اللافت في النصف الأول من الموسم السينمائي الصيفي في مصر، أنه شهد حرص المنتجين على طرح أعمال بتكلفة محدودة، بسبب الامتحانات المدرسية والجامعية وحلول شهر رمضان مبكراً، الأمر الذي دفع الموزعين للتوقف عن طرح أفلام جديدة منذ أكثر من 5 أسابيع والاكتفاء بالأفلام الأجنبية إلى جوار أفلام طرحت في أعياد الربيع بداية الموسم الصيفي.
المفارقة في الإيرادات أنها في الأفلام المصرية جاءت موزعة بشكل رئيس بين فيلمين هما «كابتن مصر» و{زنقة ستات، بالإضافة إلى الفيلم الشهير Furious 7، بينما فشلت بقية الأفلام التي طرحت في التوقيت نفسه في تحقيق مليون جنيه، وهي ظاهرة تحدث لأول مرة منذ فترة طويلة. تصدر فيلم {كابتن مصر}، من بطولة كل من محمد عادل إمام وعلي ربيع وأحمد فتحي، إيرادات شباك التذاكر، بعدما حقق أكثر من 18 مليون جنيه في غضون ثمانية أسابيع، فيما ساهم بالإيرادات المرتفعة طرح الفيلم بأكثر من 60 نسخة، بالإضافة إلى محاربة الشركة المنتجة لمحاولات قرصنة تعرض لها بتصويره من داخل صالات العرض، فقد دمرت روابط مشاهدته المجانية المتاحة عبر الإنترنت خلال فترة عرضه في السينما. الأمر نفسه لجأ إليه المنتج أحمد السبكي لحماية فيلمه {زنقة ستات} من القراصنة. وتقاسم بطولته حسن الرداد، إيمي سمير غانم، آيتن عامر ومي سليم، ووصلت إيراداته إلى أكثر من 17 مليوناً ليحل في المركز الثاني خلال الموسم. وأثارت إيرادات الفيلمين حالة من الجدل، مع إدعاء كل شركة إنتاج بأن فيلمها هو الأكثر تحقيقاً للإيرادات، وإرسال بيانات صحافية تفيد بإيرادات أكبر من المتوقع، ما جعل غرفة صناعة السينما تمتنع عن إعلان إيرادات رسمية للفيلمين. ورغم الجدل الذي رافق طرح {جمهورية إمبابة} والدعاوى القضائية التي أقامها محامون من أجل رفع الفيلم من الصالات، فإنه لم يحقق سوى مليون جنيه في خمسة أسابيع عرض، وهو رقم هزيل للغاية مقارنة بالحملة الدعائية الضخمة التي نظمتها الشركة المنتجة. الفيلم الذي يتقاسم بطولته كل من أحمد وفيق، وباسم سمرة، وفريال يوسف جاء إخفاقه مفاجئاً للمنتجين ودفعهم للعدول عن طرح أية أعمال أخرى، حيث طرح مطلع شهر مايو الماضي في محاولة لمعرفة مدى استعداد الجمهور لاستقبال أفلام جديدة بالتزامن مع فترة الامتحانات، علماً بأن تكلفة الفيلم تخطت حاجز 5 ملايين جنيه، ما عرض منتجه لخسائر كبيرة، يسعى إلى تعويضها من العرض التلفزيوني وبيع العمل للمحطات الفضائية المختلفة. ولم يحظ فيلم {كرم الكينغ} الذي قدمه محمود عبد المغني مع منذر رياحنة بالنجاح المتوقع منه، ولم تتجاوز إيرادات الفيلم حاجز 800 ألف جنيه في 7 أسابيع عرض تقريباً، وهو رقم هزيل للغاية مقارنة بميزانية الفيلم التي تجاوزت مليوني جنيه، بالإضافة إلى الحملة الدعائية التي رافقته. وحقق {عزازيل}، من بطولة مجموعة من الممثلين الشباب، إيرادات وصلت إلى نحو 500 ألف جنيه، وهو أول فيلم مصري يحمل لافتة للكبار فقط ويحقق هذه الإيرادات الهزيلة، علماً بأن صناعه اعتمدوا على اللافتة لجذب الجمهور لمشاهدته، وهو ما لم يتحقق لأسباب عدة من بينها ضعف الدعاية ومستوى الفيلم، بحسب وصف النقاد. أما فيلم {فزاع} الذي يعتبر البطولة الأولى للممثل الشاب هشام إسماعيل، فلم يحقق سوى مئتي ألف جنيه، متذيلاً قائمة الأفلام المصرية في إيرادات الموسم، فيما رفع من الصالات سريعاً، على عكس بقية الأعمال التي لا تزال تعرض حتى الآن. في المقابل، نجحت أفلام أجنبية عدة في تحقيق إيرادات كبيرة خلال الموسم، من بينها Furious 7 محققاً نحو 12 مليون جنيه في 12 أسبوعاً، وهو رقم ضخم بالنسبة إلى الأفلام الأجنبية، فيما حققSan Andreas إيرادات تخطت أكثر من مليون ونصف المليون جنيه. ووصلت إيرادات The Age of Adaline إلى أكثر من مليون جنيه، وهي نفسها تقريباً التي حققها HOME في نحو ثماني أسابيع عرض في الصالات المصرية.
توابل - سيما
السينما تودِّع «نصف» موسم الصيف وسط إيرادات متباينة
15-06-2015