أغلق مؤشر ستاندرد and بورز- 500 أخيراً عند مستوى قياسي بلغ أكثر من 2000 نقطة، ولكن على الرغم من ذلك يشعر العديد من الناس أن الاقتصاد لا يزال ضعيفاً، فهناك أسباب عديدة وراء هذا الشعور، ولكن السبب الذي أود التركيز عليه يتعلق بالوظائف والأجور.

Ad

يبدو الاقتصاد ضعيفاً لأنه يظهر على تلك الصورة بالنسبة إليك، بحكم ثقافتك ووظيفتك ومهارتك، وبخلاف التعافي الذي أعقب أزمة الائتمان فإن هذا يشتمل على مكاسب محبطة في الناتج المحلي الإجمالي، وفي خلق الوظائف وركود الأجور وضعف مبيعات التجزئة، وعلى أي حال فإن تلك العوامل تمثل المعدل الوسطي، وقد حققت قطاعات مختلفة في مجال التوظيف نتائج أفضل أو أسوأ وبقدر كبير وفقاً للطلب أو الندرة في عدد العمال في ذلك الحقل، وقد تحقق التعافي بشكل فعلي، ولكن لم يتم توزيعه بالتساوي.

وعلى سبيل المثال، إذا كنت من النوع الذي يعمل بالحد الأدنى من الأجر فإن من السهل أن تعثر على وظيفة، ولكن لا تتوقع أن تعيل عائلة من خلال ذلك الأجر، وفي وسع من يخدم في المطاعم والفنادق والحانات الحصول على فرص عمل، لكن الدخل سوف يقتصر على الإكراميات (البقشيش) وهي حالة غير ممتعة على الإطلاق، وإذا كنت من العمال ذوي المهارة المتدنية أو المتوسطة في مجال الرعاية الصحية تستطيع أيضاً الحصول على وظيفة، ولكن الأجر قد يكون أقل مما كنت تتقاضاه قبل بضعة أعوام.

وفي الجانب الآخر من السلم الاجتماعي الاقتصادي تبلغ معدلات البطالة أقل من 3 في المئة بالنسبة الى حملة الشهادات الجامعية، كما أن معدل البطالة ليس منخفضاً جداً فقط في ميادين العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، بل إن مستوى متوسط الأجر يزيد بنحو 50 في المئة على متوسط أجور العمال في الولايات المتحدة.

معدلات البطالة في داكوتا الشمالية، حيث يوجد الزيت الحجري، تصل إلى 2.8 في المئة، وهي الأدنى في الولايات المتحدة، وبشكل غير رسمي لا وجود للبطالة هناك، وكل من يريد العمل لديه الفرصة للحصول على وظيفة.

أمثلة أخرى كثيرة

توجد أمثلة أخرى عديدة حول الاقتصاد المتشعب، وعلى سبيل المثال، تقوم شركتا جنرال موتورز وفورد ببيع سيارات بتمويل عبر قروض عالية المخاطر على غرار ما كان عليه وضع الإسكان في حقبة الـ2000، وفي غضون ذلك، تحقق شركات "أودي" و"بي إم دبليو" و"مرسيدس" مبيعات قياسية، وكما أشرنا في شهر يونيو الماضي فقد تم بيع سيارة فيراري أو لامبرغيني أفنتادور رودستر التي تكلف 1.4 مليون دولار للأشهر الـ12 المقبلة.

ونحن نشهد أدلة على التعافي المتشعب من خلال تعدد أداء متاجر التجزئة، ومن الأفضل أن تكون مالكاً لمحلات كوتش أو إل في إم إتش أو تيفاني على أن تملك وول– مارت أو تارغت أو متاجر "دولار" المتعددة.

وكما لاحظ مركز "بيو" للأبحاث الذي يتخذ من العاصمة واشنطن مقراً له في السنة الماضية أن كل الثروات التي تجمعت في هذا التعافي كانت من نصيب الـ7 في المئة من أصحاب أعلى الأجور الذين زادت رواتبهم 28 في المئة نتيجة الربح في الأسواق المالية بشكل رئيسي، أما بالنسبة إلى الـ93 في المئة فقد انخفضت ثروتهم 4 في المئة.

محافظ الأسهم في أميركا

يملك نحو نصف الأميركيين أسهماً، بغض النظر عن حجم تلك المحافظ، ولذلك فإن ارتفاع مؤشر "إس and بي- 500" من666 إلى 2000 لا معنى له بالنسبة إلى النصف الآخر من المواطنين، ويمكنك أن تقول ما تشاء عن التيسير الكمي من مجلس الاحتياطي الفدرالي وسياسة الصفر في معدلات الفائدة، ولكنك إذا كنت لا تملك أو في وسعك شراء منزل أو تتمتع بقدرة الوصول إلى ائتمان آخر فلن تحقق الكثير من الربح. ومن ناحية أخرى فقد استفادت الطبقة الأعلى بقوة من هذه السياسات.

وهناك مؤشرات على استمرار تحسن الاقتصاد، حتى بالنسبة الى ذوي الأجور المتدنية، وسبب تركيز العديد من الاقتصاديين على عدم التساوي في مكاسب الأجور والوظائف يرجع الى كيفية تأثير ذلك على التعافي الأوسع.

ترافق دورة فعالة بشكل نموذجي وضع التعافي، وتفضي زيادة التوظيف الى زيادة الإنفاق، والى مكاسب في الأجور والى نمو اقتصادي أكثر قوة، وبعد خمس سنوات على بدء هذا التعافي نحن لا نزال في انتظار تلك الدورة.

* باري ريتهولتز | Barry Ritholtz