تعامى منتسبو الفيلق الإلكتروني التابع لإيران، عبر "حزب الله" اللبناني، وهم منتشرون في العديد من الدول العربية، ويشكّلون خلايا نائمة ومستيقظة في هذه الدول وبعض الدول الغربية... تعامى هؤلاء عن عشرات التنظيمات المذهبية والطائفية التي قاتلت في سورية، وبعضها لايزال يقاتل وهم لم يروا، بعد انهيار جدار بشار الأسد في إدلب وجسر الشغور وبعض مناطق حماة، إضافة إلى معظم مناطق الجبهة الجنوبية في حوران، إلا جبهة النصرة وبعض العناوين الإسلامية الأخرى، التي إن لم يكن كلها فمعظمها ينضوي عسكرياً تحت راية الجيش السوري الحر!
المفترض أن يجد هؤلاء، لو كانوا صادقين، وهم غير صادقين إطلاقاً، أجوبة للأسئلة التي ترددت ولاتزال تتردد حول أسباب ظهور هذه الأسماء الإسلامية للعديد من فصائل وتشكيلات المعارضة السورية، وبالطبع فإن ما غدا مؤكداً هو أن "داعش" ليس من بين هذه الأسماء، إذْ ثبت بالأدلة القاطعة أنه من تأليف المخابرات السورية والإيرانية، والدليل هو أن تنظيم "الدولة الإسلامية" هذا لم ينفذ عملية جدية واحدة ضد إيران أو ضد النظام السوري.عندما يتم "استيراد" أكثر من خمسين تنظيماً مذهبياً "شيعياً" من العراق وإيران وأفغانستان والهند وباكستان والصين، بالإضافة إلى لبنان، للقتال إلى جانب بشار الأسد ونظامه، أليس أمراً طبيعياً أن تكون هناك أسماء إسلامية "سنية" من بينها "النصرة" مقابل "حزب الله" اللبناني وفيلق بدر ووحدة الخراساني وجيش المختار وكتائب سيد الشهداء وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بقيادة الجنرال قاسم سليماني، إضافة إلى "لواء أبو الفضل العباس" وحركة حزب الله (النجباء)؟!عندما يرى الشعب السوري، الذي استمر ينزف دماً على مدى أربعة أعوام وأكثر، والذي أصبحت غالبيته إما في المقابر، وإما في بطون بحور الظلمات، وإما في السجون، التي لا يعرف أحد عددها إلا المخابرات السورية، وإما في مخيمات البؤس والشقاء في الداخل وفي الدول المجاورة... قبل أيام قليلة العشرات من الأفغانيين الذين جرى تصديرهم من إيران للقتال ضد الجيش الحر في جبهة حوران، فلماذا يكون مستغرباً، إن استعان هذا الشعب بتركيا وقطر والمملكة العربية السعودية، وإن قَبِل في صفوف المدافعين عنه بعض "العناصر" الشيشانية وغير الشيشانية، مع أن هذا غير مؤكد، وقد يكون مجرد "فبركات" من منتسبي "الفيلق الإلكتروني" الآنف الذكر.إن سبب ما جرى على جبهة إدلب – جسر الشغور – معسكر القرميد أن نظام الأسد قد أصبح مستنزفاً بعدما استنزف حلفاءه والطائفة العلوية، وأنه خذل كل الذين راهنوا على إمكانية صموده وانتصاره، ومن بين هؤلاء، بالطبع، إيران وروسيا ومن "لفَّ لفهما"... وربما أيضاً الولايات المتحدة وبعض الدول العربية المشرقية والمغربية، وأنه أيضاً بات يخشى على نفسه حتى من "جنرالاته" وأقرب الناس إليه.المعروف أن المعارضة السورية قد أصيبت بانتكاسات مؤثرة خلال العامين الماضيين، لا يمكن إنكارها، وذلك لأسباب موضوعية وأسباب ذاتية، لكن ما حدث مؤخراً هو أن "عاصفة الحزم" قد أعطت لهذه المعارضة وللعرب بوجه عام دفعة معنوية كبيرة، بعد أن كان هناك شبه استسلام لما يسمى: "العصر الإيراني"، وهذا ما جعل المعارضة تنتقل، خلال أيام قليلة، من وضعية التراجع إلى وضعية التقدم، ومن حالة الدفاع إلى حالة الهجوم، فحققت هذه الانتصارات الأخيرة، والملاحظ هنا هو أن حسن نصرالله، الذي كان عنوان المرحلة السابقة في "المراجل" وفي التهديد والوعيد قد غاب غياباً كاملاً، وذلك إلى حد أنه لم ينطق بكلمة واحدة إزاء الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على قوافل الأسلحة والصواريخ التي كانت في طريقها إلى ضاحية بيروت الجنوبية!
أخر كلام
لهذا... الأسماء الإسلامية لبعض «الفصائل» السورية!
29-04-2015