وصف مستشار الرئيس المصري للصحة النفسية والتوافق المجتمعي، الدكتور أحمد عكاشة، المجلس الاستشاري لعلماء وخبراء مصر بأنه يمثل مخزوناً للأفكار التي تستهدف الوصول بالبلاد إلى المكانة اللائقة على المستويين العربي والدولي، لافتاً إلى أن مهمته إيقاظ الضمير الجمعي للمصريين.

Ad

وقال عكاشة، في مقابلة مع «الجريدة»، إن التوافق المجتمعي ليس معناه التصالح مع عناصر الإخوان الذين شاركوا في أعمال العنف وإراقة دماء رجال الجيش والشرطة، مشدداً على ضرورة استبعادهم من النسيج الوطني، وفي ما يلي نص الحوار:

• ما القضايا التي تضعونها على رأس اهتماماتكم، ودور المجلس في رسم السياسة العامة للدولة؟

- هذا المجلس استشاري ويضم نخبة من علماء وخبراء مصر في الداخل والخارج في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، والمشروعات الكبرى والطاقة والزراعة والمياه وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد والطب والصحة العامة والصحة النفسية والتوافق المجتمعي، والرئيس عبدالفتاح السيسي أبدى اهتماماً كبيراً بمجالات التعليم والطاقة والمياه، لكنه أكد أن العمل في كل هذه المجالات، إن لم يغلف بالصحة النفسية، فلن يكون هناك إنتاج، ونهضة أية أمة لا تكون بالقوة الاقتصادية لكن بأخلاق المواطن، لذلك كان الاتجاه في الرئاسة ولدى أعضاء المجلس الاستشاري هو التأكيد على أهمية الجانب الأخلاقي.

• انتقد البعض تشكيل المجلس الذي يتكون غالبية أعضائه من أصحاب الخبرات الخارجية باعتبار أن الأوضاع في مصر تختلف عن نظيرتها في الخارج؟

- أولاً أعضاء المجلس الاستشاري هم مجموعة من العلماء والخبراء ويعملون بشكل تطوعي، ولا يحتاجون إلى نفوذ أو مال أو شهرة، وبالتالي هدفهم الوحيد مصلحة الوطن، وفي كل بلاد العالم يوجد شيء اسمه «مخزون الأفكار»، وهذا هو دور أعضاء المجلس أي عرض الأفكار والمقترحات ونحن لسنا جهة تنفيذية، وبالتالي الانتقادات الموجهة هنا ليست منطقية، لأن هؤلاء العلماء والخبراء يستطيعون تقديم الأفكار التي تناسب الوضع في مصر، ولما كان معظم الأعضاء خبراء في الخارج فسيكون التواصل معهم من خلال البريد الإلكتروني، واتفقنا على الاجتماع كل شهرين لعرض ما توصلنا إليه من أفكار ومقترحات على الرئيس.

• برأيك هل المصالحة مع «الإخوان» جزء من تحقيق هذا التوافق؟

- كل من شارك في أي دم أو عنف ضد الجيش والشرطة لا يمكن أن يكون لهم دور في المجتمع، ولابد أن يكون مصيرهم الابتعاد عن النسيج الوطني، ويمكن تغيير هؤلاء إذا أعطيناهم جرعات من التنوير لنظمهم المعرفية المريضة واستبدالها بنظم صحية من خلال التعليم والإعلام والأزهر الشريف.

• باعتبارك مسؤولاً عن ملف الصحة النفسية والتوافق المجتمعي، ما الاستراتيجية التي عرضتها على الرئيس بشأن هذا الملف خلال لقائكم معه؟

- أنا مهتم بكيفية تغيير مناهج التعليم والعمل على إيقاظ الضمير أي الأخلاق، وهي تشمل أولاً المصداقية وتعني الانضباط والالتزام في العمل، وثانياً روح الفريق والتسامح والتعاون، وثالثاً الثقافة العلمية أي تجاوز الذات بمعنى أن الإنسان المتمركز حول ذاته هو الشخص الذي يعاني المرض النفسي، أما الشخص المتمركز حول الآخر ومصلحة الوطن فهو الذي يتمتع بالصحة النفسية التي يصل من خلالها للسعادة والرضا والثقة بالنفس، وهذه الأمور ضرورية لتحسين جودة العمل.

 • أين يكمن خلل المجتمع في ما يتعلق بالصحة النفسية، وما مدى تأثيره على الحياة السياسية؟

- نعاني أزمة أخلاق، وهدفنا تحقيق الصحة النفسية لجميع المواطنين حتى يستطي المواطن العمل والإنتاج والوصول إلى مرحلة الرضا والإحساس بقيمته كإنسان، والرئيس السيسي استطاع أن يبدأ ببناء الضمير الجمعي، بدليل ما حدث في استثمار المواطنين بشهادات قناة السويس وجمع 64 مليار جنيه خلال فترة قصيرة جداً، وهذا الأمر لم يحدث في تاريخ العالم.

• كيف يمكن الوصول إلى التوافق المجتمعي في ظل الظروف السياسية والأمنية الراهنة؟

- التوافق المجتمعي يأتي من خلال الضمير الجمعي، بمعنى أن تسود الثقة والحب والتسامح بين المواطنين والبعد عن التطرف، وهذا دور المجتمع كله بداية من الأسرة والمدرسة، ومن هنا اهتمامي بتغيير مناهج التعليم، وكذلك الدور المهم جداً للإعلام، والتوافق المجتمعي وصل إلى مرحلة خطيرة من التدهور في العام الذي حكمت فيه جماعة «الإخوان» مصر.