عرضنا في الأسبوع الماضي وثيقتين جديدتين تتعلق أولاهما بموافقة أمير الكويت الشيخ سالم المبارك الصباح على استئناف عمليات الكشف عن النفط في الكويت في عام 1917م، والثانية تتعلق بمرافقة الشيخ عبدالله السالم للوفد الإنكليزي إلى كاظمة في نفس العام، لمتابعة ما يقوم به الإنكليز ومساعدتهم. واليوم نستعرض المراسلات التي تمت بين الشيخ أحمد الجابر الصباح والإنكليز في ما يتعلق بالكشف عن النفط والامتياز. بتاريخ 19 ديسمبر 1922، أرسل المعتمد البريطاني في الكويت رسالة من ثلاث صفحات للشيخ أحمد وضع فيها شروط وبنود الاتفاق المرتقب بين الطرفين، وأوضح فيها أن الاتفاقية يجب أن تتضمن ثلاثة محاور أساسية: الأول يتعلق برخصة الكشف عن النفط، والثاني مرتبط برخصة التحرير (سنشرح معنى ذلك لاحقاً)، أما الثالث فيتمحور حول الامتياز. وقد رد عليه الشيخ أحمد برسالة بتاريخ 3 فبراير 1923 أبدى فيها عدم فهمه لبعض ما ورد في رسالة المعتمد البريطاني، ولذلك قام بشرح ما ورد إليه لتأكيد الفهم الصحيح، وأبدى موافقة على بعض البنود وتحفظاً على بنود أخرى. يقول الشيخ أحمد في رسالته:

Ad

"من احمد الجابر الصباح حاكم الكويت الى حضرة حميد الشيم الافخم المحب العزيز الميجر جي سي مور بولتكل اجنت الدولة البهية القيصرية الانكليزية بالكويت دام محروسا،،

بعد السلام والسؤال عن شريف خاطركم دمتم بخير وسرور. يد الوداد اخذت كتابكم المؤرخ 30 ربيع 2 سنة 1341 نمرة 913 المتظمن دستور العمل مع شركة النفط الايرانية الانكليزية. وبما انه حصل علينا بعض الاشكال كتبنا لكم خلاصة ما فهمناه منه كما تجدونه مفصلا. وارجو من فضلكم الافادة عن ذالك بعد اطلاعكم عليه اذا هو موافق لما ذكرتم حتى نجيبكم عن ذلك بالجواب القاطع.

رخصة الكشف

اولا ان الكشف يكون على جميع حدود الكويت المبينة بالخريطة المذكورة بكتابكم. (2) مدة الكشف سنتان ويزاد سنتان اخرى اذا وافقنا على الزيادة بمشاورة باليوز بوشهر. (3) رسم الرخصة على الكشف الف ربية".

إذا فالمحور الأول يتعلق بعمليات الاستكشاف التي نص البند الأول منها على أن تشمل كل أراضي الكويت الموضحة في خريطة أرفقها المعتمد البريطاني مع رسالته. أما البند الثاني فيتعلق بفترة الاستكشافات، وتم تحديد ذلك بسنتين، ويمكن الزيادة بسنتين ثانيتين بموافقة الطرفين. والبند الثالث يفرض رسوماً يدفعها الإنكليز قدرها 1000 روبية مقابل عمليات الاستكشاف، وهو ما يعادل اليوم (75 دينارا كويتيا). في المقال المقبل سنتحدث عن المحور الثاني والثالث في مفاوضات النفط في عهد الشيخ أحمد الجابر، رحمه الله.