اعتبرت الناقدة حنان شومان أن أبرز أوجه الاختلاف سينمائياً بين العام الجاري والأعوام السابقة هو تجرؤ منتجين كبار وتقديمهم لأفلام عظيمة التكلفة الإنتاجية، واتسامهم بروح المغامرة بعد هجر المشاهدين لدور العرض. حتى إنهم قدموا فيلمي {الفيل الأزرق}، و}الجزيرة 2}، مع العلم أن صانعي العمل الأول ترددوا كثيراً في مسألة طرحه مع أنهم انتهوا من تنفيذه منذ نحو ثلاث سنوات، وكانوا متخوفين من ألا يحقق الإيرادات المنشودة، وأن تؤثر الأوضاع الراهنة على نسبة مشاهدته.

Ad

وذكرت شومان أن أفلام الشباب لم تتواجد بكثرة، ولم تنل الوجوه الجديدة التي خرجت من التلفزيون وانتقلت إلى السينما الفرصة الحقيقة، معتبرةً أن أحمد السقا وكريم عبدالعزيز وأحمد حلمي يمثلون جيل الوسط. وقالت إن ثمة مجموعة من الظواهر القديمة المتكررة الخالية من أي جديد، من بينها وجود أفلام قليلة التكلفة، وهي أفلام الأعياد التي يقوم ببطولتها مغنٍ شعبي وراقصة وممثل كوميدي من نجوم الشباك.

وشددت شومان على أن عودة المخرجين الكبار إلى العمل وتقديم أفلام عظيمة بتوقيعهم إحدى أهم الظواهر السينمائية لهذا العام، وذكرت من بينهم المخرج الكبير محمد خان وفيلمه {فتاة المصنع}، والمخرج داود عبد السيد وفيلمه {قدرات غير عادية}، وإن كان لم يُطرح في دور العرض بعد بل في مهرجان دبي السينمائي، لذا يمكن اعتباره من إنتاج 2014، كذلك المخرج شريف عرفة في الجزء الثاني من فيلم {الجزيرة}.

ولفتت إلى اختفاء بعض نجوم شباك التذاكر من السينما بعدما اهتموا بتقديم مسلسلات من بينهم عادل إمام ويسرا. حتى نجوم الكوميديا لم يتواجدوا سينمائياً من بينهم محمد سعد وهاني رمزي. كذلك اقتصر وجود أفلام المرأة على {جوازة ميري} من بطولة ياسمين عبد العزيز، وهي تعتبر الوحيدة التي تقدم أفلاماً من بطولتها.

{أهم الظواهر السينمائية اختتام هذا العام بمفاجأة إيقاف قرار رئيس الوزراء إبراهيم محلب بمنع عرض فيلم {حلاوة روح}}، هكذا بدأ الناقد إمام عمر حديثه، مؤكداً أن القرار بمثابة انتصار لحرية الإبداع، خصوصاً أنه لم يطل كثيراً حتى اتخذته المحكمة، على عكس ما حدث مع واقعة فيلم {المذنبون}، مشيداً بموقف المحكمة مع الفيلم.

وذكر من هذه الظواهر أيضاً عودة السينما النظيفة والأعمال الأدبية إلى العرض على الشاشة الفضية من بينها {الفيل الأزرق}، وتحقيقه نجاحاً عظيماً في الصالات لتمتعه بكثير من المميزات أبرزها أداء أبطاله كريم عبد العزيز وخالد الصاوي ونيللي كريم المميَّز، كذلك رؤية مروان حامد الإخراجية الجيدة، والأساس في العمل لرواية أحمد مراد. أشار أيضاً إلى نجاح تجربة تقديم جزء ثان من عمل سنيمائي مثلما حدث مع {الجزيرة 2} والمباراة التمثيلية الرائعة بين أبطاله أحمد السقا وهند صبري وخالد صالح وخالد الصاوي، وذلك بتوجيهات المخرج شريف عرفة.

وتابع إمام عمر: {جمع العام 2014 بين عودة المخرجين أمثال داود عبد السيد مع {قدرات غير عادية}، ومحمد خان مع {فتاة المصنع}، بعودة الممثلين الكبار إلى العمل السينمائي مثل النجم نور الشريف من خلال فيلم {بتوقيت القاهرة}، لافتاً إلى أن العودة والنجاح شجعا خان على تقديم فيلم آخر يواصل تصويره راهناً بعنوان {قبل زحمة الصيف} من بطولة كل من هنا شيحة وأحمد داود، وتأليف غادة شهبندر بالاشتراك مع خان.

إمام عمر اعتبر أن هذه العودة بشرى أمل للسينما، وطالب المنتجين بألا يهتموا بالإيرادات فقط، بل أن ينظروا إلى الأعمال ذات المضمون الهادف والتي تحقق إيرادات أيضاً ومحاولة تقديم أعمال مثلها. وتمنى أن يقل عدد الأفلام التي يقوم ببطولتها مغنون بهدف التسويق لهم وبالتالي الاستعانة بهم في الأفراح والمناسبات، واقترح أن تعود الإذاعة إلى إنتاج أغان لهم كي يتوقفوا عن تقديم هذه الأفلام.

فتاة المصنع

اتفقت معه في الرأي الناقدة صفاء الليثي التي قالت بأن أحد أبرز الظواهر السينمائية لهذا العام هي أزمة فيلم {حلاوة روح} ومنعه بقرار من رئيس الوزراء ثم عودته بحكم المحكمة، وعودة المخرج محمد خان إلى الإخراج بفيلمه {فتاة المصنع} الذي خرج على مستوى عال من الجودة من النواحي كافة، إضافة إلى ظهور جيل جديد من المخرجين أبرزهم آيتن أمين بفيلمها {فيلا 69}، ولا ننسى تقديم أعمال ذات إنتاج ضخم حققت جماهيرية كبيرة من بينها {الجزيرة 2}، وإن كان ليس على مستوى الجزء الأول منه.

الناقد نادر عدلي أوضح أن إحدى أكثر الظواهر السينمائية اللافتة في هذا العام منع {حلاوة روح} ثم إعادته بحكم المحكمة التي حسمت الأمر ولم تماطل في إصدار قرارها في القضية، ووقفت إلى جوار الإبداع، وأضاف: {تقديم فيلم من إخراج المنتج محمد السبكي ونسبه إلى المخرج أحمد البدري بسبب رفض النقابة أن تمنحه تصريحاً بذلك هي أيضاً إحدى السمات السينمائية الجديدة التي قد تتحوَّل إلى ظاهرة في العام المقبل، كذلك عودة البطل إلى السينما ككريم عبد العزيز وأحمد السقا، وتفوقهما في شباك التذاكر على الكوميديا التي قدمها أحمد حلمي.

عدلي قال إن إحدى أبرز الظواهر أيضاً تقديم موضوعات مسكوت عنها في السينما من بينها {لامؤاخذة} الذي ناقش قضية الوحدة الوطنية بشكل غير تقليدي، و{أسرار عائلية} ومناقشته معاناة الشواذ جنسياً، و{الملحد} الذي استعرض التطرف الديني، مشيراً إلى أن هذه الأفكار لم يكن مسموحاً حتى تصويرها وليس طرحها، معتبرة  التطرَّق إليها سينمائياً إحدى الظواهر الإيجابية الناتجة من ضغط من الرأي العام.

وذكر أيضاً عودة أفلام الرعب المصرية، بعد غياب أكثر من 15 عاماً، وذلك من خلال {وردة}، وإن كان فيلماً ضعيفاً ولكن من الجيد أنه يُعرض في السينما. كذلك أشار عدلي إلى تقديم بعض المخرجين أكثر من فيلم من بينهم عمرو سلامة بفيلميه {لامؤاخذة} و{صنع في مصر}، وإسماعيل فاروق وفيلميه {النبطشي} و{واحد صعيدي}، إلى جانب ظهور مخرجين جدد في تيار السينما المستقلة من بينهم هالة لطفي وفيلمها {الخروج للنهار}.

وذكر أيضاً عودة الإيرادات إلى حالها قبل ثورة 25 يناير، حتى جاءت على مستوى أفلام 2010 نفسه، كذلك عودة عدد الأفلام إلى النسبة عينها في الأعوام السابقة أي نحو 35 فيلماً في العام.