سقط صاروخان الخميس في شرق لبنان مصدرهما المنطقة الجبلية الحدودية مع سوريا بحسب ما اعلن الجيش اللبناني، وذلك بعد ايام من مواجهات في المنطقة بين مسلحين قدموا من الاراضي السورية، وحزب الله اللبناني حليف دمشق.

Ad

واعلنت قيادة الجيش انه "بتاريخه ما بين الساعة 1420 (1120 تغ) والساعة 1425، سقط صاروخ بين بلدتي بريتال وحورتعلا، وصاروخ آخر بين بلدتي حورتعلا وطليا، مصدرهما السلسلة الشرقية"، في اشارة الى سلسلة الجبال المتداخلة التي تشكل الحدود الطبيعية بين لبنان وسوريا.

ولم يؤد الصاروخان الى وقوع اصابات، بحسب البيان.

وكانت جرود بلدة بريتال ذات الغالبية الشيعية، شهدت معارك بين عناصر من حزب الله، ومسلحين بينهم عناصر من جبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة) هاجموا مواقع للحزب الشيعي، ما ادى الى مقتل ثمانية عناصر منه على الاقل و"عشرات المسلحين"، بحسب مصدر في الحزب.

ويملك لبنان حدودا واسعة مع سوريا غير محددة رسميا بمعظمها، لا سيما في المناطق النائية حيث تنتشر المعابر غير القانونية في ارض وعرة، وحيث تتداخل الاراضي بين البلدين.

وقالت الوكالة الوطنية للاعلام (الرسمية في لبنان) ان المسلحين شنوا الهجوم الاحد "انطلاقا من عسال الورد في سوريا".

واليوم، افاد مصدر ميداني في حزب الله ان "الهدوء يسود جرود القلمون بعد ان فشلت كل محاولات الجماعات المسلحة في تحقيق اي خرق خلال الفترة الماضية"، مشيرا الى ان القوات السورية وعناصر الحزب "شنوا هجمات عدة في جرود عسال الورد وفليطا والجبة" في القلمون، متحدثا عن مقتل "ما لا يقل عن 15 مسلحا".

ويتحصن مقاتلون معارضون في المناطق الجردية الحدودية المتصلة بالقلمون السورية، وينطلقون منها لشن هجمات ضد مواقع النظام والحزب.

وجرت في اغسطس معارك عنيفة في بلدة عرسال الواقعة على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا من جرود بريتال، بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة قدمت من سوريا ومن مخيمات للاجئين السوريين.

وتسببت المعارك بمقتل عشرين عسكريا و16 مدنيا وعشرات المسلحين. وخطف مسلحون انسحبوا الى سوريا عناصر من قوى الامن والجيش، ثم اقدموا على قتل ثلاثة منهم وافرجوا عن آخرين. ولا تزال "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الاسلامية" يحتجزان اكثر من 25 عنصرا.

واليوم، افاد الجيش اللبناني ان وحداته المنتشرة في محيط عرسال رصدت بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس "مجموعة إرهابية مسلحة تحاول التسلل الى أحد المراكز العسكرية، وعلى الأثر تصدت لها قوى الجيش واشتبكت معها بالأسلحة المناسبة، ما أجبر العناصر الإرهابية على الانسحاب والفرار باتجاه الجرود".

كما افاد الجيش ان مركزا آخر تابعا له تعرض "لاطلاق نار من داخل مخيم للنازحين السوريين القريب من المركز"، مشيرا الى ان قواته "ردت على النار بالمثل، وتعمل على تعقب مطلقي النار لتوقيفهم".

وفي شمال لبنان، قتل جندي لبناني وأصيب آخر بجروح في وقت مبكر من صباح الخميس، اثر اطلاق مسلحين النار عليهما في منطقة عكار (شمال) الحدودية مع سوريا.

وقالت قيادة الجيش انه "بتاريخه حوالى الساعة 5,15 (2,15 ت غ)، أقدم مجهولان يستقلان دراجة نارية عند مفرق بلدة الريحانية - عكار، على إطلاق النار من سلاح حربي باتجاه عسكريين من الجيش كانا يتجهان الى مركز عملهما، ما أدى الى استشهاد أحدهما وجرح الآخر".

واشار الجيش الى انه باشر "التحري عن مطلقي النار وملاحقتهما في الأماكن المشتبه بلجوئهما إليها".

وشهدت مناطق في شمال لبنان سلسلة حوادث مماثلة في الاشهر الماضية، غالبا ما تزامنت مع توترات مرتبطة بالنزاع في سوريا المجاورة.

وينقسم اللبنانيون بين مؤيد للنظام السوري وحزب الله الذي يقاتل الى جانب النظام السوري، ومتحمس للمعارضة السورية.