تفتتح غاليري {أيام} في لندن معرض {اندفاعات رملية} للفنانة العراقية المقيمة في الولايات المتحدة سما الشيبي. يسلط المعرض الضوء على مشروع {سلسلة} (2009-حتى الوقت الحاضر) الذي شاركت من خلاله سابقاً في جناح جزر المالديف، في بينالي فينسيا 2013، ولكن مع إضافة أعمال جديدة.

Ad

تستكشف الفنانة سما الشيبي من خلال أعمالها المتنوعة الوسائط، التنازعات المكانية، والصراع على السلطة التي تنشأ أعقاب الحرب والمنفى. وتهتم بشكل خاص بآلية نشوء الاشتباكات بين المواطنين والدولة، ووقوع الأزمات الشائكة التي تؤثر على عوالم الفرد المادية والنفسية لتشكل بصورة فاضحة المصدر والثابت والمتغير والوليد السياسي والبرهان الشخصي له. وتستخدم لتعبر عن ذلك وسائط تجعلها موقعاً استعارياً لتركات الحرب المرئية كافة، مثل: الفن الأدائي، الفيديو، التصوير الفوتوغرافي، والأعمال التركيبية.

في معرضها الأخير في غاليري {أيام} في لندن (تشرف عليه القيمة إيزابيلا إيلاه هيوز) تستوحي الفنانة مشروع {سلسلة} وتحافظ على اسمه العربي في جميع العروض، من التقاليد البدوية وكتابات المستكشف المغربي من القرن الرابع عشر ابن بطوطة، فهي تصور رحلة عبر مناطق الصحراء الجليلة، وتظهر التجمعات المائية التي تربط شمال أفريقيا وغرب آسيا مع جزر المالديف، التي تعتبر دولة جزر تقع في بحر العرب والمحيط الهندي. ابتكرت الشيبي عملاً يصف الصحراء كمكان للمفارقة الصبورة من خلال تصوير مواقع مختلفة من شمال أفريقيا وغرب آسيا. وتظهر من خلال بصريات شاعرية وصور مثقلة، إمكان اعتبار الصحراء نقطة انطلاق لقراءة ثقافية واسعة، نستكشف من خلالها الأهمية التاريخية والغامضة لمثل هذه البيئات المنتشرة على نطاق واسع يشمل العالم الذي من الممكن إعادة تخيل مستقبله البيئي.

تعمل الشيبي على ربط شمال أفريقيا مع غرب آسيا من خلال سلسلة من الصور الفوتوغرافية والتي تعتبر خلفيات متنوعة لكثير من الأشكال الرمزية التي تمثل التصفية، والتخطي، والتجديد. فهو مكان هددت فيه مصادر المياه، وتعطلت الحياة البدوية فيه بعدما تسللت إليه الأزمات البيئية والسياسية معاً، إضافة إلى جزر المالديف التي أدى ارتفاع منسوب الماء فيها إلى ابتلاع جزرها المرجانية. ومن هنا تعتبر الفنانة أن استكشاف الرحالة ابن بطوطة عن الأراضي المرتبطة ثقافياً في ما بينها وسيلة نيرة لاكتساب المعرفة، والدليل الواضح للبحث المستمر وسط البيئات المتنوعة التي ميزت حياته العملية المتجلية والمرتكزة على مفهوم البحث.

والفنانة بدورها تستكشف رحلتها التأملية الخاصة، وتظهر مبحثها من خلال المناظر الطبيعية الجائحة وغير المأهولة، حيث يصبح الجسد المبتكر قوة ترسيخية بصرية تتحرك في انسجام مع الأسطح المتحولة ضمن محيطها. كذلك تبدو في أعمال الفيديو إيماءات روحانية عبر إدخال بعض المرجعيات الرمزية الغامضة للجماليات الإسلامية القائمة على نماذج هندسية ومتماثلة في إشارة إلى اللانهاية، ومن ثم إبداع ما يفوق التصرفات البشرية الاعتيادية.

يترافق افتتاح معرض {اندفاعات رملية} في المملكة المتحدة مع إطلاق كتاب فني حول أعمال الفنانة من تحرير وإشراف ونشر مؤسسة {آبيرتشر} في نيويورك.

حول الفنانة

ولدت الفنانة سما الشيبي في البصرة في العراق لوالد عراقي وأم فلسطينية، وتقيم راهناً في بوسطن وتعمل أستاذة للتصوير الفوتوغرافي وفن الفيديو في جامعة آريزونا. نالت درجة البكالوريوس في التصوير في جامعة كولومبيا، وحصلت على الماجستير في التصوير والفيديو والفنون الإعلامية من جامعة كولورادو. تتواجد أعمالها في مقتنيات شخصية وعامة، من بينها نادور في ألمانيا، مقتنيات برجيل في الشارقة، مقتنيات رامي فاروق في دبي، متحف الفنون الحديثة والمعاصرة في تونس.

ترشحت الشيبي عام 2014 لمنحة فولبرايت كمقيمة في المتحف الفلسطيني رام الله، حيث عملت على تطوير البرنامج التعليمي وإجراء البحوث المستقلة.

قدمت سما الشيبي معارض فردية عدة، وشاركت في معارض جماعية كثيرة، من بينها: بينالي هونولولو- هاواي 2014، فوتو شانغهاي 2014، فوتوفيست- هيوستن 2014، جناح جزر المالديف في بينالي فينيسيا 2013، فينسيا آرت غاليري - لوس أنجلس 2013، مهرجان مدريد - فلسطين السينمائي 2013، جامعة ساوثمبتون 2013، إيدج أوف آرابيا- لندن 2012، هليغر بروتك كونستيل- فيينا 2012، المعهد الفرنسي للدراسات العربية- باريس 2012، مركز مرايا للفنون – الشارقة 2012، لوري شبيبي- دبي 2011، غاليري سلمى فيرياني- لندن 2010.