بعد مواجهات في باحة المسجد الأقصى اثر اقتحامها من قبل الشرطة الإسرائيلية ومستوطنين، اشتعلت الأحياء العربية في مدينة القدس أمس مجدداً، واندلعت اشتباكات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية، بعد أن قتلت الشرطة الإسرائيلية فلسطينياً نفّذ عملية دهس بحق إسرائيليين في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة، ما أسفر عن مقتل ضابط إسرائيلي واصابة 13 آخرين بينهم اثنان في حالة الخطر.  

Ad

وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية أن عملية الدهس التي نفّذها شاب فلسطيني استهدفت عدداً من المشاة لدى خروجهم من القطار الخفيف في المحطة الواقعة في حي الشيخ جراح، ما أدى الى إصابة ثلاثة منهم بجروح، ثم واصل سيره وصدم عدداً من السيارات عمداً، ثم ترجل من سيارته وانقض بقضيب من الحديد على المارة.

وأكدت الشرطة الإسرائيلية أنها تمكنت من تصفية "المخرب"، وتبين أنه من سكان شعفاط، ويدعى إبراهيم العكاري من نشطاء حركة "حماس".

وباركت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" عملية الدهس، واعتبرتها "رد فعل طبيعيا، ونتيجة للجرائم والانتهاكات والاقتحامات الصهيونية المتواصلة للأقصى والمقدسات الفلسطينية، والاعتداء على المصلين، وتهجير المقدسيين".

من ناحيته، اتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو "حماس" بالوقوف وراء العملية، إلا أنه حمّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مسؤوليتها السياسية.

وكانت السلطة الفلسطينية أعلنت اثر المواجهات التي وقعت صباحاً في المسجد الأقصى، وأسفرت عن إصابة عشرات الفلسطينيين، أنها ستطرح الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى على مجلس الأمن.

من ناحيته، استدعى الأردن، الذي يشرف على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس، أمس، سفيره من تل أبيب، احتجاجاً على "الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة" في القدس.

وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، إن "رئيس الوزراء عبدالله النسور أوعز إلى وزير الخارجية ناصر جودة، استدعاء السفير الأردني في تل أبيب للتشاور، احتجاجاً على التصعيد الإسرائيلي المتزايد وغير المسبوق للحرم القدسي الشريف، والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للقدس".

وأضافت "كما أوعز النسور إلى وزير الخارجية، بتقديم شكوى فورية إلى مجلس الأمن الدولي، إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على الحرم القدسي الشريف"، مشيرة إلى أن "البعثة الأردنية باشرت باتخاذ الإجراءات الدبلوماسية اللازمة لتقديم الشكوى إلى مجلس الأمن الدولي".