غزارة تهديفية غير مسبوقة شهدتها الجولة الــ 21 لدوري ڤيڤا بـ 36 هدفاً، واللعب من طرف واحد، وسط اقتصار الصراع على اللقب على العربي والكويت، مع ابتعاد القادسية بتعادله مع اليرموك.

Ad

شهد استئناف دوري "ڤيڤا" لكرة القدم، الجولة الـ 21 للبطولة غزارة تهديفية غير مسبوقة، بلغت حصيلتها 36 هدفاً بمعدل تهديفي 5.1 أهداف في المباراة الواحدة، فضلاً عن ضرب الرقم القياسي للأهداف المحرزة في الجولة الثالثة (29 هدفاً) بفارق 7 أهداف كاملة.

وكان كاظمة فاز على التضامن والكويت على الفحيحيل بنتيجة واحدة هي 8 -صفر، والعربي على الساحل والجهراء على النصر بالنتيجة نفسها (5 -صفر)، وتغلب السالمية على الصليبخات 4 -صفر، وخيطان على الشباب بالنتيجة ذاتها، بينما انتهت مباراة واحدة بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، والتي جمعت القادسية واليرموك.

ووفقاً لهذه النتائج الكبيرة يتضح بما لا يدع مجالاً للشك، أن المواجهات الست جاءت من طرف واحد، خصوصاً أن الفرق الخاسرة لم تستطع هزّ شباك الرابحين، ليثبت دوري الدمج فشله الذريع جولة بعد أخرى!.

أهم أحداث الجولة الـ 21، تمثلت في ابتعاد القادسية عن أجواء المنافسة إلى حد كبير بعد أن ارتفع فارق النقاط بينه وبين العربي المتصدر والكويت الوصيف بـ 10 و 5 نقاط على التوالي، في وقت يحتاج الأصفر من أجل المحافظة على لقبه إلى معجزة حقيقية، لكن تبقى كرة القدم دائماً ساحرة مستديرة نتائجها مثيرة وأحياناً...مريرة!

"الجريدة" تلقي الضوء على الفرق محور الأحداث في الجولة الـ 21 من خلال هذا التحليل السريع لأبرز السلبيات والإيجابيات.

العربي يقترب

رويداً رويداً يقترب العربي من استعادة لقبه الغائب عن خزائنه الذي حققه في المرة الأخيرة ضمن موسم 2001-2002، بفوز مستحق على الساحل، وأبرز ما يلفت الانتباه في هذه المواجهة الروح القتالية التي ظهر فيها لاعبو الساحل، والتي مكنتهم من الإبقاء على شباكهم نظيفة حتى الدقيقة 36 من زمن الشوط الأول، وللأسف الشديد هذه الروح دفاعية فقط ولم تظهر على الإطلاق في النواحي الهجومية، إلى جانب عودة فهد الرشيدي إلى التهديف.

كما لعب الاحتياطيون دوراً مؤثراً، حيث نجح البديلان فراس الخطيب وحسين الموسوي في إحراز 3 أهداف، ما يؤكد الرؤية الثاقبة للمدرب الصربي بونياك، فضلاً عما لدى  الفريق من مقاعد مكتظة بالبدلاء الأكفاء، وهنا يطرح السؤال نفسه بقوة، لماذا لا يمنحهم بونياك فرصة الدخول في التشكيل الأساسي منذ البداية؟

العربي مع كل جولة يمتلك لاعبوه الثقة بالنفس، وتمني جماهيره النفس باللقب، الأمر بات قريباً للغاية، لكن شريطة ضمان تحقيق الفوز على الكويت في الجولة المقبلة، وهي المباراة التي ستحدد على الأغلب إلى أين سيتجه اللقب نحو "المنصورية" أم "كيفان"؟

القادسية يبتعد

في المقابل، ابتعد القادسية عن اللقب بشكل كبير، فالمدرب الجديد راشد بديح تسلم من المدرب السابق أنطونيو بوتشي فريقاً محطماً نفسياً ومعنوياً، بدليل المستوى الذي يقدمه الفريق، لذلك ليس من المنطقي إلقاء اللائمة على بديح الذي جاء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكنه لم يتمكن من تحقيق هدف الإدارة.

الروح التي ظهر فيها لاعبو الأصفر خلال اللقاء باستثناء بدر المطوع، تعني أن الفريق سيكون مهدداً بقوة أمام اليرموك غداً في الدور النصف النهائي لبطولة كأس سمو الأمير، وسيكون الفوز باللقب في حال التأهل للنهائي محفوفاً بالمخاطر خصوصاً أنه يواجه السالمية، لذلك الفريق في حاجة إلى الإعداد النفسي وإعادة الروح للاعبين أكثر من الإعداد الفني.

ثمانيات الكويت وكاظمة

من الصعوبة بمكان الكلام عن الحديث عن النواحي الفنية والتكتيكية في لقاء الكويت والفحيحيل الذي جاء من طرف واحد، لكن يمكن القول، إن الأبيض خرج بالعديد من المكاسب من هذه المباراة، لعل أهمها ارتفاع المستوى الفني لمحترف البرازيلي روجيريو كما استعاد قدراته الهجومية العالية، إلى جانب إحراز العماني عبدالعزيز المقبالي هدفين استهل بهما مشواره التهديفي مع الفريق، كما واصل عبدالله البريكي أحد أفضل اللاعبين في البطولة تألقه وتحركاته، مما يهدد بقوة فريق العربي في المباراة المقبلة.

وما ينطبق على الكويت ينطبق على كاظمة، فعلى الرغم من أن الجهاز الفني لم يعتبر مباراة الفريق مع التضامن بروفة لمواجهته مع النصر الإماراتي غداً في دوري أبطال الخليج، وجاءت المباراة باتجاه واحد هو البرتقالي بكل تأكيد، لكن الجهاز الفني اطمأن بالطبع على مستوى باتريك فابيانو وناصر فرج، كما استعاد الموهوب عبدالله الظفيري بريقه التهديفي.

انتصارات الجهراء والسالمية

مازال الصراع على المركز الرابع مشتعلاً بين الجهراء والسالمية، على الرغم من أن المركزين الرابع والخامس سيضمنان لهما المشاركة في البطولات الخارجية، الجهراء من جانبه واحد من أفضل الفرق هذا الموسم وفوزه على النصر بخماسية لا يعد مفاجأة، ولا يمكن التقليل منه في ظل انخفاض مستوى العنابي الذي يبني فريقاً للمستقبل في الوقت الراهن، إذ أن الجهراء يضرب بقوة على الصعيد المحلي والخارجي، والفريق يحتاج فقط إلى الصعود إلى منصات التتويج وهو أمر مستحق لا جدال.

ومن جهته، فإن السالمية هذا الموسم وبالتحديد في الدور الثاني للبطولة قدم مستويات رائعة، لكن الفريق ما زال لديه الكثير ليقدمه، ومازال الحلم قائم أمامه وبقوة للظفر بأحد الألقاب، الفوز الذي حققه السماوي على الصليبخات يؤكد وصول اللاعبين إلى مرحلة عالية من التجانس والتناغم، كما أن الجهاز الفني بقيادة المدرب محمد دهيليس بات يمتلك فريقين كاملين.

أرقام

• انتهت 6 مباريات بالفوز في هذه الجولة، بينما انتهت واحدة بالتعادل بين القادسية واليرموك.

• انفرد الكويت بلقب أقوى هجوم برصيد 59 هدفا، وتبعه العربي بـ55، في حين جاء هجوم الشباب الأضعف، حيث لم يحرز إلا 14 هدفا.

• مازال دفاع الكويت الأقوى، حيث اهتزت شباكه بـ9 أهداف فقط، بينما التضامن هو صاحب أضعف خط دفاع في البطولة، إذ منيت شباكه بـ60 هدفا.

• الكويت هو الفريق الوحيد في البطولة الذي مازال سجله خالياً من الهزائم، غير أنه تعادل في 6 مباريات أفقدته 12 نقطة.

• حقق كل من محترف الكويت روجيرو ومهاجم كاظمة هاتريك (3 أهداف) في هذه الجولة.

• محترف كاظمة البرازيلي باتريك فابيانو مازال يعزف منفرداً على قمة الهدافين برصيد 19 هدفا، وحل محترف العربي السوري فراس الخطيب في المركز الثاني بـ16 هدفا، وجاء محترفا السالمية الإيفواري جمعة سعيد في المركز الثالث بـ13، تبعه محترف الجهراء إلياسو، والسالمية الأردني عدي الصيفي، ومحترف القادسية السويسري دانيال في المركز الرابع بـ12 هدفا لكل منهم، في حين تربع ناصر فرج على قمة الهدافين المحليين بـ10 أهداف، وجاء بدر المطوع وفيصل العنزي في المركز الثاني بـ9 أهداف، ثم يوسف ناصر وعبدالعزيز المشعان في المركز الثالث بـ8 أهداف لكل منهما.