عايدة رياض: أجسِّد المرأة المصرية في {أرض النعام} نعاني نقصاً حاداً في المؤلفين المبدعين

نشر في 07-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 07-05-2015 | 00:01
تشارك عايدة رياض في السباق الرمضاني المقبل بمسلسلي {حالة عشق» و{أرض النعام»، وتجسد في كل منهما دور أم، لكنهما يختلفان عن بعضهما البعض في التفاصيل وطريقة الأداء.

حول جديدها، وغيابها عن المسرح، وتقييمها لمشوارها الفني كان اللقاء التالي معها.

حدثينا عن «حالة عشق».

دراما اجتماعية من تأليف محمد صلاح العزب، إخراج إبراهيم فخر، بطولة النجمة الكبيرة بوسي التي سعدت بالتعاون معها  ومع البطلات الشابات: مي عز الدين، روجينا وراندا البحيري.

ما دورك فيه؟

أجسد شخصية أم من طبقة متوسطة، تسكن وأولادها في حارة شعبية،  وعينها على  شقيقتها (بوسي) المتزوجة من رجل أعمال غني وتسكن في منطقة راقية، ما يولد حقداً في نفسها ونفس أولادها تجاه شقيقتها.   

ما الذي جذبك في هذا الدور؟

تلفتني الشخصيات من واقع الحياة، أو بمعنى آخر الشخصيات الطبيعية، فالشخصية التي أجسدها ليست طيبة أو شريرة، ولا تتمنى زوال النعمة من شقيقتها، بل أن تصادف حظاً مثلها، وهذه طبيعة النفس البشرية عموماً، وقد انتهيت من تصوير نصف مشاهدي.

ماذا عن {أرض النعام»؟

لم أصور دوري فيه، لغاية الآن، إذ كان يفترض أن يبدأ التصوير بالمشاهد التي تجمعني مع روبي، لكن ظروف حملها أجبرتها على الاعتذار، فتم التعاقد مع زينة على أداء دورها، وبدأ تصوير مشاهد الممثلين الآخرين لتتحضر زينة ونبدأ تصوير مشاهدنا سوياً.

ما الشخصية التي تجسدينها؟

أجسّد شخصية أم فقيرة جداً، همها تربية ابنها، ومساعدته ليتعلم ويلتحق بالجامعة، وله صديقة تدعى كيتي (زينة).

ما الفرق في دورك  بين المسلسلين؟

في {حالة عشق}، أجسّد  شخصية أم من طبقة متوسطة، لها تطلعاتها وتبحث عن تغيير مستواها المعيشي على غرار شقيقتها، لكن في {أرض النعام} هي أم تشقى لتأمين  تكاليف الدراسة لابنها الذي هو كل حياتها، لذا تعمل في مهن كثيرة لتأمين حاجياته، وهي نموذج للسيدة المصرية الحقيقية، وأنا أعشق تجسيد هذه النوعية من الشخصيات.

ماذا عن تعاونك مع المخرج إبراهيم فخر؟

{حالة عشق} هو التعاون الثاني مع إبراهيم فخر بعد الجزء الأول من مسلسل {شارع عبد العزيز}، وكان فيه مخرجاً منفذاً. في الحقيقة، وليس مجاملة له، هو أحد المخرجين الشباب الذين تعقد الآمال عليهم،  ومن المخرجين القلائل الذين يتعاملون بإحساس مع الشخصيات التي يقدمونها في مسلسلاتهم، ويمنحون الممثل أداء يساعده في تجسيد شخصياته، ولديه رؤية متميزة، فقبل التصوير يدرس  المشهد جيداً ليعرف المطلوب من كل ممثل.

ألا يقلقك التعاون مع مخرجين شباب؟

على الإطلاق، لديهم حماسة ورغبة في إثبات قدراتهم،  لا سيما إذا  كانوا متمكنين من أدواتهم، على غرار محمد علي، ويقدمون مسلسلاتهم على الطريقة السينمائية، وذلك ضمن طموحاتهم الإخراجية،  فيشعر الممثل كما لو أنه يقدم فيلماً أو مجموعة أفلام.

ما تقييمك للأعمال التلفزيونية الأخيرة؟

نعاني نقصاً حاداً في المؤلفين المبدعين، في وقت يتوافر فيه مخرجون ومصورون ومهندسو ديكور متميزون،  لذا تعاني الدراما أزمة في عدم وجود قصص جيدة، ما يفقدنا أحد أهم العناصر الفنية في المسلسلات. لم يعد لدينا أمثال أسامة أنور عكاشة ومحمد جلال عبد القوي، الذين قدموا دراما من واقع الحياة، وأخرجوا  بواطن المجتمع المصري، للأسف الأعمال الحالية بعيدة عن الواقع.

إلام يرجع ذلك؟

إلى استسهال بعض المؤلفين، فيما يفصل آخرون الأعمال وفقاً للنجوم أو يعيدون كتابة حوارات النجوم لتكون أطول وتمنح هؤلاء مشاهد أكثر، مقارنة بباقي الممثلين، باعتبار أن الأعمال تُباع باسمهم، وهم بذلك يضرون بالعمل نفسه الذي يتوجب أن يكون، في كل حلقة، حدث درامي يدفع المشاهد إلى انتظار الحلقة التالية بشغف.

ما الموضوعات الواجب تقديمها في الأعمال؟

كفاح الأشخاص في قلب المجتمع، شخصياً لا أعلم سبب تركيز المؤلفين على النماذج السلبية والبلطجية سواء في السينما أو التلفزيون، ولم يحدث ذلك بعد ثورة 25  يناير فحسب، ولا علاقة له بها، إنما كان موجوداً قبل الثورة، وإن كانت هذه الموضوعات زادت بعدها.

هل شاركت في مسلسل فصل على قياس نجم؟

نعم ، ويحدث ذلك بعد توقيع فنان ما على بطولة مسلسل مع الشركة المنتجة التي تتفق مع مؤلف لكتابة عمل له. أُعامل في هذه المسلسلات كممثلة، بالطبع يضايقني مبدأ التفصيل، لكنني أنظر إلى الدور المرشحة لتقديمه، ومدى ملاءمته لي، لست النجمة الكبيرة بطلة العمل، وإن كانت ثمة أعمال تفصيل ناجحة، ورسمت الأدوار بطريقة متساوية وفقاً لدراما العمل، إلا ان  بعض المخرجين يرفضون تقديم الضعيف منها خوفاً على اسمهم.

ما الأدوار التي تعتزين بها؟

كثيرة من بينها: مسلسلا {سكة الهلالي» و{دهشة» مع يحيى الفخراني، مسرحية «جوز ولوز»، وفي السينما لي رصيد كبير على غرار أول أفلامي {مارد الجبل» مع المخرج نور الدمرداش، وشاركني بطولته نور الشريف، «أهل القمة» مع عزت العلايلي وسعاد حسني، وفزت فيه بأول جائزة، «الكيت كات} مع المخرج داود عبد السيد، اللعب مع الكبار} مع النجم عادل إمام والسيناريست وحيد حامد والمخرج شريف عرفة، «أحلام هند وكاميليا» مع نجلاء فتحي وأحمد زكي.

ما جديدك؟

اكتفي بـ {حالة عشق} و{أرض النعام} لأشارك بهما في سباق رمضان، لعدم رغبتي في المشاركة بأعمال أخرى، كي أمنحهما كل تركيزي وأقدمهما على نحو جيد.

مسرح

لماذا لا تقدمين أعمالاً مسرحية؟

انتهى المسرح  راهناً لأسباب منها ضرورة وجود نجم يؤدي بطولة المسرحية، ارتفاع أجور النجوم في المسرح، ارتفاع أسعار الإعلانات عن المسرحيات في التلفزيون والصحف، ارتفاع أسعار التذاكر فلا يتمكن الجمهور المصري والعربي من دفعها، عدم وجود عائد كاف... كل هذه العوامل جعلت من الصعب عودة المسرح إلى ازدهاره.

ما الذي نحتاج إليه لعودة المسرح؟

للشباب دور في ذلك، فهم لا يتقاضون أجوراً كبيرة، وفي الوقت نفسه يحتاجون فرصة لتقديم مواهبهم ومسارح ليقدموا على خشبتها أعمالهم في محافظات مصر، هنا تكمن مسؤولية الدولة، وإن كانت  ثمة حركة مسرحية يقوم بها فنانون حالياً وأتمنى لهم التوفيق، وتأسيس اتحاد بين المسرح والشباب.

أليس للفنانين الكبار دور في هذا الاتحاد؟

كبرنا ولم يعد بإمكاننا السفر إلى المحافظات لتقديم عروض مسرحية، يحتاج الأمر مجهوداً، فيما نحن  نحتاج إلى الراحة بين فترة وأخرى، وعلى الشباب استغلال هذه الفرصة لإظهار قدرتهم على تقديم أعمالهم في كل مكان، وبمستوى فني عال.

back to top