ضرورة الاصطفاف إلى جانب تركيا!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
ربما اعتقد أردوغان، كآخرين كُثر، أن الـ"P.K.K"، حزب العمال الكردستاني- التركي، سيؤجِّل خلافاته مع الحكومة التركية، وأنه سيزداد تمسكاً باتفاق "ديار بكر" الشهير الذي شارك في رعايته الزعيم الكردي مسعود برزاني على أساس أن المواجهة مع "داعش" لها الأولوية، وأنه من الضروري تأجيل التعارض إلى ما بعد حسم التناقض، لكن ثبت، بسرعة، أنَّ اعتقاد الرئيس التركي كان خاطئاً، وأن هذا الحزب كان ينتظر هذه اللحظة ليستغل الظروف المستجدة ويمنع تركيا من التطلع خارج حدودها وإشغالها بأوضاعها الداخلية الملتهبة.والواضح أن الأمور لن تقف عند هذه الحدود التي وصلت إليها، فهذا الذي بادر إليه الأكراد، بهذه السرعة، هو هجوم معاكس من إيران وروسيا، وبالطبع من نظام بشار الأسد، ردَّاً على مطالبة أردوغان بمناطق عازلة داخل الأراضي السورية، ورداً على إعلانه ضرورةَ إسقاط النظام السوري، وهذا يقتضي اصطفاف بعض العرب، إنْ لم يكن كلهم، إلى جانب تركيا في هذه المعركة الحاسمة المفتوحة، وذلك لأن هذه المستجدات أوضحت أن للصراع في هذه المنطقة طرفين: التحالف الإيراني- الروسي ومعه دمشق وكل التنظيمات والشراذم والميليشيات الطائفية والمذهبية، والمجموعة العربية التي أخذت العبرة مما يجري في اليمن والعراق وسورية، والتي أدركت أن دولة الولي الفقيه تسعى إلى التمدد في هذه المنطقة كلها لإحياء "أمجاد" إمبراطورية فارس القديمة.ولذلك، بوضوح وصراحة، فإنه على مصر والمملكة العربية السعودية والأردن والإمارات ومملكة البحرين والكويت تأجيل الخلاف مع أردوغان، بالنسبة إلى انحيازه غير المبرر للإخوان المسلمين، والوقوف إلى جانبه في هذه المعركة المصيرية التي يخوضها، والتي سيكون انتصاره فيها انتصاراً لكل الذين يرفضون التمدد الإيراني في هذه المنطقة، وأمَّا عدم انتصاره فسيعني تثبيت نظام بشار الأسد، وسيعني اكتساح إيران لهذه المنطقة كلها، والمثل يقول :"أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض"!