تزوج محمود من حمدية، وفي ليلة الدخلة نسي محمود وصية والده بأن يذبح قطة أمام زوجته لكي تخاف منه وتهابه وتسمع كلامه، نسيان محمود جعل زوجته حمدية هي المسيطرة في البيت، وكلمتها هي الأولى، باختصار شديد صارت هي "سي السيد" وصار محمود بالكويتي "سكانه مرته".
بعد ربع قرن من زواجهما تذكر محمود وصية والده فأحضر سكيناً وقطة ليذبحها أمام زوجته، فقالت له: تصرفك هذا المفروض يكون في ليلة الدخلة وليس الآن فقد فات الأوان.وموقف محمود وحمدية ذكرني بتصريح وكيلة وزارة التربية عندما صرحت: "بفصل أي معلم يعطي دروسا خصوصية"، فظاهرة الدروس الخصوصية انتشرت بعد التحرير، أي قبل 25 عاما تقريبا، والوزارة "شاهد ما شفش حاجة"... الآن وبعد أن "طاح الفاس في الراس" وبعد استشرائها وانتشارها في كل بيت وشقة وكافيه، تصرح الوزارة في الوقت الضائع بمحاربتها.أبصم بالعشرة لو أن الوزارة طبقت قرارها بفصل أي معلم يعطي دروساً خصوصية من عمله لعانت مدارسنا عجزاً شديداً في المعلمين والمعلمات وربما أغلق بعضها، فأي مشكلة يا حضرة الوكيلة يجب أن تعالج في بدايتها وليس بعد تفاقمها واستفحالها. بنظرة سريعة إلى الصحف الإعلانية تجدين أرقام هواتف العشرات بل المئات من المعلمين والمعلمات الذين يعطون دروساً خصوصية، وبرأيي الشخصي أن هذه الدروس هي عرض وطلب لمن يرغب من أولياء الأمور، فبدلا من محاربتها يجب دراستها ومعرفة أسبابها، ثم إيجاد الحلول المناسبة لها، وليس فصل أي معلم نحن بحاجة ماسة إليه.* آخر المقال:قالوا في الأمثال: "إذا فات الفوت ما ينفع الصوت".
مقالات
«التربية» تحارب الدروس الخصوصية
24-01-2015