شن مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف باسم «داعش» امس هجومين متعاقبين على منطقة استراتيجية بمحافظة الأنبار الواقعة غرب العراق.

Ad

وقال رئيس مجلس ناحية العامرية شاكر محمود إن «القوات الأمنية مسنودة بمقاتلين من العشائر صدت هجوما واسعا لتنظيم داعش الإرهابي على ناحية العامرية»، مؤكدا أن «عناصر التنظيم المهاجمين هربوا إلى داخل مدينة الفلوجة».

وجاءت هذه الهجمات في ظل جدل دائر بشأن إرسال الحكومة المحلية للأنبار قرارا إلى مجلس النواب من أجل الموافقة على نشر قوات دولية برية بغرض تحرير المحافظة من تنظيم «داعش» وتدريب وتأهيل القوات الأمنية والحرس الوطني.

ورفضت كتلة «الصادقون» الشيعية وجود قوات أميركية في البلاد، مضيفة أن «العراقيين وأبناء الفصائل المقاومة والحشد الشعبي قادرون على حماية أرضهم». إلا أن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت قال إن «من يريد بقاء داعش يسيطر على الأنبار هو نفسه من يريد منع دخول قوات التحالف الدولي الى المحافظة».

وصرح مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية أمس الأول، بأن القوات الحكومية العراقية بحاجة ملحة الى التدريب لتتمكن من مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في غرب البلاد، حيث تبدو "في وضع هش".

وقال هؤلاء المسؤولون إن الجيش العراقي يتعرض لضغط متزايد في محافظة الأنبار غرب البلاد، مشيرين الى أن الاهتمام الدولي منصب على شمال سورية ومدينة كوباني الحدودية مع تركيا، حيث يحاول المقاتلون الأكراد الصمود أمام هجوم التنظيم.

وأوضح أحد هؤلاء المسؤولين الكبار طالبا عدم الكشف عن هويته أن "الوضع هش هناك، يتم امداد القوات وهي صامدة، لكن الأمر صعب ومرهق"، مضيفا أن عشرات الغارات التي شنتها قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة في غرب العراق ساعدت على تطويق مقاتلي "داعش" وبقاء بغداد آمنة.

وأخفق التنظيم في السيطرة على مدينة حديثة الاستراتيجية بعدما شنت قوات التحالف غارات لمساعدة الحكومة العراقية على التصدي لهم.

وقال المسؤولون إن الوضع كشف الى أي حد القوات العراقية بعيدة عن أن تكون قوة فعالة، وأنها بحاجة ملحة الى التدريب.

وكشفت الظروف الصعبة في الأنبار تناقضا واضحا مع المعلومات الواردة من شمال البلاد، حيث نجح البيشمركة في صد هجمات، مؤكدا "لا يمكن المقارنة" بين قدرات القوات الكردية وقدرات الجيش العراقي.

وأضاف أن "الأكراد يتقدمون ويستعيدون السيطرة على مدن وأراض، وتمكنوا من التنسيق مع قوات التحالف".

وأكد المسؤول أن غرب العراق يشكل مصدر قلق، وأن الوضع ليس جيدا، مشيرا الى أن "الجيش العراقي شن عدة هجمات، لكنه فشل، لأنه يبدأ عملية لكنها تتوقف بعد كيلومتر واحد".

إلى ذلك، ذكر سكان محليون في الضلوعية أمس، أن طيران التحالف الدولي نفذ غارة جوية مساء أمس الأول، على منزل القاضي فهد الدليمي الذي سيطر عليه ويقطنه مسلحو التنظيم، وتمكنت من قتل 19 منهم، بينهم عناصر من جنسيات عربية وأجنبية في الضلوعية جنوبي تكريت.

وفي مدينة كركوك، أفادت مصادر في قوات البيشمركة الكردية أمس، أن 20 من عناصر تنظيم "داعش" قتلوا وأصيب 60 آخرين بجروح في قصف لطيران قوات التحالف مساء أمس الأول، استهدف مقرا للتنظيم جنوبي المدينة.

إلى ذلك، قتل 14 شخصا وأصيب أكثر من ثلاثين بينهم نساء وأطفال بجروح في أعمال عنف متفرقة في بغداد أمس.

(بغداد - د ب أ، كونا)