نعيمة عاكف... التمر حنة (1) .. «حب لا يموت»
قليلون في تاريخ فن التمثيل يستحقون أن يطلق عليهم لقب «الممثل النجم» أو «الممثلة النجمة»، مقابل كثيرين ممن يقال عنهم «الممثل البارع»، الذي وقف حظه العاثر، حائلا بينه وبين وصوله إلى مرحلة «النجومية»، في حين يوصف آخر بلقب «النجم» بسبب فرصة قادها له القدر، يندر أن ينالها غيره، بعدما أمضى عمره في أعمال تعد من النوادر. ضمن هؤلاء وأولئك، تقف مجموعة قليلة ممن يمكن وصفهم بـ «الممثل النجم» وتنطبق عليه مواصفات اللقب، من براعة في الأداء، فضلاً عن إجادة الرقص والغناء، وفن الاستعراض، أضف إلى ذلك القبول وحب الجماهير، وتمتعه بالبريق، وهالة من النجومية تفرضها «الكاريزما» التي يخصه بها الله وحده دون غيره.
من بين هؤلاء تتخذ نعيمة عاكف موقعاً متميزاً بين الممثلين النجوم والنجمات، بعدما ملأت الدنيا رقصاً وغناءً وتمثيلاً واستعراضات، طوال ما يقارب 18 عاماً من تاريخ السينما المصرية، لتؤكد للجميع أنها ليست ممثلة عابرة جاءت خلال عصرها لتكون فنانة في مرحلة، تعبر بعدها السينما المصرية إلى مراحل أخرى. بل كادت أن تجسد واحدة من الأساطير النادرة في تاريخ التمثيل والغناء والموسيقى والاستعراض العربي، ولم يستطع أن يوقف زحفها نحو عالم الأساطير سوى المرض. لم تكن نعيمة عاكف تهاب المرض أو الموت، حتى رزقها الله مولودها الأول من زوجها صلاح الدين عبد العليم، غير أن قدوم محمد كان سبباً في تحول حياتها الإنسانية والفنية، بل وفي أفكارها واهتماماتها. لم تعد ترغب في السهر أو حضور الحفلات، كذلك أصبحت تنتقي أفلامها وموضوعاتها. ومع أنها لم تقدم طوال حياتها الفنية ما تخجل منه أو يسيء إلى ابنها وزوجها، فإنها لم تعد تقبل أدوار الراقصة على الشاشة، بل صارت ترفض الأفلام الاستعراضية رغم احتفاظها بكامل رشاقتها، خصوصاً أن عمرها لم يتخط الرابعة والثلاثين. قررت الاعتماد على قدراتها كممثلة فقط، أضف إلى ذلك إحساسها الدائم بأن عمرها قصير، وأن شبح الموت يطاردها، ما جعلها تخشى على نفسها لشدة خوفها على ابنها محمد، وأن تتركه وحيداً في هذه الدنيا. انتهت نعيمة عاكف من تصوير المشهد الأخير من فيلم «الحقيبة السوداء» في يونيو عام 1962. لم تنتظر أن يأذن لها المخرج حسن الصيفي بالانصراف، أو أن تعرف ما إذا كان يحتاج إلى وجودها في الأستوديو لإعادة التصوير. غادرت من فورها، متجهة إلى بيتها، غير أنها ظلت طوال الطريق تعاني آلاماً مبرحة تقطع أحشاءها، لدرجة أنها لم تعرف كيف وصلت بيتها، أو متى انهارت مغشياً عليها من شدة الآلام أمام بيتها، فسارع البواب والجيران بحملها إلى داخل البيت، فيما راح زوجها المحاسب صلاح عبد العليم يستدعي الطبيب، الذي ما إن شاهد المنظر حتى أصيب بالقلق والتوتر، قبل أن يكشف عليها، من شدة الخوف والهلع الذي رأه في عيون كل من حولها والمحيطين بها: = خير يا دكتور... نعيمة عندها إيه؟ - إيه يا أستاذ صلاح الرعب دا كله. دا أنت يا راجل خليتني أنا شخصياً أقلق... والحكاية كلها شوية مغص. = شوية مغص يخلوها تقع من طولها وتبقى في الحالة دي. - ماتنساش أنها نجمة بتشتغل طول الوقت بأعصابها... وأقل حاجة ممكن تأثر عليها... عموماً اطمن الحقنة اللي خدتها هاتخليها عال أوي. تفيق نعيمة من غيبوبتها تجد زوجها والطبيب يقفان إلى جوار السرير يتحدثان، فيثير المشهد رعبها: * أنا فين؟ = حمد لله على سلامتك يا حبيبتي. ازيك دلوقت؟ * دكتور! في إيه... أنا عندي إيه؟ أنا عيانة أوي. أنا هأموت يا دكتور. قوللي طمني... في إيه؟ وفين محمد؟ - بس بس كركبتي الدنيا كلها مرة واحدة كدا ليه؟ الحكاية كلها يا ستي شوية مغص. = اطمني يا حبيبتي الدكتور بيقول شوية مغص والحقنة هاتريحك إن شاء الله. * لا. أنا خايفة أوي يا دكتور. أنا عندي إيه؟ = يا ستي اطمني خالص. وعلى كل حال تقدري تعدي عليّ بكرة في المستشفى هانعملك شوية فحوص وتحاليل علشان تطمني بس. ولو أني متأكد أن الحكاية كلها دلع نجوم. ودا من حقك يا ستي... نجمة بقى. اللقاء المرتقب لم تنم نعيمة ليلتها، وما إن ظهر ضوء النهار حتى توجهت إلى المستشفى، وخضعت لفحوص وتحاليل كاملة، وظلت في قلق وتوتر طيلة ثلاثة أيام، حتى ظهرت نتيجة التحاليل، وذهبت إلى اللقاء المرتقب مع طبيبها، الذي ما إن نظر إلى الأشعة والتحاليل حتى صاح: = لا عال أوي أوي... التحاليل كلها هايلة ما عندكيش حاجة بالمرة. * إزاي يا دكتور بص كويس... اتأكد. = جرى إيه يا فنانة. انت ما عندكيش ثقة فيا ولا إيه؟ يا ستي كل حاجة عال. الحكاية كلها شوية أنيميا. ودي حاجة بسيطة. يعني محتاجة شوية حديد. تعرفي تشيلي حديد... هاهاهاها. * أنا بتكلم بجد يا دكتور. أنا حاسة أني تعبانة... وما ليش نفس للأكل خالص. وأوقات كتير برجع أي لقمة باكلها. = وأنا ما بتكلمش غير الجد. أنت ما عندكيش حاجة. على الأقل الأشعة والتحاليل بيقولوا كدا... فأنا هاكتبلك على دوا شرب... ملعقة واحدة بس بعد الفطار، والنوع التاني دا تلات ملاعق قبل الأكل علشان يفتح نفسك شوية للأكل. وطبعاً أنت مش محتاجة توصية بالنسبة للرياضة لأني متأكد أنك مواظبة عليها. لم تكن المرة الأولى التي تلجأ فيها نعيمة إلى الطبيب، وبالتأكيد لم تكن الأخيرة، حتى بعدما طمأنها عبر ما أجرته من أشعة وتحاليل، لسببين مهمين، الأول لأجل ابنها، والثاني أن الآلام لم تنقطع بعد هذا اليوم، كما لم تعد تجدي معها أي من المسكنات التي يصفها لها كل من زارتهم من الأطباء. أصبح المرض ملازماً لنعيمة كظلها، يطاردها أينما ذهبت، وراحت ملامح الحزن والتوتر تكسو وجهها، حتى ظنَّ البعض أن السبب حزنها على رحيل مكتشفها وأستاذها وزوجها الأول حسين فوزي، الذي رحل بعد انفصالهما بأربعة أعوام فقط، بعدما قدَّم لها الكثير، بل ووضع قدميها على طريق النجومية، عبر مجموعة متميزة من أفلام غير المألوفة في تاريخ السينما المصرية. لكن المؤكد أنه لم يكن ليستطيع أن يصل بها إلى ما وصلت إليه، لو لم يكن لديها الكثير مما يؤهلها للمكانة التي انتزعتها لنفسها، وسط نجمات يسببن الرعب لكل من تفكر، مجرد التفكير، في أن تظهر وسطهن، لا أن تنافسهن. وربما تفوقت على غالبيتهن، فكانت إضافة كبيرة إلى زوجها وأستاذها حسين فوزي، مثلما كان إضافة كبيرة إليها. حزن وقلق لم تكن ملامح الحزن والتوتر التي تكسو وجه نعيمة حزناً على رحيل أستاذها، وإن كان يستحق هذا وأكثر، غير أن أحداً لم يكن يشعر بما تعانيه من مرض لم تعرف سبباً له، حتى انتشر ذلك في الوسط الفني، وعرف المنتجون والمخرجون بأمر مرض نعيمة، وأنها لم تعد تقوى على تحمل مسؤولية فيلم، كما في السابق، ولم يعد ثمة من يطلبها للعمل. وصل هذا الإحساس إليها، وشعرت بأنها تقترب من نهاية حياتها الفنية، فتحملت آلامها وكتمت أوجاعها، لتبدو أمام الجميع وقد شفيت من مرضها. بل وصل الأمر إلى أن قبلت دور «سنيدة» عرضه عليها المخرج حسن الإمام، لتكون صديقة البطلة ماجدة الصباحي في فيلم «بياعة الجرايد» إلى جانب يوسف شعبان. رغم مرضها وآلامها، حرصت ألا تُظهر ذلك، ما كان سبباً في عودة البطولة إليها، غير أنها بطولة مشتركة، حيث أرادها المخرج حسن الصيفي أن تقتسمها مع كل من زوجته زهرة العلا وأحمد رمزي وتوفيق الدقن في فيلم «من أجل حنفي». كذلك اختارها فريد شوقي لتشارك معه في فيلم مأخوذ عن رواية «الكونت دي مونت كيرستو» بقلم ألكسندر دوما التي قدمها سابقاً أنور وجدي عام 1950 بعنوان «أمير الانتقام»، ليعيد شوقي تقديمها بعد 14 عاماً في فيلم بعنوان «أمير الدهاء»، هو بدور وجدي، ونعيمة بدور قدمته سابقاً سامية جمال. رغم أن دور الراقصة لم يكن جديداً عليها، فإن الاختلاف كان في نعيمة نفسها. المتأمل في تاريخ السينما العربية عموماً والمصرية خصوصاً، لن يجد فنانة استلهم الكثير من أسماء أفلامها من ملامح ومواصفات شخصيتها الحقيقية، مثلما حدث مع نعيمة عاكف، في غالبية أفلامها التي عبرت بصدق عن شخصيتها. كذلك لم يكن لفنان أو فنانة نصيب من أحداث أفلامه مثلما كان لنعيمة نصيب من قصص أفلامها. كان النصف الأول من حياتها ممتلئاً بالأشواك التي لم يقدر على السير عليها وتحمل وخزها سواها، قبل أن يبتسم لها الحظ في النصف الثاني من حياتها، وتصبح إحدى أهم نجمات الوطن العربي، وأغلاهن أجراً، ولم تستطع أي من نجمات جيلها، أو الجيل التالي عليها، أن توقف تقدمها. إلا أن القدر هو من قام بهذه المهمة، فلم تدم الابتسامة طويلاً، وسرعان ما كشَّر لها القدر عن أنيابه مجدداً. بل لم يكتف بذلك، وراح يغرز أنيابه في جسدها النحيل ليفترسها، وقبل أن تنتهي من تصوير دورها في «أمير الدهاء» عاودتها الآلام بشدة، غير أنها كانت هذه المرة أكثر قوة وأشد شراسة، وجاءت مصحوبة بنزيف حاد. رحلة النهاية ما إن شاهدت نعيمة بركة الدماء التي فاضت حولها، حتى أصيبت بانهيار تام. نقلت فوراً إلى المستشفى، ليجتمع حولها عدد من الأطباء في حيرة من أمرهم، لا سيما أن التحاليل كافة والأشعة تؤكد خلوها من أي مرض عضوي، غير أن حالتها تؤكد أن ثمة أمراً خطيراً غير ظاهر! كان لا بد من أن تنتظر نعيمة عاكف لأيام عدة في المستشفى، لنقل «دم» لها، بعد النزيف الحاد، وفي الوقت نفسه لإجراء فحوص أكثر دقة، والتي جاءت مطابقة لما قبلها، تنفي وجود أي خطب. غير أن هذا لم ينف وجود أمر غير طبيعي، وربما خطير، الأمر الذي لم يرح نعيمة أو زوجها صلاح عبد العليم، فراح ينتقل بها بين المستشفيات، حتى استقرت بها الحال في «مستشفى القبطي»، وتصادف زيارة الدكتور محمد أبو الفتوح حساب، أستاذ جراحة الجهاز الهضمي، الذي قام بتوقيع الكشف عليها، وفاجأها بما لم تتوقعه: = مدام نعيمة. إحنا لازم نعمل جراحة بسيطة. * إيه جراحة؟ جراحة إيه... هو أنا عندي إيه؟ أنا هأموت يا دكتور؟ = مين جاب سيرة الموت. الحكاية كلها جراحة بسيطة مش هاتأخد نص ساعة. * أيوا يعني أنا عندي إيه؟ = ما هو إحنا هانعمل الجراحة علشان نعرف أنت عندك إيه؟ التحاليل والأشعة مش مبينين أي حاجة. علشان كدا إحنا هانعمل جراحة صغيرة نأخد عينة صغننة أد كدا من الأمعاء علشان نشوف هي زعلانه مننا ليه. ومش عايزك تقلقي خالص خير إن شاء الله. أيام عصيبة عاشت نعيمة عاكف أياماً عصيبة، في الفترة التي سبقت ظهور نتيجة تحليل العينة. وفي اليوم المحدد لظهور نتيجة التحليل، مرَّ عليها الدكتور محمد أبو الفتوح وطمأنها إلى أن النتيجة مطمئنة، وأنها يمكنها أن تغادر المستشفى خلال أيام. غير أنه طلب من زوجها صلاح عبد العليم، أن يمر عليه قبل أن ينصرف. هنا شعرت نعيمة بأن ثمة أمراً ما أراد الطبيب أن يخص به زوجها، فرفضت أن يتم هذا اللقاء بعيداً عنها: * الأسلوب دا إحنا بنعمله في السينما يا دكتور للتشويق وخلق جو درامي... لكن أظن أنه مافيش داعي يتعمل في الواقع. = واقع إيه وسينما إيه. أنت مالك قلبتي على سينما يوسف وهبي. لا أنا بحب عفرتة وكوميديا نعيمة عاكف. * أرجوك يا دكتور. صارحني بالحقيقة. أنا ست شجاعة ومؤمنة بالله... ولازم أعرف أنا عندي إيه. صمت الدكتور وبدا على وجهه الارتباك، وحاول أن يهرب من نظرات نعيمة، وألا ينظر في عينيها، وهنا تدخل زوجها: - شوف يا دكتور. لو في حاجة عايز تقولها قولها دلوقت لأن نعيمة مش هاتهدا ولا تسكت إلا لما تعرف اللي عايزه تعرفه. = صدقوني أنا ما كنتش أحب أقف الموقف دا. لكن زي ما بتقولي أنت مؤمنة بالله وها تقدري الموقف. للأسف نتيجة التحليل إيجابية.. وأثبتت أن في سرطان في الأمعاء. سقط زوجها على الكرسي الذي يقف إلى جواره مذهولاً لم ينطق، فيما كانت الكلمة بمثابة طلقة رصاص اخترقت أذني نعيمة، لم تشعر بنفسها. عيناها مفتوحتان، لكنها غائبة عن الوعي، لم تدر من أين تأتي كل هذه الدموع ولا أين آخرها، وبعد لحظات تنبهت لصوت الطبيب ينادي عليها: = مدام نعيمة... مدام نعيمة. * يعني خلاص... هاموت يا دكتور. قدامي أد إيه؟ سنة... ستة شهور... ولا شهر؟ = مدام نعيمة. الأعمار بيد الله... وأنت زي ما بتقولي ست مؤمنة بالله. وأنا مش عايزك تفكري بالطريقة دي... وبعدين اطمني. الطب أتقدم جداً وفي جراحات كتير اتعملت في ألمانيا ونجحت بنسب كبيرة جدا. * أرجوك يا دكتور ممكن أقعد لوحدي شوية. - خليني أنا معاك يا حبيبتي. أنا مش ممكن أسيبك. * معلش يا حبيبي. سيبني شوية لوحدي. محتاجة أقعد مع نفسي شوية. أفلام لافتة قدمت نعيمة على مدار مشوارها الفني القصير 25 فيلماً، ولو أن ثمة مخرجاً بارعاً انتقى بين ثلاثة إلى أربعة مشاهد من كل فيلم لها، وجمعها إلى جوار بعضها البعض، وفقاً لتسلسل الأحداث، لصنع منها فيلماً يحكي حياة نعيمة عاكف، بذلك الحضور الطاغي كممثلة والأداء السهل، رغم دقته وتنوعه. فلا تستطيع أن تعرف، هل أنت أمام «لاعبة أكروبات» أو «راقصة» احترفت الرقص منذ سنوات بعيدة، أو فتاة استعراض لديها كل أدوات العمل الاستعراضي تختار منها ما تشاء، وفقا للدور الذي تؤديه؟ سواء كانت الفوارق واضحة أو خفية، ما بين فتاة السيرك التي تقفز على الحبال أو «راقصة الكلاكيت» التي تلقي المونولوج، و»الغازية» التي ترقص في «الموالد والحانات» وابنة «شارع محمد علي» أو فتاة الاستعراض، وغيرها من أدوار جسدتها للسينما. لم تشبه نعيمة عاكف سوى نفسها، بتلك الملامح المصرية الخالصة. هي الفقيرة المحبوبة ابنة حارة «العيش والملح»، و»اللهلوبة» الممتلئة شقاوة وفناً كما تبدو في «لهاليبو»، وهي «المعجونة بالفن» ابنة الفنان الأصيل في «نور عيوني»، ومطربة الموالد في «تمر حنة»، وابنة السيرك التي نشأت في أركانه في «فتاة السيرك»، والفنانة التي يرسل لها القدر من يكتشف موهبتها ليقدم سحر فنها إلى الجمهور في «بحر الغرام». هي التي تعيش لتضحي لغيرها، حتى لو كان الثمن حياتها، كما في «عزيزة». هي التي تعاني تمرد الأب على حياته الزوجية، للبحث عن زوجة جديدة شابة، ليكون الأبناء هم الضحية الأولى، كما في «بابا عريس». هي التي رغم مواهبها وتألقها ولمعانها، العاشقة للرقص، لم تنس لحظة أن تكون «ست البيت». حتى عندما أصبحت إحدى أكبر نجمات الوطن العربي، الأمر الذي فرض عليها مستوى اجتماعياً مختلفاً عما ولدت وعاشت فيه، لم تنس يوماً أن تظل كما هي «بنت بلد» كما هي «بلدي وخفة»... وغيرها الكثير من حكايات أفلامها، التي تكاد تصل إلى حد التطابق مع حياتها الشخصية، والتي لا شك في أن نعيمة نفسها أسهمت في صنع أحداثها، عبر كثير مما روته عن حياتها، منذ ولادتها ونشأتها في «سيرك أولاد عاكف» مروراً بطفولة وصبا يمتزجان بالشقاوة والشقاء.