أعلن مجلس الوزراء اللبناني بعد مناقشات مستفيضة للأوضاع المأساوية في بلدة عرسال، والناجمة عن وجود المسلحين في جرودها، وتركز أعداد هائلة من النازحين السوريين داخلها وفي جوارها، «ثقته الكاملة بالجيش وبقيادته وتكليفه إجراء التقييم الأمثل للوضع الميداني واتخاذ القرارات والإجراءات المناسبة لمعالجة أي وضع داخل البلدة ومحيطها».

Ad

وأكد «عدم وجود قيود من أي نوع أمام الخطوات التي قد يتخذها الجيش لتحرير جرود عرسال وإبعاد خطى المسلحين الإرهابيين عنها».

وقرر «تكليف الجيش اللبناني اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإعادة سيطرته وانتشاره داخل بلدة عرسال وحمايتها من الاعتداءات والمخاطر التي تتهددها من المسلحين الإرهابيين وضبط الأمن فيها».

في موازاة ذلك، نشرت جبهة «النصرة»، أمس، فيديو يظهر استهداف مدفع 57 ملم تابع لـ«حزب الله» بصاروخ «كورنيت» في منطقة الرهوة بجرود عرسال.

في المقابل، عرضت قناة «المنار»، أمس، مقاطع مصورة تظهر سيطرة مقاتلي «حزب الله» على وادي ومعبر الدرب جنوب غرب جرود عرسال وعلى حاجز الرهوة التابع لجبهة «النصرة».

التعيينات

في المقابل، رحلت الحكومة جزءاً من ملف التعيينات الأمنية، الذي كان من المتوقع أن يؤدي إلى شلل العمل الحكومي، إلى الأسبوع المقبل لإفساح مزيد من الوقت للتوصل إلى رؤية مشتركة حوله.

واعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق توقيع مرسوم تمديد خدمة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص مدة سنتين، كما كلف المشنوق العمداء الهاشم والحلو وكلاس قيادة الدرك والقوى السيارة ومفتشية قوى الأمن.

في السياق، اعتبر بصبوص في ندوة حوارية عن الأمن القومي، أمس، أن «المغيرات الاقليمية أثرت على لبنان سياسياً واقتصادياً وأمنياً، والواقع يتطلب من جميع المسؤولين التحلي بروح الحكمة لتجاوز المرحلة بأقل خسائر ممكنة».

وقال: «نأينا بقوى الأمن عن السياسة، وحرصنا على التنسيق على كل المستويات وبقية المؤسسات الأمنية».

أما عن التعيينات الأمنية، فدعا إلى «إبقاء قوى الأمن خارج إطار التجاذبات السياسية وعدم إضفاء أي صبغة طائفية أو حزبية عليها واختيار الضباط وفق معايير متجردة مبنية على الكفاءة والنزاهة».

فرنجية

استقبل رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية في دارته في بنشعي أمس عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان موفداً من رئيس التكتل النائب العماد ميشال عون، لوضعه في أجواء «إعلان النوايا» الذي جرى إعلانه الثلاثاء الماضي من الرابية.

وقال كنعان بعد اللقاء: «لقد وجدنا كل تجاوب بالنسبة للطروحات. ومن المعروف أن سليمان فرنجية يرحب بكل تلاقٍ بين اللبنانيين، فكيف بالأحرى اذا كان الامر داخل البيت المسيحي وحول مسائل وطنية ومبادئ تجمع ولا تفرق».

وأضاف: «لقد لمست لدى فرنجية كل حرص على خيار ديمقراطي دستوري، كما عبر العماد عون وكما عبر بالنسبة للرئاسة غبطة البطريرك الراعي، وهذا الأمر سنسعى لبلورته في الايام المقبلة من خلال وضع آليات مقبولة دستورية وديمقراطية نتفاهم حولها كلنا».

الطفيلي: فليتنحَ نصرالله وخامنئي

جدد الأمين العام لـ«حزب الله» السابق صبحي الطفيلي في مقابلة تلفزيونية مساء أمس الأول دعوته الحزب إلى الانسحاب من سورية، مضيفاً أنه «كان لدى الحزب توجه بعدم زج نفسه في سورية، إلا أن القرار هو قرار إيراني»، مضيفاً: «لا يتحرك حجر في لبنان من دون قرار إيراني».

وطالب الطفيلي الأمين العام للحزب حسن نصرالله والمرشد الإيراني الأعلى بالتنحي «لتأتي قيادة أخرى تنقذ الأمة والشيعة»، مشيرا إلى أنهما «مسؤولان» عن هذه الدماء التي سقطت في غير مكانها وزمانها.

وقال إن الشيعة يجب أن يقفوا «حيث الحق ومع المظلوم وضد الظالم»، متسائلاً: «هل يريدون أن نصدق أن هناك خطراً اسمه داعش أم انها مجرد لعبة؟».

وحذر من الخطر الذي يسببه وجود «حزب الله» في سورية وقتاله مع طرف قائلاً: «هل نستطيع أن نصدّ الجحافل في حال أتت إلينا بسبب قتال الحزب في سورية؟».

واعتبر أن «ذهاب فريق من الشيعة إلى سورية والجميع يشمت به وينتظر أن يسقط على رأسه أمر لا يجوز، وماذا سيفعل بضعة آلاف من المقاتلين أمام بحر من المقاتلين؟ وبالتأكيد هذه الطريقة لن تحمي اللبنانيين وستأتينا بهزيمة نكراء كشيعة، ونحن لا نستطيع أن نتحمل الهزيمة، لأن الهزيمة تعني الموت».

وعن حديث نصرالله عن «شيعة السفارة»، قال الطفيلي: «هل ممنوع أن ينطق أحد برأيه؟، متسائلاً: «ثم هو (نصرالله) عند أي سفارة يعمل؟».

ووصف موضوع العشائر بأنه مجرد تهويل على الحكومة، وتحدث باستفاضة عن «الخوات المفروضة في بعلبك»، متهماً «المتنفذين الشيعة في الدولة اللبنانية» بـ«حماية اللصوص والقتلة والمخدرات».