السني في مدينة سامراء في صلاح الدين وبين عناصر من ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية، التي اراد عناصر منها أن يتخذوا مبنى الوقف مقراً، إلا أن مواقع عراقية نفت حصول هذا الأمر.تحرير الموصل وسور «داعش»على صعيد آخر، تحدث شهود عيان عن إلقاء منشورات من قبل طيران الائتلاف الدولي ضد «داعش» يدعو السكان إلى الابتعاد عن مواقع التنظيم.جاء ذلك غداة عقد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي مؤتمراً أمنياً موسعاً في مقر وزارة الدفاع استعدادا للمعركة المفصلية المقبلة في الموصل.وأفاد مصدر مطلع في محافظة نينوى أمس، بأن عناصر «داعش» أقاموا مجموعة خنادق حول مدينة الموصل سميت بـ»سور الخلافة» لمقاومة أي هجوم.وقال المصدر إن «عناصر تنظيم داعش بدأوا منذ أشهر بحفر مجموعة خنادق حول الموصل، بهدف مقاومة أي عملية عسكرية لتحرير المدينة من قبضتهم»، مبينا أن «عناصر داعش مازالوا مستمرين في حفر هذه الخنادق حول المدينة لتكون بشكل متصل مع بعضها».وأضاف المصدر أن «التنظيم استخدم في حفرها صبية من أهالي المدينة لا تتجاوز أعمارهم الـ15 سنة»، مشيرا إلى أن «التنظيم منح مكافآت مالية مجزية للمشاركين في عمليات الحفر تصل إلى 600 ألف دينار عراقي، بينما فرض في الوقت نفسه عقوبات بحق الرافضين بالمشاركة في عمليات الحفر».قلق أميركيفي غضون ذلك، قال مسؤول أميركي أمس، إن الولايات المتحدة قلقة من كيفية استخدام الأسلحة الإيرانية الثقيلة في العراق، بما في ذلك خلال الهجوم لاستعادة مدينة تكريت من مقاتلي تنظيم «داعش» بمشاركة قوات «الحشد الشعبي»، مؤكدا أن الاستخدام المحتمل لأسلحة إيرانية ثقيلة سيثير تساؤلات عن مخاطر وقوع خسائر في الأرواح بين المدنيين.وأشار المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى جهود أميركية مكثفة لضمان دقة الضربات. وقال مسؤول أميركي ثان رافضاً التعليق على الأسلحة الإيرانية بالتحديد «قلقنا الأول هو كيفية استخدام أي أسلحة، مدفعية صواريخ أو أنظمة أخرى، وإمكانية وقوع خسائر في الأرواح بين المدنيين أو أضرار غير مباشرة».وحذرت الولايات المتحدة من أن الخسائر بين المدنيين أو انتهاكات أخرى ترتكبها القوات العراقية والمقاتلون الشيعة ضد العراقيين السنة يمكن أن تذكي التوتر الطائفي، الذي مهد في الأساس الطريق لتقدم عناصر «داعش» في العراق الصيف الماضي.وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي إلى أن الولايات المتحدة على علم بأن إيران تقدم إمدادات مثل السلاح والذخيرة والطائرات لقوات في العراق.وقالت ساكي دون الخوض في تفاصيل الأسلحة الإيرانية «نواصل التأكيد على أن من المهم ألا تزيد التحركات التوتر الطائفي».وكانت الصحف الأميركية تحدثت أمس الأول عن نشر طهران صواريخ وقذائف صاروخية من طراز «فاتح 110» و»فجر 5» في العراق. طهران تتوغلوكشف قائد القوة البرية في الجيش الإيراني، العميد أحمد رضا بوردستان أمس، أن خمسة ألوية من القوات الإيرانية دخلت الأراضي العراقية بعمق 40 كيلومترا لصد هجوم محتمل من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في يوليو الماضي.ووفقاً لموقع «دفاع برس» التابع للقوات المسلحة الإيرانية، أكد بوردستان أن إرسال القوات البرية الإيرانية تم بالتنسيق مع الحكومة العراقية، عندما حاول تنظيم داعش اجتياح حدود إيران الغربية في يوليو الماضي.وقال المسؤول الإيراني إن «القوات الإيرانية تحركت فور إصدار تنظيم داعش بيانا أعلن فيه أنه ينوي احتلال مدن قصر شيرين وسومار ونفت شهر» غرب إيران.وكان بوردستان قال في وقت سابق إن المنطقة الواقعة على عمق 40 كيلومترا داخل الأراضي العراقية تعتبر خطاً أحمر بالنسبة للقوات المسلحة الإيرانية، مشيرا إلى انسحاب مسلحي «داعش» من الحدود بعد تحذيرات من الجانب الإيراني.انتهاكات آمرليوذكرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية أمس أن ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية نهبت منازل السكان السنة، ودمرت قرى بعد أن حققت نصراً على مسلحي تنظيم «داعش» في معارك دارت العام الماضي. وقالت المنظمة ومقرها نيويورك إن روايات شهود العيان وصور الأقمار الاصطناعية أكدت أن الميليشيات أحرقت المنازل والشركات التي تخص المدنيين السنة الذين فروا من القتال في مختلف أنحاء بلدة آمرلي.ودمرت قريتان بالكامل بعد أن رفعت الميليشيات إلى جانب قوات عراقية وكردية حصارا استمر ثلاثة أشهر على البلدة طبقاً للمنظمة الحقوقية.ودعت المنظمة حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى «كبح جماح الميليشيات بهدف تفكيكها».(بغداد ــــــ أ ف ب، د ب أ، كونا)