حقق العربي فوزاً مهماً في الجولة الـ18 من منافسات دوري فيفا بتغلبه على السالمية بنتيجة 3-1، ولم يرتقِ المستوى الفني للجولة إلى ما قبل توقف البطولة قبل بطولة كأس آسيا وأثنائها.

Ad

يسير العربي في الطريق الصحيح نحو استعادة لقب دوري كرة القدم بعد أن حصل عليه في المرة الأخيرة موسم 2001-2002، وذلك بفوز ثمين على السالمية بنتيجة 3-1، وحسابياً يحتاج الأخضر في الجولات الثماني المتبقية التعادل مع الكويت والقادسية والفوز في المباريات الست الأخرى، من أجل تتويجه رسمياً، وذلك بغض النظر عن الآخرين، ما يؤكد صعوبة الموقف بالنسبة لجميع الفرق المتنافسة على البطولة.

الجولة الـ 18 من منافسات البطولة لم تشهد جديداً على غرار الجولات الثلاث الماضية، باستثناء ابتعاد السالمية عن المربع الذهبي بتقهقره إلى المركز الخامس، وعودة الجهراء مجدداً إلى المربع واحتلاله المركز الرابع، ومواصلة الكويت والقادسية لانتصاراتهما من أجل اللحاق بالمتصدر.

البطولة بصفة عامة لم تستعد مستواها الفني قبل توقفها 55 يوما، بسبب استعدادات ومشاركة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في بطولة كأس آسيا، التي استضافتها استراليا خلال الفترة من 9 إلى 31 يناير المنصرم.

«الجريدة» من جانبها تلقي الضوء خلال هذا التحليل على الأندية محور الأحداث في الجولة الـ 18 للبطولة.

العربي استحق الفوز

مما لا شك فيه أن فوز العربي هو الأغلى له هذا الموسم، وربما جعل جماهيره الوفية تشعر بقوة أن آمالها في استعادة اللقب باتت قريبة المنال إلى حد ما، وفوز الأخضر يرجع إلى الخطة التي لعب بها المدرب الصربي الرائع بوريس بونياك، وذلك بتضييق المساحات على لاعبي السالمية من أجل الحد من خطورتهم، وكذلك فصل «الجسد عن الرأس» إن صح التعبير، إذ نجح لاعبو الفريق في عزل اللاعب الأخطر الايفواري جمعة سعيد عن زملائه اللاعبين، ليفقد المنافس نصف قوته الضاربة، إلى جانب نجاح اللاعبين في استغلال الفرص التي سنحت لهم، وهو ما منح الفريق الاستحقاق بالظفر بالنقاط الثلاث.

في المقابل، خسر السالمية «الجلد والسقط» وبات الحديث عن المنافسة على اللقب ضربا من ضروب المحال، فليس من المنطقي أن يفوز الفريق في كل مبارياته مقابل خسارة العربي 4 مباريات، وسبب الخسارة يرجع إلى الشحن المعنوي الزائد عن الحد، الذي وضع اللاعبين تحت ضغوط نفسية وعصبية هائلة، بالإضافة إلى الأخطاء الفادحة للحارس خالد الرشيدي التي كلفت الفريق الثمن غالياً.

الكويت حافظ على الفارق

ومن جهته، نجح الكويت في الحفاظ على فارق النقاط الخمس مع «المتصدر» بتحقيق فوز مستحق ومهم، ويحسب للجهاز الفني بقيادة المدرب محمد إبراهيم الدفع بالوجوه الشابة التي ينتظرها مستقبل باهر، فأمام التضامن دفع بعدد من اللاعبين الصغار تألق منهم يوسف الخبيزي، وأمام خيطان دفع بطلال جازع المطيري الذي قدم مستوى جيدا للغاية.

الكويت يفتقد للتجانس، وهو الأمر الذي جعل خيطان يقدم مستوى جيدا لا سيما في الشوط الأول، وعدم التجانس والتناغم يرجع إلى إجراء عملية الإحلال والتبديل، والتي ستؤتي ثمارها في المستقبل القريب، لكن على أي حال تبقى الانتصارات وحصد النقاط تباعاً هو الأهم في الفترة الحالية.

القادسية يفوز فقط

ومن جهته، فإن القادسية حقق فوزا مستحقا على الصليبيخات قوامه ثلاثة أهداف حافظ بها على آماله، إذ يسعى الفريق إلى الفوز على العربي في الجولة الـ 25 على أمل تعثر الأخضر في بعض المباريات، ولعل أبرز ما في لقاء الصليبيخات هو تألق نجم الأصفر وعقله المفكر بدر المطوع الذي صنع الهدفين الأول والثاني للسويسري دانيال والغاني رشيد صوماليا، وغير ذلك، فالفريق لم يقدم المستوى المأمول منه، ويبدو أن المدرب الإسباني أنطونيو يعاني عدم التركيز حاليا، لعدم حسم مصيره سواء بالبقاء أو الرحيل عن القلعة الصفراء.

الجهراء خطف كاظمة

ومن جانبه، لم ينجح كاظمة في مواجهته أمام الجهراء في استغلال الفرص التي سنحت له على مدار الشوطين، ومن ثم نجح الجهراء في تصدير اليأس والإحباط للاعبي البرتقالي حين تمكن فينسيوس وأحمد حسن من إحراز هدفي الفوز.

كاظمة حتى الآن يقدم مستوى جيدا، ولا تتناسب نتائجه مع مستواه على الإطلاق، الفريق يعاني بشدة في الناحية الهجومية في ظل إهدار كم كبير من الفرص، كما يعاني في الناحية الدفاعية، لا سيما أن شباكه تستقبل أهدافا في أوقات قاتلة، والمسؤولية هنا مشتركة بين الجهاز الفني، الذي يتعين عليه إعادة الأمور إلى نصابها السليم، وبين اللاعبين الذي بات عليهم ضرورة عدم تكرار أخطائهم.

أما الجهراء، فوصل لاعبوه إلى مرحلة النضج الكروي، فهم يدركون جيداً ماذا يريدون من كل مباراة، ومن ثم يسعون بقوة إلى تحقيق مآربهم، وأهم ما يميز الفريق هو الروح القتالية، بالإضافة إلى الموهبة التي يتمتع بها عدد كبير من اللاعبين، وما يساعد الفريق كثيراً على التألق هو عدم وضعه تحت ضغوط عصبية ونفسية بسبب تحقيق الانتصارات تباعاً وفي صمت تام.

لقطات

• بدا الحزن واضحاً على وجه مدرب كاظمة البرازيلي داسيلفا عقب الخسارة أمام الجهراء بهدفين من دون رد، وطالب داسيلفا اللاعبين بضرورة غلق صفحة اللقاء والتركيز في مباراة المنامة البحريني في «خليجي 30».

• كعادتها ضربت جماهير العربي المثل في الحضور ومساندة فريقها في مواجهة السالمية، ولم تخرج عن النص إلا عندما دخلت في مشادة كلامية مع لاعب السماوي عادل مطر، وقذفته بزجاجات المياه الفارغة.

• حرص رئيس نادي السالمية الشيخ تركي اليوسف على العودة من فرنسا إلى الكويت لمساندة اللاعبين. اليوسف قدم التهنئة لمسؤولي العربي عقب اللقاء بروح رياضية رائعة.

• شتان الفارق بين مدربي العربي والسالمية بعد انتهاء اللقاء، بونياك ظهر سعيداً للغاية، ودخل في وصلة رقص مع الجماهير، بينما ظل محمد دهيليس محدقاً في الفراغ.

• انتظر الكثيرون تنفيذ لاعبي التضامن تهديدهم بالإضراب والانسحاب أمام اليرموك، لكنهم شاركوا في اللقاء بعد تدخل العقلاء، وأجّلوا الإضراب.

• لحظات سعيدة عاشها الجهازان الفني والإداري للفحيحيل مع اللاعبين في غرفة خلع الملابس عقب تحقيق إحدى مفاجآت الموسم بالفوز على النصر.

أرقام من الجولة

• شهدت الجولة الـ18 إحراز 17 هدفا، بمعدل تهديفي 2.4 هدف في المباراة الواحدة، وهي من الجولات الأقل تهديفا في الدوري.

• 6 مباريات انتهت بالفوز، بينما كان التعادل الإيجابي 1-1 نتيجة مباراة الشباب والساحل.

• احتسب الحكام أربع ركلات ترجيح، في مباراة كاظمة والجهراء احتسبت ركلتان بواقع واحدة لكل فريق: الاولى أهدرها محترف كاظمة البرازيلي فابيانو، بينما أحرز ابن جلدته محترف الجهراء فينسيوس الأخرى، كما احتسبت ركلة لمصلحة العربي هز بها علي مقصيد شباك خالد الرشيدي، وأخرى انبرى لها بنجاح الغاني رشيد صوماليا.

• السالمية صاحب أقوى خط هجوم في البطولة برصيد 47 هدفا، ويأتي العربي في مركز الوصافة بـ43 هدفا، وكذلك كثاني أقوى خط دفاع، حيث منيت شباكه بـ11 هدفا، وتفوق عليه في الدفاع الكويت الذي اهتزت شباكه في 9 مناسبات فقط.

• رغم غيابه عن التهديف، مازال محترف العربي السوري فراس الخطيب متصدرا قائمة الهدافين برصيد 14 هدفا، يليه باتريك فابيانو في المركز الثاني بـ13 هدفا، في حين تقاسم فينسيوس والايفواري جمعة سعيد المركز الثالث بـ11 هدفا لكل منهما.