بعد «أيام قرطاج السينمائية»... لماذا تخرج الأفلام المصرية من المهرجانات {صفر اليدين}؟

نشر في 12-12-2014 | 00:01
آخر تحديث 12-12-2014 | 00:01
تشارك الأفلام المصرية المتميزة في عدد كبير من المهرجانات الدولية، ولكنها كثيراً ما تخرج من «مولد الجوائز بلا حمص» تقريباً، لعل آخرها «أيام قرطاج السينمائية»،
فهل فقدت السينما المصرية بريقها أم أن المسألة أولاً وأخيراً ترجع إلى ذوق لجنة التحكيم التي قد تتحيز لعمل ما، في حين تراه لجنة أخرى لا يستحق جائزة؟
كان المخرج أحمد رشوان أحد الذين حرصوا على حضور فعاليات «أيام قرطاج السينمائية»، قد كتب على صفحته في موقع التواصل «فيسبوك» تعليقاً على خروج مصر بلا جوائز من المهرجان: «سألني الأصدقاء عن عدم حصول أي فيلم مصري على جائزة في مهرجان قرطاج في المسابقات الثلاث... قلت لهم إنها مجرد أذواق وآراء... وإن هذه هي آراء اللجان. ولكن يقيني أن السينما المصرية بخير، وأن الشباب قادمون. سنتقابل في 2015 في مهرجان قرطاج ومهرجانات أخرى عدة، وسيثبت الفيلم المصري أنه جدير بالاستحقاق ما دام ثمة سينمائيون صادقون يعشقون الفن السينمائي».

من جانبه يؤكد المنتج محمد حفظي على ما ذكره رشوان، مشيراً إلى أننا نملك عدداً كبيراً من المخرجين الكبار الأكفاء والمتميزين مهنياً سواء كانوا شباباً أو كباراً  ويشرفون أي مهرجان، ويبقى دوماً رأي لجنة التحكيم هو الفيصل ولكنه لا يعد حكماً نهائياً على جودة الأفلام والتي تعد مشاركتها اعترافاً بجودتها وصلاحيتها للمشاركة.

ويواصل حفظي قائلا: «يجب علينا تشجيع الشركات المنتجة والمخرجين المصريين للمشاركة في هذه الفاعليات، لأن التواجد بداية مهم. كذلك يجب علينا تطوير أفلامنا وأعمالنا الفنية كي نحصل على جوائز في ما بعد، خصوصاً أن بعض اختياراتنا يأتي في جو من عدم التنظيم والعشوائية والأخطاء التقليدية»، مشيراً إلى أننا لو ركزنا قليلاً في بعض النواحي الفنية والإدارية فإننا في غضون سنوات قليلة سنحصل على جوائز في هذه المهرجانات بإذن الله».

أما المخرج الكبير علي بدرخان فيؤكد صعوبة حصول فيلم عربي على جائزة عالمية من نوعية «أوسكار» أو «كان» أو «فينيسيا»، مؤكداً أن الأعمال التي تحصل على جوائز من هذه النوعية تُنتج باحترافية شديدة من دون عشوائية. ويشير إلى أن الغموض الذي يكتنف أعمالنا بالنسبة إلى الغرب، مؤكداً أن الأخير لا يعلم شيئاً عن أعمالنا، إضافة إلى أن وسائل إعلامنا لا تهتم بالترويج للأفلام المصرية في الغرب، خصوصاً أن التصويت في هذه المهرجانات يكون منظّماً وليس بالسهولة اختراقه أو الزج فيه بعمل غير لائق كي يحصل على جائزة. ولكن يبقى في النهاية رأي أي لجنة تحكيم تعبيراً عن ذوقها واختيارها.

الموزع عبدالجليل حسن يرى أن الأعمال التي يتم اختيارها عادة للمشاركة في المهرجانات تكون جيدة من وجهة نظر صانعيها ومن اختاروها، لكن ثمة مقاييس أخرى يهتم بها مسؤولو المهرجانات العالمية، مشيراً إلى أن غالبية أعمالنا تجارية بحتة يكون الهدف منها هو الربح، رغم أن الغرب يقدم لنا أعمالاً تدر عليه الربح وتكون جيدة في الوقت نفسه. ولكن للأسف هذه معادلة ما زلنا بعيدين عنها ونحتاج إلى فترة طويلة كي نجتازها باحتراف.

الناقدة الفنية ماجدة خيرالله ترى أن السبب الحقيقي في هذه الأزمة هو المستوى التقني المتدني في معظم الأفلام المصرية، فهذا المستوى لا يرقى بنا إلى المنافسة على الجوائز رغم المجهود الكبير المبذول سواء إخراجياً أو على مستوى الكتابة والتمثيل، مضيفة أنه يجب على فريق أي عمل أن تكون في ذهنه أثناء صنع الفيلم الرغبة الحقيقية في المنافسة به في كبرى المهرجانات العالمية، وهذا لا يحدث على الإطلاق إلا في بعض الأعمال القليلة.

الناقد الفني أحمد سعد الدين يعتقد أن العنصرية ضد كل ما هو عربي قد تؤدي دوراً في منع أفلامنا من الوصول إلى جوائز في المهرجانات العالمية بالتحديد، مؤكداً أن لدينا أفلاماً جيدة تستحق مزاحمة أفلام الكبار، رغم أن بعض أفلامنا يكون محلياً بالدرجة الأولى، مطالباً القيمين على السينما في مصر والعالم العربي تعلم كيفية مخاطبته وتقديم الأعمال التي تهم الآخر.

back to top