«داعش» يتراجع في اليرموك... والأسد يخسر حدود الأردن

نشر في 03-04-2015 | 00:09
آخر تحديث 03-04-2015 | 00:09
تونس تعتزم إعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام وتتهم تركيا بتسهيل تنقل الإرهابيين
وسط استمرار عمليات الكر والفرّ، فشل «داعش» في الاحتفاظ بمواقع استولى عليها في هجوم خاطف على مخيم اليرموك، شاركت فيه جبهة النصرة على نحو غير مسبوق، في وقت خسر الأسد معبر نصيب على حدود الأردن.

باءت أولى محاولات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للتوسع نحو المناطق الغربية في سورية، بعيدا عن معاقله في الجانب الآخر بالفشل، مع خسارته السريعة أقساما كبيرة من مخيم اليرموك، الواقع على بعد 6 كلم جنوب دمشق، بعد يوم واحد من اقتحامه بمشاركة عدوه اللدود جبهة النصرة.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عددا من المجموعات الفلسطينية المسلحة في مخيم اليرموك شنت هجوما مضادا بدعم من مسلحين من المعارضة المحلية، وتمكنت أمس من استعادة السيطرة على كل المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية»، الذي أثار وصوله إلى هذا الحد من العاصمة مخاوف آلاف المدنيين في المخيم وخارجه. وبينما أوضح المرصد أن «مقاتلين من المعارضة السورية دخلوا المخيم وساعدوا الفلسطينيين في صد الهجوم بعد مواجهات عنيفة»، أعلن رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق أنور عبدالهادي تمكُّن كتائب «أكناف بيت المقدس»، التابعة لحركة «حماس» من إجبار «داعش» على التراجع إلى «أطراف المخيم»، بعد مواجهات دامية أسفرت عن مقتل 6 وإصابة 17.

منفذ الأردن

إلى ذلك، سيطرت كتائب المعارضة بقيادة جبهة النصرة بالكامل على معبر نصيب، آخر منفذ بري للنظام مع الأردن لتسيطر عمليا على الحدود.

ووفق المرصد السوري، الذي أكد أن «الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة منطقة المعبر»، فإنه «بذلك خسرت قوات النظام آخر وجود لها في معبر رسمي مع الأردن»، بعد سيطرة «النصرة» على معبر الجمرك القديم في أكتوبر 2013.

وأوضح المرصد أن «المثلث الواصل بين معبر نصيب الحدودي وصولاً للحدود مع الجولان السوري المحتل والحدود الأردنية لم يعد به وجود لقوات النظام» مشيرا إلى أن هذه القوات «لا تزال توجد في أربعة مراكز عسكرية شرق معبر نصيب، وصولا الى الحدود الإدارية مع محافظة السويداء».

وبعد ساعات من إعلان السلطات الأردنية إغلاق المعبر المعروف لديها باسم جابر «بشكل مؤقت»، نشر الجيش وحدات عسكرية على الشريط الحدودي مع سورية، حيث تكدست عشرات الشاحنات المحملة بالبضائع لعدم تمكّنها من العبور.

معركة الزبداني

وفي ريف دمشق، واصلت قوات النظام مدعومة من مقاتلي حزب الله تقدمها في منطقة الزبداني، بعد شنها هجوما بريا قبل نحو أسبوع. وأكد المرصد أن قوات النظام وحلفاءها حققوا «انتصارا استراتيجيا في المنطقة بعد محاصرتهم لمقاتلي المعارضة داخل مدينة الزبداني ومنع تحركهم باتجاه منطقة القلمون على الحدود السورية اللبنانية».

وفي ريف دمشق، أعلن قائد جيش الإسلام زهران علوش انضمام لواء الإمام الحسين، الذي يقاتل النظام في منطقة المرج في الغوطة الشرقية، إلى صفوف مقاتليه ليمد نفوذه العسكري حتى منطقة المرج.

 وفي حفل شعبي أقامه جيش الإسلام أمس الأول جمع مندوبين عن مختلف الفعاليات المدنية والإعلامية في الغوطة الشرقية، أكد علوش أن هذه الخطوة تأتي ضمن استكمال عملية توحيد الصف والكلمة والقيادة في الغوطة الشرقية، وسعيا للوصول إلى جسد واحد متكامل بقيادة واحدة، يقود العمل المدني والعسكري في المنطقة.

خسائر إدلب

وفي إدلب، بثّ ناشطون شريطا مصورا يظهر عشرات الجثث لقوات النظام قتلوا خلال معركة تحرير المدينة قبل أيام عملت فصائل «جيش الفتح» على إخراجها من المستشفى الوطني، بعد تعرّضه لغارات مكثفة أخرجته عن العمل. وأكد الناشطون أن المراصد العسكرية التابعة للثوار استمعت الى محادثات قوات النظام اللاسلكية، التي وجهت أوامر الى قيادات المطارات والطيارين بتدمير المستشفى كاملاً، دون غيره، بهدف إخفاء الخسائر الكبيرة التي مني بها في إدلب، وطمس هوية جثث مقاتليه حتى لا تستخدمها كتائب الثوار كورقة ضغط على أهالي القتلى لإجبار النظام على إبرام صفقات تبادل أسرى.

وفي الحسكة، واصلت ميليشيا قوات حماية الشعب الكردي، أمس، تنفيذ حملات الاعتقال العشوائي للشباب في مدينة رأس العين بغية تجنيدهم إجبارياً في صفوفها لقتال تنظيم داعش». وأكد «اتحاد شباب الحسكة» أن الحملة، التي بدأتها ميليشيا «الوحدات» يوم الخميس الماضي، طالت الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ18 والـ30 عاما، مبينا أن غالبية حالات الاعتقال كانت تتم على حواجز الميليشيا في القامشلي واستهدفت في الغالب القادمين من القرى والبلدات المحيطة.

وفي إحصائية إجمالية، وثق المرصد السوري مقتل 4973 شخصا خلال شهر مارس الماضي، موضحا أن نصيب المدنيين منهم 1135 بينهم 172 طفلا و124 امرأة والفصائل الإسلامية والكردية من الجنسية السورية 762.

وبينما أشار إلى مقتل 696 من قوات النظام 5 منهم منشقون، إضافة إلى 714 من اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني والمخبرين الموالين للأسد، أكد المرصد أن الكتائب الإسلامية و»داعش» و»النصرة» وجيش المهاجرين والأنصار من جنسيات غير سورية خسرت 1490.

كما خسر حزب الله اللبناني والمقاتلون الموالون من جنسيات غير سورية غالبيتهم من الطائفة الشيعية 158، إضافة إلى 18 قتيلا لم يتم التعرف على هوياتهم.

العلاقات التونسية

سياسيا، أعلن وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش، أمس، أن بلاده ستفتح قنصلية في سورية وترحب بعودة السفير السوري الى تونس، في خطوة تشير إلى استعادة العلاقات مع سورية، بعد ثلاث سنوات من قطعها.

وكانت تونس أول بلد طرد السفير السوري في بداية 2012، احتجاجا على قمع الأسد للاحتجاجات الشعبية، قبل أن تتحول إلى حرب دامية أسفرت عن سقوط آلاف القتلى.

واتهم وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش أمس تركيا بتسهيل تنقل الارهابيين نحو سورية والعراق.

(دمشق، تونس- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top