السيسي وديسالين والبشير يوقعون وثيقة مبادئ «سد النهضة»
الرئيس المصري يغادر الخرطوم إلى أديس أبابا... ووفد قطري يمهد لمشاركة الشيخ تميم في القمة العربية
يبدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم زيارة رسمية لأديس أبابا، يلتقي خلالها رئيس الحكومة الإثيوبية غداة توقيعهما في العاصمة السودانية الخرطوم، بالاشتراك مع الرئيس السوداني عمر البشير على وثيقة مبادئ بشأن سد النهضة الإثيوبي.
في خطوة اعتبرت تاريخية، وقع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بمشاركة نظيره السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلا ميريام ديسالين، وثيقة اتفاق مبادئ بشأن سد النهضة الاثيوبي، خلال اجتماعهم في العاصمة السودانية الخرطوم، أمس، ما يعزز احتمالات تجاوز سنوات من الخلافات بين القاهرة وأديس أبابا، بشأن السد الذي تبنيه إثيوبيا على ضفاف نهر النيل الأزرق، ويعتقد أنه سيؤثر سلبا على حقوق مصر التاريخية في مياه نهر النيل.وعقب مراسم التوقيع، التي تمت في العاصمة السودانية في احتفالية كبرى، تصافح الزعماء الثلاثة، وتبادلوا القبلات، ورفعوا الأيادي متشابكة دليلا على وحدتهم، بينما يستكمل الرئيس المصري مباحثاته بشأن سد «النهضة» خلال زيارة رسمية للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم، يعقد خلالها مباحثات ثنائية مع ديسالين، كما يلقي كلمة أمام البرلمان الإثيوبي، تتضمن الحث على توثيق العلاقات السياسية والاقتصادية بين أهم دولتين في حوض النيل. وقال الرئيس السيسي، خلال كلمته قبل توقيع الاتفاقية، إن «التوقيع هو الخطوة الأولى للتعاون بين الدول الثلاث»، مؤكدا أن «السد يمثل هاجسا للمصريين لأن مصر تعتمد على مياه النيل في توفير احتياجاتها من المياه بشكل شبه حصري»، مضيفا: «القيمة الحقيقية لاتفاقنا اليوم هي استكمال التفاهم إلى حين الانتهاء من الدراسات الفنية»، كاشفا عدم وجود تحفظات لدى القاهرة عن مشروع «النهضة» بشرط مراعاة حقوق مصر المائية.وطالب السيسي بتحويل الاتفاق إلى «حقائق ملموسة لا تعرقلها معوقات تعود بنا إلى الماضي»، متابعا: «التوقيع خطوة أولى تحتاج إلى اتفاقيات تفصيلية أخرى، وفضلنا خيار التعاون والبناء والتنمية عن التنازع والخلاف».من جانبه، قال رئيس الوزراء الإثيوبي إن بلاده ملتزمة بالمصالح المشتركة مع كل من مصر والسودان، متعهدا بعدم إلحاق الضرر بأي منهما، مبدياً التزام أديس أبابا بالتعاون مع القاهرة والخرطوم.من جهته، أكد الرئيس السوداني أن بلاده ملتزمة بالاستمرار في التفاوض للوصول إلى اتفاقيات تفصيلية لاستكمال وثيقة إعلان المبادئ، بما يضمن عدم الضرر بمصالح الشعوب.غياب معلوماتيووسط غياب المعلومات بشأن بنود الاتفاقية، قال مصدر مصري دبلوماسي إن «الاتفاقية الثلاثية وفرت أرضية صلبة لالتزامات وتعهدات تضمن التوصل إلى اتفاق كامل حول أسلوب وقواعد ملء خزان السد وتشغيله السنوي، بعد انتهاء الدراسات المشتركة الجاري إعدادها».وأضاف المصدر: «الاتفاق يتضمن عشرة مبادئ أساسية تحفظ في مجملها الحقوق والمصالح المائية المصرية، وتتسق مع القواعد العامة في مبادئ القانون الدولي الحاكمة للتعامل مع الأنهار الدولية». واعتبر أستاذ القانون الدولي المقارن علي الغتيت الحديث عن تأثير الاتفاق الثلاثي على موقف مصر في حال لجوئها إلى المحاكم الدولية سابقا لأوانه، واصفا تلك النظرة بالسلبية، وقال لـ»الجريدة»: «هذا استباق للأمور لا مبرر له، علينا الاطلاع على الجانب الإيجابي من الاتفاقية ودراستها أولاً».وفد قطر وقبل أن يغادر السيسي القاهرة في طريقه إلى الخرطوم، أعلن دعم مصر للحكومة العراقية ومؤسسات الدولة الوطنية، ومساندتها للعراق في مكافحته ضد الإرهاب والتطرف، مشددا خلال تلقيه اتصالا من رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أمس الأول على أهمية دعم التوافق بين جميع أطياف الشعب العراقي بما يضمن تحقيق أكبر قدر من التوافق الشعبي الضروري واستعادة السلم الأهلي لبناء مؤسسات الدولة العراقية.في الأثناء، بدأت أعمال الاجتماعات التحضيرية للدورة الـ26 للقمة العربية، التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ يومي السبت والأحد المقبلين، وترأست مصر اجتماعا لكبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، والذي سيرفع توصياته لاجتماع وزراء التجارة والاقتصاد العرب غدا.ويناقش كبار المسؤولين العرب برئاسة مصر، التي تسلمت الرئاسة من الكويت، التقرير الخاص بإتمام منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، فضلا عن مبادرة أمير الكويت بشأن توفير الموارد المالية اللازمة لدعم وتمويل مشاريع القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة بالدول العربية.في السياق، وصل إلى القاهرة أمس وفد مقدمة من الديوان الأميري القطري قادما من الدوحة في زيارة لمصر، يشارك خلالها في الإعداد لمشاركة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد في فعاليات القمة العربية.تنسيقإلى ذلك، أكد مصدر مصري رفيع أن اتصالات بين القاهرة وعواصم خليجية تناولت جاهزية مصر لاتخاذ أي إجراء يحمي أمنها القومي وأمن دول الخليج، في حال تصاعد الأزمة اليمنية، بما يهدد أمن المنطقة كلها، خاصة تهديد الملاحة عبر سيطرة الانقلاب الحوثي على مضيق باب المندب، وتم الاتفاق على التبادل المعلوماتي والتنسيق الأمني، خاصة في ظل تنامي التحذيرات الأمنية من تحول اليمن إلى دولة فاشلة.انتهاء التعديلات في الشأن الداخلي، أعلن وزير العدالة الانتقالية المستشار إبراهيم الهنيدي أن اللجنة المكلفة تعديل قوانين الانتخابات ستنتهي الأسبوع المقبل من تعديل «تقسيم الدوائر» الانتخابية للنظام الفردي، ومراجعة قوانين مجلس النواب ومباشرة الحقوق السياسية، على أن تستطلع اللجنة رأي الجهات الأمنية والمحافظات في ما يتعلق بتقسيم الدوائر، كاشفا في تصريحات للمحررين البرلمانيين رفض اللجنة مطلب القوى السياسية تخصيص دوائر للمصريين بالخارج ترشحا وتصويتا.