هل خُدعت دول الخليج؟!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
نتيجة الحرب إلى الآن ليست لمصلحة التحالف الخليجي على الإطلاق، ومهما كانت التبريرات لانتهاء عاصفة الحزم إلا أن اليمنيين هم الذين احتفلوا بالانتصار، وهذا ما يضع دول الخليج في موقف محرج، فالعمليات العسكرية لم تنجح، ولم يكن لها أن تحقق أي تفوق في الحرب الجوية فقط، والحلفاء الذين حرضوا وباركوا هذه الحرب تنصلوا من المشاركة حتى الرمزية فيها، وظلت السعودية ومعها بعض دول مجلس التعاون وحيدة في الميدان وسط انتقادات حادة عالمية على وقوع ضحايا مدنيين، وخصوصا من الأطفال والنساء والدمار الكبير في البنية التحتية اليمنية المتواضعة أصلاً، وأخيراً بروز الدور الروسي الواضح الذي أعتقد أنه أحد الأسباب المهمة لإعلان وقف الحرب. إيقاف الحرب فجأة وإعلانه من الإيرانيين قبل ساعات من المؤتمر الصحافي للناطق العسكري السعودي يعد انتكاسة أخرى للدبلوماسية الخليجية، التي يفترض أن تكون مكملة للعمل العسكري لا العكس، تضاف إلى فشل المساعي السياسية لضم باكستان ومصر وتركيا إلى العاصفة، وحتى الولايات المتحدة أدارت ظهرها للسعوديين وكانت ماكينتها الدبلوماسية تعمل في الخندق المضاد للحرب مع سلطنة عمان وإيران حتى روسيا.الانتكاسة الأخرى تتمثل بحجم الإنفاق المالي الضخم الذي سوف تتكبده خزينة دول الخليج، فالإضافة إلى تكاليف الحرب الجوية التي بلغت تقديراتها نحو ربع تريليون دولار، فإن تكاليف إعمار اليمن والميزانية الضخمة المتوقعة لعملية إعادة الأمل سوف تستنزف موازنات الخليج المرهقة بسبب تراجع أسعار النفط، ولن تربح دول الخليج دبلوماسياً رغم ذلك لأن استعادة الحوار بين اليمنيين لن تكون إلا في صنعاء أو في مسقط، وتحت إشراف الأمم المتحدة.أما الانتكاسة الأكبر لدول الخليج، فتمثلت بضحالة مستوى الكثير من الكتّاب والسياسيين والأكاديميين في التحليل الاستراتيجي والاستشراف السياسي ورصد الأحداث والتطورات بالمنطق العقلي والموضوعي، فمن كان يتابع إطلالة بعض هؤلاء الأفذاذ على شاشات الفضائيات وحماسهم المفرط والمصطنع أحياناً للتقرب إلى أصحاب القرار كان يتوقع أن يحتل مجلس التعاون نصف الكرة الأرضية وليس اليمن!