وزير دفاع الأسد إلى طهران لمواجهة تداعيات هزائم الشمال

نشر في 29-04-2015 | 00:01
آخر تحديث 29-04-2015 | 00:01
No Image Caption
●إعلام النظام: هاكان فيدان يقود معركة إدلب والرياض تمولها

● «الائتلاف» يوافق على حضور «جنيف 3»
بعد تلقيه سلسلة من الهزائم الكبرى، لجأ نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى إيران، الحليف الأبرز له، لبحث مواجهة تداعيات تقدم كتائب المعارضة وانتزاعها مدناً استراتيجية وقواعد عسكرية في الشمال السوري، خصوصاً إدلب وحماة، لتصبح أكثر قرباً من أي وقت مضى من مركز ثقله في اللاذقية.

مع اقتراب الخطر من مركز ثقل نظام الرئيس بشار الأسد بفعل الهزائم المتتالية في الشمال، بدأ وزير الدفاع السوري، فهد الفريج، زيارة إلى إيران، الحليف العسكري والمالي الإقليمي الأبرز لدمشق، ليبحث مع المسؤولين فيها تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، حسبما أفادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) أمس.

وسيبحث الفريج مع نظيره الايراني، العميد حسين دهقان، والقيادات العسكرية الإيرانية «تعزيز التنسيق والتعاون المشترك بين الجيشين الصديقين، بخاصة في مواجهة الإرهاب والتحديات المشتركة في المنطقة وتوفير عوامل الامن والاستقرار فيها». إلا أن مصادر اشارت إلى أن زيارة الفريج ستتركز على مواجهة تداعيات الهزائم التي تلقاها النظام في الشمال. وكان نظام الأسد خسر مدينة إدلب ومعسكر القرميد فيها، كما خسر مدينة جسر الشغور الاستراتيجية في المحافظة نفسها، الى جانب تقدم واسع للمعارضة في منطقة سهل الغاب الواقعة في ريف حماة الغربي، التي تربط محافظتي اللاذقية وإدلب ببضعهما البعض.

تركيا والسعودية

واتهمت دمشق الحكومة التركية بإدارة عمليات المعارضة في إدلب. وقالت صحيفة الوطن، المقربة من الأسد أمس، إنها اطلعت على مضمون دردشة لدبلوماسي غربي في أنقرة مع عدد من الإعلاميين، أكد فيها أن رئيس الاستخبارات التركي هاكان فيدان هو من يقود الحرب على شمال سورية، ويدير شخصيا غرفة العمليات، في حين تتولى السعودية التمويل والتسليح.

ونقلت الصحيفة عن المصدر تأكيده على أن عدد المشاركين في الحرب على الشمال السوري يقارب الـ12 ألف مقاتل، وهم نتاج توحيد كل الفصائل المسلحة التي كانت موجودة سابقا في بعض مناطق الشمال، وأضيف إليهم عدة آلاف دخلوا مباشرة من تركيا، بعد أن تم تدريبهم على استخدام السلاح المتطور.

جماعة «خراسان»

وفي سياق آخر، أفادت الصحيفة الموالية للنظام، نقلا عن مصدر معارض في إدلب قوله، إن جماعة أو تنظيم «خراسان»، المطلوب رقم واحد أميركيا، يشارك إلى جانب شقيقته «جبهة النصرة» في معارك جسر الشغور ومعسكري المسطومة والقرميد بريف إدلب.

وأوضح المصدر المقرب من «صقور الشام»، التي اندمجت في حركة «أحرار الشام الإسلامية»، وتشكل فصيلا مهما في «جيش الفتح» الذي سيطر على إدلب، أن «خراسان» نقلت عددا كبيرا من قياداتها وعناصرها إلى قرى في جبل الزاوية ومحيط بلدتي دركوش وسلقين بريف إدلب على الحدود التركية، ومن قرية كفرجوم جنوب حلب. وكانت واشنطن حذرت من هذا التنظيم، واعتبرت في البداية أنه أخطر من «داعش».

نهاية

في السياق، اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية أمس، أن خصوم الأسد قلبوا الطاولة بعد الانفراج السعودي- التركي، موضحة أن «النظام لم يعد يمسك بزمام الأمور، وأضحى أضعف من أي وقت خلال الحرب الأهلية التي تعصف بسورية».

وكانت صحيفة واشنطن بوست نشرت مقالا يتحدث عن بدء نهاية الأسد، كما كتب السفير الأميركي السابق في سورية، روبرت فورد، تقريرا موسعا تحدث فيه عن مؤشرات نهاية الأسد.

صواريخ الجولان

وفي الجولان، وبعد الضربة الجوية الإسرائيلية التي أودت بحياة أربعة، قال الجيش الإسرائيلي إنهم كانوا يزرعون عبوة ناسفة عند سياج قرب مدينة مجدل شمس، سقطت عدة صواريخ وصفتها مصادر عسكرية إسرائيلية بأنها نيران طائشة من الحرب الأهلية السورية.

وأطلقت صافرات الإنذار في الجولان، وبث التلفزيون الإسرائيلي لقطات لدخان يتصاعد من حقل قريب من مزرعة جماعية إسرائيلية على بعد نحو كليومترين من الخط الفاصل بين شطري الجولان. وكانت التقارير أكدت أن إسرائيل شنت غارة على جبل القلمون الحدودية بين لبنان وسورية السبت الماضي، مستهدفة موقعين للصواريخ الاستراتيجية يستخدمهما حزب الله. ووقعت غارة اخرى مساء الأحد الا أن إسرائيل نفت مسؤوليتها عنها.

إعدامات «الخلافة»

في غضون ذلك، وثّق المرصد إعدام تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لأكثر من 2154 شخصا على الأقل خارج ساحة المعركة في سورية منذ نهاية إعلانه «دولة الخلافة» في يونيو الماضي، مشيرا إلى أن معظم القتلى وهم من السوريين لقوا حتفهم إما ذبحا أو رجما أو رميا بالرصاص في مواقف غير قتالية. وفي مخيم اليرموك، الذي يهاجمه «داعش» ويحاصره نظام الأسد، أكدت شبكة «سورية مباشر» أمس وفاة 20 شخصا نتيجة نقص الغذاء والدواء منذ بداية العام الحالي.

سياسيا، تلقت دمشق دعوة المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان ديميستورا، لإجراء مشاورات في جنيف حول الحل السياسي للأزمة في سورية، كما واصلت المعارضة بالداخل تلقيها الدعوات للمشاركة في النسخة الثالثة من اللقاءات. ووسط أنباء عن قبول الهيئة السياسية لائتلاف المعارضة المشاركة في «جنيف3»، وجه المبعوث الأممي دعوة رسمية إلى إيران خلال لقائه وزير الخارجية محمد جواد ظريف، على هامش مؤتمر مراجعة معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية المنعقد في نيويورك. ووصف ديميستورا، لقاءه مع ظريف في حديث مع وكالة الانباء الايرانية (إرنا) بالبناء والايجابي، معربا عن تفاؤله بتلبية إيران للدعوة.

(دمشق، طهران، جنيف- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top